( عشرُ قصص قصيرة جداً )
للكاتبة : ( ورود علي احمد )
العراق
١_ ( عن )
إنْفَعَلَ فجْأةً ..
بَدأَ يُحَطِّمُ كُلَّ ما تَبَقّى لَهُ مِنْ أحلام..
رَكَلَ بقَدَمَيهِ ذِكرى تِلْكَ الحَرب...
تَوَقَّفَ عَنِ الصُراخِ بسُقوطِ تِلْكَ الدَّ/عة ...
أَخَذَ عَصاهُ ...ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البيتِ ..يَبْتَسِمُ للمارَّة..
يَداهُ داخِلَ جيبَهُ ..
تَقْبِضانِ على الجوعِ ....!
2- (( على شَفا إنتِظار )
تَنَفَّسَ الصُبحُ...
عادَ الاطفالُ يُلِحُّونَ على والدتهم ..
من جديد...
هِيَ تَهْرُب... تُعِدُّ السَّاعات ... والخَطَواتْ ,... والعَثرات ...
تَصْرُخْ بِوَجهِ زَوجها...
_ كُلَّ هذا وانتَ مُمَدَّدٌ هُنا .؟؟.. لا تُحَرِّكُ ساكِناً ؟؟؟
قالتها ثُمَّ سَقّطَتْ دُموعَها ...
تُعانِقُ قَبرهُ ...!
3- (مائدة )
جَلَسَ على مائِدةِ الطعام في حديقته الفخمة ...
_ مريم ... مريم ..
أحضري الطعام بسرعة .. أصدقائي في الطريق الينا ...
رَنَّ الهاتِف ...
مَدَّ يَدَهُ ...
صوتُ منبه الساعة ...
(( وقتُ إحضار طعام سيِّدك )) !
4- (فنجان )
صوتُ منبّه الساعة ..
قهوة الصباح ...
تسقي حديقتها ... ثم ترتدي ثوبها الابيض وكعبها العالي..
صوت ضحكات من بعيد ..
صديقاتها...
جرس الباب ...
تختفي الضحكات والاحلام والذكريات ...
يَتَوَقَّفُ كرسيَّها المتحرك ...!
5 ( حياة )
وُلِدَ ...
لكنه لم يَعِشْ ..
كَتَبَ ... روايةً ثم أخرى عن الموت ..
مَشى على ثلاثٍ بسرعة البرقِ ..
حَقَّقّ مالَمْ يستَطِعْ كلكامش تحقيقه ُ ....!
6 (فِرْشاتُها )
امْسَكَتْ بالقَلَمْ وبدأتْ تَرْسُمْ ...
بَيْتٌ كبير ، أُمٌّ وأب ، إخوةٌ يُداعِبونَها ...
يقهقهون ...
_ مَيــــار ... مَيــــــــار ...
دَخَلوا غرفتها فجأةً ...
ضَمَّتْ أحلامها وهي ترتجف ...
_ أ لمْ تَسْمَعي ؟؟
مُديرة الملجأ تأمرك بغسلِ الصُّحون ...
7- ( كِتاب )
تَعارَفا في شارِعِ المُتنبي ..
_ الكُتبُ هُنا تُباعُ بأسعارٍ رَخيصة ..
سآخُذ المَزيد منَ الروايات ..
_ نعم هذا صحيح .. يُعجبني انَّك من عُشَّاق الادب ...
إِسْمَح لي ان أُهديكَ
( أحدب نوتردام ) ( مدام بوفاري ) ( زقاق المدق )
أخَذَ الكُتُب ثُمَّ مَضى بسُرعة
فبائــــع الحلوى كانَ بانتظارِهِ !
8_ ( أُرجوحة )
بِصَمْتٍ حَذِر..
هَرَبَ مَعَ الاطفال ...
صَعَدَ على أُرجوحَةٍ تتقاذَفها نَسَماتُ الهواء ...
قادَ الأحصِنة ...
ضَحكاتَهُ ملأت المكان ..
طفلٌ يحملُ الحلوى ...
حِينَ هَمَّ بإكلِها ..
تّذَكَّرَ أنهُ نَسِيَ طقمَ أسنانِهِ في البيت ...!
9_ ( مُهَرِّجْ )
دَخَلَ المُهَرِّجُ بعاصِفَةٍ منَ الضّحك ..وهو يقفزُ هُنا وهُناك ...
صَفَّقَ لَهُ الجُّمهور بحرارة..
إلتَقَطَ قميص وَلده ..
أخَذَ يدورُ هُنا وهناك ...
تَعالَتِ الضَّحِكات في كُلِّ مكان ...
سَقَطَ ميِّتاً على المسرح .. وَقَفوا مُصَفِّقين ...
دونَ أنْ يرى أحدٌ عيناهُ من خَلْفِ القناع ...!
10- ( لوحة )
تَنَكَّرَ بزِيٍ ثانٍ
ناوَشَها قلماً ..
_أرسمي ماقَدَّمَهُ حبيبُكِ لكِ ..
نُقطةٌ سوداء في لوحةٍ بيضاء ؟
عَقَدَ حاجبيهِ مُتَعَجِّباً ..
رَفَعَ القِناع ..!
( ورود علي )
العراق / بابل