قـصة قـصيرة بعـنوان
#حين يستبدُ آدم ...
مساء الخير اعزائي المستمعين ..
كما عودناكم كل مساء خميس أن تستمعوا لقصة من الواقع...
لِنـرحب بضيفتنا (سلمى)
الـمذيع /أهلاََ وسهلاََ بكِ أنسه (سلمى)
سـلمى/ اهلاََ بكَ ..اشكركم لإتاحتي الفرصة لطرح على المستمعين قصتي ..
المذيع /تفضلي ..اذاننا صاغية إليكِ..
سـلمى/ أنا أسمي. سلمى. مواليد 1985 من عائلة ميسورة أخت لاربع اخوان وانا البنت الكبرى لوالدايً
والـدي كان موظفََا في الصحة..
كُنت لا ابالي شيئاََ وأقضي معظم وقتي أما نائـمة او مسـاعدة أمـي بالـبيت. لا أخرج حتى لا اصـادف صدياقـتي واقـراني يذهـبن لطلـب العلم ...!
الـمذيع /عذراََ أنـسه سـلمى للمقاطعه ..أنتِ لم تكمـلي دراسـتك؟
سـلمى / نعم
الـمذيع /لِم تركـتِ الـدراسة؟
سـلمى/بـسبب تفكـير أبي الـساذج
نعم جعلنـي حـبيسة الـدار بسـبب ما كـان يراه ويسـمعه من كـلام عن الفـتيات ومايـحدث لهـنً من العـلاقات اللاشرعـية مع الـشباب لكـونه كمـا قلـت يعـمل في مـجال الـصحة..
فعـندما بلغـتُغ الـسابعة عشـر من عـمري تقدم لخـطبتي شـاباََ.. أُعجـبتُ بهِ كـثيرآ ..ورحـب ابي بـذلك ..
كُـنت احـلم مـثل اي فـتاة مراهـقة بالـزفاف والـعريس والفـستان الأبـيض وحـتى الكـحل واحـمر الـشفاه ...ولكن! !!!
المذيع /ولكـنً ماذا؟ ياعــزيزتي. لـما هذه الـتنهيده ..؟!!
سـلمى/مـا إن سـمع ابن عمـي (ياسر) بالمـوضوع حتى عـارض أشـد المـعارضه
أخـبر أبـي إنه هـو أحـق بي مـن غـيره ..وإنه سـيتزوج بـي ..!!!
كـان صـمت والـدي دليـل على المـوافقة والـرضا ..
ولـكنني ...!!!ولكـنني رفـضت وبـقوة لأنـي لم اكـن ارغـب الـزواج منـهُ
وعنـدما سـمع بمـعارضتي وعـدم قـبولي بهِ كـزوج لي
قـرر النهـي عليً
في عـاداتـنا وتقالـيدنا الـقبليه ان اراد ابن العـم الـزواج مـن ابـنة عـمه نهى عليـها حتـى تصـبح زوجـة بإرادتهـا او غصـب عنـها،
الـمذيع /وبـعد مـاذا حـلً بكِ؟
سلـمى/لم اتـزوج ولـم يـتقدم لـخطبتي اي خـاطب
وبـعد مـرور عـده سـنوات تـمرض والـدي اصـيب بالـشلل وكنـت اعـمل جـاهدة لمـساعدته ورعـايته طـوال فـتره مـرضه ولـم نـتكلم بهـذا الـموضوع قـط حـتى وافـتهُ المنـيه ..
وبعـد وفـاة والـدي بتـسعة شـهور تقـدم لـي شابـاََ كـان يعـمل مـع والـدي في مـجال الـصحة شـاباََ تـحلم بـهِ كل فتـاة لمـا يمـتلك مـن ممـيزات..فرحـت بـذلك كـثيراََ
حـتى سـمع (ياسـر) ورفـض بشـده لكـونهِ يـريدني زوجـة لـهُ ..
ولكـني رفـضت ايضـاََ واتـخذت عـهداََ على نفـسي أن لا أوافـق ..كـنت فـي كـل لحـظة ادعـوا الله ان يجـعلني عانـس بكـرامتي ولا يجـعلني زوجـة بلا كـرامة ...!
