هــلْ أَغْــلَــقُـواْ الْـبَــابَ فِي وَجْـــهِــي ؟؟
( البحر البسيط )
شعر : مـحـمـد رحـيـمـي لـفـسـيـسـي
( من المغرب )
ذَاكَ الْـبَـرِيـقُ غَـدَا بَرْقـاً فَـلاَ تَـجِـفِـي
إِنْ جَـادَتِ الـسُّـحْـبُ بِـالْـحَـبَّـاتِ وَ النُّـتَـفِ
يَا رِيـشَةَ الْحِـبْـرِ قَدْ أَصْـبَـحْـتِ حَا ضِرَةً
فِي كُلِّ دَرْبٍ ، و مِرْصَـادٍ ، وَ مُـنْـعَـطَـفِ
إن سيل عنك وعَـنِّـي قَـلْـبَ جَــائِــحَـــةٍ
فَخَبِّـرِي الْـقَـوْمَ عَنِ حُـبِّي وَ عَنْ شَغَفِـي
بِالْـبَـحْـثِ فِي كُـتُـبِ الْأَعْـلاَمِ قَــاطِـبَــةً
وَ الْحِـبْـرِ ، وَ الْقَلَـمِ الـثَّـجَّـاجِ ، وَ الصُّـحُـفِ
وَ إِنْ أَهَـانَـكِ مَـنْ يَــقْـلِـي تَــرَنُّـمَـنَــا
تَـبَـسُّـمِي ، وَ اغْمِـضِـي عَيْنَيْكِ ، وَ انْصَـرِفِي
كَمْ مِنْ أَدِيـبٍ ، و مِـنْ شعر بلاَ لُغـَةٍ
كَـمْ مُـنْـتَـدًى دُونَ تَـخْـطِـيـطٍ وَ لاَ هَـــدَفِ
الذَّوْدُ عَـنْ لُـغَــةِ الْأَجْدَادِ غَــايَـتُــهُــمْ ؟؟
كَمْ مِـنْ هُـرَاءٍ ، ومِـنْ لَـغْـوٍ ، وَ مِـنْ خَرَفِ !
ذِئْـبٌ يُـرَحِّـبُ بِالْأَطْــيَــارِ مُـبْـتَـسِــمـــاً
أَنْـيَـابُـهُ لُـطِّـخَـتْ بِـالـسُّـحْـتِ وَ الْــجِـيَـفِ
وَ حِـيـنَ تَسْـأَلُـهُ عَنْ سِــرِّ فِـعْـلَــتِــــهِ
يَـقُـولُ : 《 ذُدْنَا عَنِ الْأَخْـلاَقِ وَ الـشَّـرَفِ 》
بِـمَـا عَلَى قَـلَـمٍ غِـرٍّ بِــمَــنْـطِــقِــــهِ
لاَ فَـرْقَ بَـيْـنَ الْـعَـصَا - إِنْ خَـطَّ - وَ الْأَلِـفِ
أَرُد ؟.. حَتَّى وَ لَـوْ صِـحْـنَـا ، فَذُو صَـمَـمٍ
حَـتَّـى وَ لَـوْ شَـرَحْنَــا ، غَـيْـرُ مُـكْـتَـشـِفِ
مَنْ يَـنْـطِـقُ الـتَّـاءَ طَـاءً وَ هْيَ وَاضِـحَـةٌ
هَـلْ يَـدَّعِـي عِـنـدَ فَـخْـرٍ أنَّــهُ صَــحَـفِـي ؟
أَوْ رُبَّمَـا اتَّـخَـذَ الْأَدَبَ الْمَسْـرُوقَ حِرفَـتَـهُ
قَدْ أَصْـبَـحَ الْأَدَبُ الْـمَــسْـرُوقُ مِنْ حِـــرَفِ
ظَنُّـوهُ سَـيْـفاً ، رَأَوْاْ فِي الْغِـمْـدِ مِـقـْبَضَـهُ
تَبْـدُو الْـبَـوَاتِــرُ فِي الْأَغـمَـادِ كَـالْـحِـفَــفِ
أَشْـوَاكُ حَـقْـلٍ غَـدَتْ مِـنْ حَـوْلِـهِ دَرَقــاً
هَلْ يَـحْتَـمِي السَّيْفُ بِـالْاَشْـوَاكِ وَ الْحَـلَـفِ ؟
رَكِـبْـتُ أَجْـنِـحَـتِـي وَ الْجَـو ُّ مُـكْـتَــئِــبٌ
مَا زِلْـتُ أَبْــحَـثُ عَـنْ أَفْــكَــارِ مُـحْــتَـرِفِ
أَبْــنَـاءُ جِـلْدِي - وَحِينَ قُمْـتُ أَنْـصَـحُـهُـمْ -
قَدْ أَغْـلَقُواْ الْـبَـابَ فِي وَجْـهِي .. وياَ أَسَفِي !
