خربشه....
قد تمشي آلاف الأميال في طريق النسيان، لكنك قد تتعثر بمكانٍ ما، أغنية قد تهزمك، مقهى، رسالة، أو أي شيء يُعيدك لنقطة البداية.. كنت قد حسبت حساب هذه الأمور عندما أحببت.. أنا على يقين أن الأشياء الجميلة لا تدوم، لذلك عندما وقعت في الحب تعمدت أن اتجاوز كل الأمور التي ستُعيق عجلة النسيان مستقبلاً.. مثلًا لم أمسك بيدها يوماً كي لا تشعر يدي أنها يتيمة عندما نفترق.. المكان! لم نلتقي ولو لمرة واحدة، لذلك لم يكن هنالك مكان معين يذكرني بها.. لم تكن لنا أغنية مفضلة، أنا أستطيع سماع كل الأغاني من دون أن اتذكرها..
قد اقتصرت علاقتنا عبر مكالمات هاتفية فقط وليس هذا فحسب فقد كان موعد المكالمة في وقت متأخر من الليل، أنا لا أحب السهر، لذلك عندما نفترق سأعود للنوم مبكراً وسيمر الوقت الذي كنا نتحدث فيه وأنا نائم..
كل شيء على ما يرام إلى هنا، لم أترك أثراً يُذكرني بها ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان.. عندما كنت أهاتفها كل ليلة كان لجارها ديكاً يؤذن في ذلك الوقت وكنا نضحك سوياً على أن هذا الوقت ليس وقت آذانه وأخبرها بأنه مجروح على ما يبدو.. أنا لم أكترث له ولكنه أصبح الثغرة التي لن أستطيع سدها..
الأمر مضحك للغاية وقد لا يُصدق ولكن في الحقيقة أنا أقطع كل يوم ألف ميلٍ في طريق النسيان ثم يهزمني ديكٌ يؤذن.. أي ديكٍ كان، وفي أي مكان يستطيع بآذانه أن يُعيدني لنقطة البداية كل صباح..
يزيد مجيد...