“أوتادُ الهوى”
قَلْبِي إِذَا ذُكِرَتْ عُيُونُكِ يَرْتَعِدُ،
وَيَنْبِضُ الشَّوْقُ المُقِيمُ بِهِ الوَجْدُ.
أَمْشِي إِلَيْكِ وَمِسْكُ رُوحِكِ قِبْلَتِي،
وَيَحْرُسُ الْوَعْدَ الْقَدِيمَ بِنَا العَهْدُ.
أَمُدُّ ظِلِّي فِي مَمَرِّ تَشَوُّقِي،
فَيَسْنُدُنِي فِي خُطْوَتِي لَكِ الرُّشْدُ.
أُحَاوِرُ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ بِمُقْلَتِي،
فَيُسْعِفُنِي فِي نَازِلَاتِ الدَّهْرِ السُّهْدُ.
أَخْفِي حَنِينِي ثُمَّ أُبْدِي لَوْعَتِي،
وَيَمْتَدُّ فِي أَعْمَاقِ مُهْجَتِنَا البُعْدُ.
أَسْكُنُ إِذَا سَكَنَتْ بِلَيْلِكِ أَنْجُمٌ،
فَيَهْدَأُ فِي سِرِّي إِلَيْكِ لَنَا القَصْدُ.
أَقِفُ الرِّيَاحَ إِذَا تَفَتَّقَ مُعْوِلِي،
فَيُثْبِتُنِي فِي مُهْجَتِي صَبْرِي الجَلْدُ.
أُلْقِي عَلَى كَتِفِ السُّكُونِ أَنِينَنَا،
فَيَغْسِلُ جُرْحَ الْبُعْدِ عَنَّا بِهِ الكَمَدُ.
رَفَعْتُ حَمْدِي إِذْ يَضُمُّنِي دُعَائِي،
فَيُثْمِرُ فِي صَحْرَاءِ يَأْسِي بِنَا الحَمْدُ.
أَسْنَدْتُ قَلْبِي لِلْعَلِيِّ فَطَابَنَا،
وَيَكْسُونَا مَا لَا يُنَالُ وَهُوَ السُّؤْدُدُ.
لَمَّا بَسَقَ طَلْعُ الصَّبَاحِ بِوَجْهِكِ،
تَوَجَّهَ فِي وَجْهِ الزَّمَانِ لَنَا المَجْدُ.
إِنْ ضَحِكَتِ الْأَحْلَامُ فِي أَهْدَابِنَا،
تَسَامَى هَوَانَا، ثُمَّ بَارَكَنَا السَّعْدُ.
وَعِدِينِي يَا بَدْرَ الْمَحَبَّةِ بَسْمَةً،
فَإِنَّ بِظِلِّ الْقُرْبِ يَزْهُو لَنَا الوَعْدُ.
لَمَسَتْ يَدَاكِ نَدَى الصَّبَاحِ فَازْدَهَى،
وَفَاحَتْ بِالْأَكْمَامِ أَغْصَانُهُ الوَرْدُ.
هَبَّتْ رِيَاحُ الذِّكْرِ تَحْمِلُ عِطْرَهَا،
فَأَلْبَسَنِي مِنْهَا الطُّمَأْنِينَةُ البَرْدُ.
أُحْكِمْتُ صَمْتِي عِنْدَ يَوْمِ تَصَبُّرِي،
فَيَحْرُسُ حَدَّ الْقَوْلِ فِي نَحْرِهِ الحَدُّ.
إِنْ سَاءَلُوا عَنْ شَبَهِنَا فِي رِقَّةٍ،
فَقُولِي: عَلَى حَبْلِ الْمَحَبَّةِ ذَا النَّدُّ.
نَغْرِسُ وَعْدًا ثُمَّ نَبْنِي حُلْمَنَا،
فَيَمْكُثُ فِي صَدْرِ الزَّمَانِ لَنَا الخُلْدُ.
فِي سِتْرِ لَيْلِ الْبَوْحِ أَرْفَعُ سِرَّنَا،
فَيَكْتُبُهُ الرَّحْمٰنُ، وَالتَّوْفِيقُ السَّدَدُ.
أَمْلِكْتُ جَمْرَ اللَّوْعَةِ احْتِرَاسَ هَوَانَا،
فَأَوْقَدْتُ لِلْوِصْلِ الْقَرِيبِ بِنَا الرَّشَادُ.