الـمذيع /ومـا حـصل بعـد ذلك؟
سـلمى /لـقد اصـبح عـمري الان خمـسةوثـلاثون عامـا ولازلـت انـسة
كلـما ارادنـي شخصـاََ وتـقدم لـخطبتي وجـدتُ الـرفض الـقاطع منـهُ
الـمذيع/ولِمَ لم يـتزوج هـل كان يـحبك لـهذا الـحد؟
سـلمى/لا ..رغـم كل هـذا إلا انه تـزوج ولم يـرزقه الله بـذرية كنـت اتـمنى وادعـوا الله لهُ بالـذرية لعـله يـنساني ..
فـهو لـم يـتركني لانـهُ تـحولت خـطوبتةُ من حبـاََ لي الى حـقد وكـراهية واثبـات استبـدادهُ
الـمذيع /لِـمَ لـم تحـاولي أن تتتكلمي مـعهُ؟
سـلمى/حـاولت وكلـمته مراراََ ولكـنهُ في كـل مـره يخـتم كـلامهُ ( أُبقـيكِ عـانس هـكذا ولـن اجـعلك تكـونين لـشخص آخر مادمـت راضـية بالعـنوسة افـضل لكِ)
كـلما سـمعتُ كلـماتهِ هــذه ازددت قـسوة وكـرهاََ لـهُ اصـبحت اكـرهه بـشده !
الـمذيع /ومـاحصـل بـعد ذلك؟
سـلمى /اتـذكر في يـوماََ مـا اجـهز الـطعام لـوالدتي واذا اسـمع اصـوات صـاخبه مـنفعله من خـارج الـمنزل ..!!
خنرجت الى بـاب الـدار لأرى ماذا ينحدث في الخارج ..
رأيـت (ياسـر) يـصرخ بصـوت عـالِِ علـى شـخص لا يتـجاوز عـمرهُ الـثلاثين ولكـن الشـخص لم يـكن منـفعلاََ بقـدر انـفعال (ياسـر) كانـهُ يحـاول ان يشـرح لـهُ امرُ ما..!!
ومـا ان اصـغيت لـكلامهما جـيداََ سـمعت (ياسـر) يـقول ڵـهُ ـ (لـن اجـعل اي شـخص منـكم ان يتـزوجها هي ابـنة عـمي ولي الـحق بهـا )
الـمذيع /ومـاذا فـعلتِ؟
سـلمى/دخـلت الـدار مسـرعةً ومـا إن قـفلت البـاب حـتى اصـبحت قدمـاي لا تـحملاني جـلست انـحب وابـكي وانـدب حـظي وبـصوت منـخفض كانـت الـدموع تـهل كالـمطر بـدون صـوت الـرعد وفي الـقلب جـمرة لا تـهدأ ابدا ..
آآه ما اقـساها مـن حـياة لم امتـلك شـخصاََ يقـف بجـانبي ويـدافع عنـي..
الـمذيع /هل كـانت زوجـتةُ تعـلم بذلك وما رايـها؟
سـلمى / نعـم انـها تـعلم مـنذ البـدايه انـهُ نهـى عليً ولكـن لـيس بالـيد حـيله وخـصوصاََ بـعد لـم يـرزقا بـمولود مـنذ عـشرة سـنين ..كنـتُ اشـعر بهـا كانـت تعتـصر مـن الـداخل لـكونها لا تـريد شخـصاََ اخـر يقاسـمها زوجـها فـهي تـحبهُ كثـيرآ ..
وفـي آخـر مـره رايـتها اخـبرتها بأنـني لـن اقبـلهُ زوجـاََ لـمجرد لـم يـرزقهُ الله ولـداََ او لمـجرد هـو اقـرب الي مـن الغـريب كونـي على ثـقة وطـمئني ..
الـمذيع /قـولي بـصراحة لـماذا لـم تقـبليه زوجـآ لكِ؟
سـلمى/كـنتُ أرغـب بـشخص يـتخذني مـأوى لـهُ لا الـذي يـتخذني نـزوة للـيله ..
ارغـب بـشخص يتـخذني زوجـة يـحترمها ويـقدرها لا أن يـهينها على اتـفه الامـور
شـخص يدلـني لـطريق طـلب الـعلم
شـخص يـخاف الله فـيه ..