قَالُواْ بِـجَـهْـرٍ : { إِذَا غَـرَّدْتَ تـُـؤْلِـمُـنَــا
تَأْتِي بِـشَدْوٍ غَـرِيـبِ اللَّـحْـنِ ، مُـخْــتَـلِـفِ 》
ظَـنُّـواْ بِأَنَّ ضِـيَـاءَ الشَّمْسِ في يَـــدِهِــمْ
لَـمَّـا أَتَـــوْا ْ بِـمِــظَــلَّاتٍ مِـنَ الْـــخَـــزَفِ
تَاللّهِ مِنْ هَذِهِ الـشَّـمْـسِ الَّـتِي حَـجَـبُــواْ
نُـورٌ تَـسَـــرَّبَ للِـسَّـاحَــاتِ وَ الْــغُــــرَفِ
غَـيْـثٌ مِنَ الْقُــبَّـةِ الـزَّرْقَـــاءِ مُـنْــهَـمِـرٌ
أُنْـظُـرْ إِلَـى الْـبَحْرِ وَ الْـوِدْيَــانِ وَ الْـجُــرُفِ
فِي الْحَجْـرِ يَا رِيـشَـتِـي لاَ وَقْـتَ لِي وَ لَـهُـمْ
عُـودِي إِلَـى غِـمْـدِكِ الْـبَـرَّاقِ ، وَ اعْـتَـكِـفِـي
شعري : مـحـمـد رحـيـمـي لـفـسـيــســي
( من المملكة المغربية )
09/04/2020
لاَ تَجِفِي : لا تضطربي ، من وَجَفَ يَجِفُ اي اضطرب يضطربُ كفوله تعالى { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } - النُّتَفُ : الْقِطع نقول نُتَفُ الثَّلْجِ - الْمِرْصَاد : طريق الرَّصْدِ والْمُرَاقَبَة - الْمُنْعَطَفُ : الْمُنْعَرَجُ - الثَّجَاجُ : الشَّديد الانصباب - يَقْلِي : يُبْغِضُ - التَّرَنُّمُ : الغِنَاء - الذَّوْدُ : الدِّفَاع - الْهُرَاءُ : الكلام الكثير الْفاسد لا نظام له - السُّحْتُ : ما خبث وقبح من المَكاسب كقوله تعالى { سمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلْسُّحْتِ } - الْغِرُّ : الَّذِي لاَ تَجْرِبَةَ لَهُ - الْبَوَاتِرُ :السُّيُوفُ القاطعة - الْحِفَف : جمع حِفَّة وهي قصبة كالسَّيْفِ يضربُ بها الحائك الثوب - الدَّرَقُ : جمع دَرَفَة وهي صحيفة قرنية - الْحَلَفُ : نَبَات أَطرافُه مُحَدَدة -
الْجُرُفُ : جمع جُرْف و هو شقّ الْوادي - الفَنَنُ : الْغُصْن .