وَإِذَا تَدَلَّى ظِلُّ ذِكْرَاكِ الْمَسَا،
تَهَدَّأَتِ الْأَحْلَامُ فِي جَفْنِي الرَّقَادُ.
وَإِنِ اسْتَبَاحَ الْفِرَاقُ قَوْلِي حَيْرَةً،
أَفَاقَنِي الدُّعَاءُ وَقَدْ أَغَاثَنِي السُّهَادُ.
تَبْسِيمُ ثَغْرِكِ طِبُّ قَلْبٍ مُتْعَبٍ،
وَيَمْسَحُ عَنْ وَجْهِ الْحَزِينَ لَنَا الجُودُ.
آوَيْتُ فِي ظِلِّ الْبَشَائِرِ وَجْهَكِ،
فَبُشْرَايَ أَنَّ الْوَصْلَ يَحْيِيهِ العُودُ.
أَقْلِبُ الذِّكْرَى عَلَى نَبْضِي هَوًى،
فَيَسْكُنُ فِي صَدْرِي وَيَحْسِمُهُ العَمْدُ.
أَعُدُّ أَيَّامَ الْوِصَالِ مُوَشْوَشًا،
وَأَحْفَظُ فِي قَلْبِي لِمِيثَاقِنَا العَقْدُ.
قَلْبِي لَكِ الرَّهْنُ الَّذِي لَا يَنْثَنِي،
فَإِنْ غِبْتِ ذَابَ النَّبْضُ فِي كَفِّهِ الفَقْدُ.
إِنْ جِئْتِ فَاحْضُنِّي ضِيَاءُ مُحَيَّاكِ،
وَيَأْذَنُ لِي بَابُ السَّنَا وَهْوَ المَوْعِدُ.
طُفْنَا عَلَى شُرُفِ الرُّؤَى حَتَّى نَضَا،
فَنَادَى خُطَانَا وَجْدُنَا: هُنَا المَرْقَدُ.
وَالشَّمْسُ فِي عَيْنَيْكِ صُبْحٌ مُبْسِمٌ،
تُزْهِرُ بِالْأَيَّامِ أَطْفَالُهَا المَوْلِدُ.
أُصَلِّي إِذَا مَالَتْ قِيَامَاتُ الْهَوَى،
فَيَرْقَى دُعَائِي فِي رُقِيٍّ لَهُ المَسْجِدُ.
أَسْنِدُ خَدِّي لِلرُّؤَى مُتَمَنِّيًا،
فَيُوقِظُنِي فِي اللَّيْلِ عِطْرٌ لَهُ المِرْبَدُ.
إِنِ اسْتَفْتَحُوا سِرَّ الزَّمَانِ فَسِرُّهُ،
نَدَى النَّفَسِ الْعَذْبِ الَّذِي يَهَبُ الرَّغَدُ.
أَمْضِي وَأَرْفَعُ سَاعِدَ التَّأَنِّي فَوْقَ
خُطَايَ فَيَحْكُمُ حَيْثُ أَشْكَلَنِي النَّقْدُ.
فِي كَفِّكِ الْقِبْلَى لِنَارِ تَوَقُّدِي،
وَمِنْهَا عَلَى زَنْدِ الْحَنِينِ لَنَا الزَّنْدُ.
عَيْنَاكِ بَابُ الرِّفْقِ، عِنْدَ مُقَابِلِي،
فَيَشْهَدُ قَلْبِي أَنَّ مَوْعِدَنَا المَشْهَدُ.
نَرْقُبُ فَوْقَ الْغَيْمِ بُشْرَى صُبْحِنَا،
وَفِي أُفُقٍ بَهِيٍّ يَتَلَأْلَأُ المَرْصَدُ.
مِنْ رِفْقِ كَفِّكِ عُذْبُ مَاءِ رُطُوبِهَا،
وَفِيهِ لِرُوحِي—حَيْثُ يَخْضَرُّ—المَوْرِدُ.
إِنْ ضَحِكَتِ الْأَعْيَانُ فِي سِرِّ الْفُؤَادِ،
تَنَاثَرَتِ الْأَنْوَارُ عُقْدًا لَنَا العُنْقُودُ.
تَمْتَدُّ بَسْمَتُكِ السَّنِيَّةُ فِي دَمِي،
فَيَذُوبُ جَلْدُ الْبَرْدِ فِي صَدْرِي الجَلِيدُ.
سَأَمْضِي وَقَلْبِي فِي هَوَاكِ مُوَحَّدٌ،
وَيَشْهَدُ مَنْ عَنَّاهُمُ التِّيهُ البَعِيدُ.