الـمذيع /ومـاحـصل بـعدها؟
سـلمى/ في يـوماََ مـا كـنت جالـسة لمـشاهده الـتلفاز واذ اسـمع بصـوت دوي انـفجار كان الصـوت قريـب من المـنزلنا
هـرعت مـسرعةََ الى الخـارج لأرى ماحـدث واذا بالانفـجار كـان قـرب المـجمع الـذي يعـمل بـيهِ (ياسـر)
الـمذيع /وهـل حصـل شيء لـ ياسـر؟
سـلمى/نـعم أُصـيبَ بـجروح بلـيغه فـي العـمود الـفقري وشـظية فـي راسـه مـماجعـلهُ طـريح الـفراش. ،
الــمذيع/اذآ ومـاذا بـعد؟
سـلمى/بعـد ان بـلغت الـسابعة والثـلاثون مـن الـعمر طلـبت مـن (ياسـر) ان ينـهى كل شـيء حـصل ولكـنهُ رفـض واصـر على مـوقـفهُ على الرغـم من تدهـور حالـتة الصـحية وبلـوغه الـخمسة والاربعـين عـاما ..
المـذيع /كيـف لكِ ان تحـملتي كل هـذا ولوحـدك؟!!
سـلمى/لم اتـحمل ..فقلـبي وكل شـي في انهـار ووقـع أرضـاََ الا جـسدي أبـى أن يسـقط كان مكـابراََ..
تـخطيت الـسبعة والـثلاثون عـاماََ بالـحصار الـعشائري
بالـحصار الـذي وضـعتـهُ لـنا عاداتـنا وتقالـدينا
بالله عليك اي عـادات هـذه تسـلبنا راحتـنا وحـريتنا! !!!
لـقد سـمعت وقـرات الـكثير من الـقصص والـروايات لـم اسـمع او اقـرأ يومـاََ أن احـدآ ينـهي حـياة ابـنة عـمهِ ويهـشم روحـها وحـياتها
الـمذيع /اخبـريني كيـف انتـهت الحـرب بين الـنهي والـرفض؟
سـلمى/بعـد ما تـدهورت صـحة (ياسـر) طلبـوا مِڼـّـي الحـضور الى مـنزله فـهو يحـتضر
فـكرت قلـيلاََ كنـت مـتردده فـي بـادىء الامـر ..ولكـن كـان لـدي بصـيص امـل ان يـكسر قيـدي واصـبح كالعـصفور الـحر
وعنـدما ذهـبت وجـدته انـتقل الى رحـمة ربه،
على الـرغم من الـحزن الـذي اصـابني لانـهُ مـهما يـكن ابن عـمي وعـندما شـاهدت انهـيار زوجـته وهـي تـبكي بـحرقه ولكـنني من الـداخل اشـعر بالامـان بالـحريه بالاطـمئنان وكل شـيء جـيد
وبـعد ثـلاثة اسـابيع على وفـاة (ياسـر) اخـبرني عمـي ان الـمرحوم (ياسـر) كتـب في وصـيتهِ ان تبقـى عـزباء الى حـين المـمات
اشـتعلت نـار الـحقد والـكره واصـبحت بركـاناََ ثـائراََ ولـكن..
م̷ـــِْن سـيتزوج من امـرأة ذبلـت وولـت
من سيـتزوج بامـرأة بـلغت سـن اليـأس.
الـمذيع /جـزيل الـشكر لكِ انـستي ..هل تـودين اضـافه شـيء ؟
سـلمى/النشكر لـجنابكم
اقـول لـكل من يـسمعني انا الان لـستُ بفاشـله لانـني لـم احـضى بـزوج ولـم تـكن لي عائـلة واطـفال ..ما يمـيزني هـو اصـراري بالـحفاظ على كنرامتي. .
حيـن ارى الـظلم في هـذا الـعالم ..أُسـلي نفـسي في التـفكير
في أن هـناك جـهنم تنـتظر الـظالمين ..وهنـاك رب عـادل فـوق كل ظـالم.
أنتهت ..
#نـدى ـالـساعدي
الـعراق -بغـداد