سَأَلْتُ رُوحِي: هَلْ تُرِيدُ سَبِيلَهَا؟،
فَتَهْتَدِي خُطْوَاتُهَا نَحْوَكِ الرَّشِيدُ.
إِنْ فَاضَ دَمْعِي فِي اللَّيَالِي صَابِرًا،
فَإِنَّ غَنَائِي عِنْدَ لُقْيَاكِ السَّعِيدُ.
وَإِنِ انْجَلَى فِي الْأُفُقِ بَدْرُ بَشَائِرٍ،
تَجَدَّدَ فِي يَوْمِي لِمَوْعِدِنَا الجَدِيدُ.
حَمَلْتُ مِنْ أَمْسِي أَمَانِيَّ النُّهَى،
فَتُدْرِكُنِي رُوحِي إِلَى وَعْدِكِ العَتِيدُ.
سَبَحْتُ بَحْرَ الصَّبْرِ فِي جَوْفِ الدُّجَى،
وَجِدِّي إِلَى بَابِ اللِّقَاءِ لَهُ المَجِيدُ.
أُحْسِنُ ظَنِّي ثُمَّ وَارَيْتُ الْأَسَى،
فَيَرْتَفِعُ الثَّنَاءُ لِمَنْ يَسْتَحِقُّ الحَمِيدُ.
أَمْضِي عَلَى نَهْجِ الثَّبَاتِ مُوَقِّرًا،
فَيُلْقِي عَلَى سَمْعِي حِكِيمٌ هُوَ السَّدِيدُ.
وَإِنْ هَبَّتِ الْأَنْوَاءُ فِي أَفْقِ الْمُنَى،
قُلْتُ لِنَفْسِي: أَيُّهَا الْقَلْبُ الصُّمُودُ.
آوَيْتُ ذِكْرَاكِ الْعَذُوبَةَ فِي دَمِي،
فَيُورِقُ فِي جَوْفِي وَيُزْهِرُهُ الوُجُودُ.
فِي صَمْتِنَا، إِذْ يَحْنُو التَّفَكُّرُ ثَابِتًا،
أَرَى نُهُرَ النُّورِ الشَّهِيَّ لَهُ الشُّهُودُ.
أَرْكَعُ شُكْرِي، إِذْ قَرُبْتِ، مُسَلِّمًا،
فَيَرْسُخُ فِي قَلْبِي وَيُثْمِرُهُ السُّجُودُ.
أُثْبِتُ عَهْدَ الْحُبِّ فِي رُكْنِ الْفُؤَادِ،
فَلَا يَعْصِفَنْ بِي بَعْدَ حُسْنِكِ ذَا الجُمُودُ.
إِنْ خَمَدَتِ النِّيرَانُ لَحْظَةَ وَحْدَةٍ،
فَإِنِّي لِذِكْرَاكِ أُجَدِّدُهَا الخُمُودُ.
أَرْقَى سَنًا حَتَّى أُجَاوِزَ حَدَّهُ،
وَيَأْخُذُنِي شَوْقِي إِلَيْكِ بِنَا الصُّعُودُ.
أَلْزَمْتُ رُكْنَ الحُبِّ فِي ظِلِّ الْوِصَالِ،
فَإِنْ ضَاقَ صَدْرِي أَلْتَجِيءُ إِلَى القُعُودُ.
أُصْغِي لِقَوْلِكِ مَرَّةً مُتَعَبِّدًا،
فَيُسْعِفُنِي مِنْكِ السَّخَاءُ بِهِ النُّقُودُ.
أُسَمِّي هَوَانَا بِالسَّنَا وَبِرِقَّةٍ،
وَأَعْلَمُ أَنَّ الحُبَّ طَبْعُهُ الوَدُودُ.
إِنْ جِئْتِ صُبْحًا مُزْدَهًى فِي مُهْجَتِي،
أَتَيْتُكِ قَلْبًا لَا يَمَلُّ وَلَا يَصُدُّ.
أَكْتُبُ فِي عَيْنِ الزَّمَانِ قَصِيدَتِي،
وَأَخْتِمُهَا: لِغَرَامِنَا يَبْقَى الأَبَدُ.
إِنْ سَاءَلُوا عَنْ مُدَّةِ الصَّبْرِ الَّذِي،
يُقَاسُ عَلَى قَلْبِ الْمُحِبِّ لَهُ الأَمَدُ.
إِنْ ضَاقَ لَيْلِي طُولُهُ مُتَصَبِّرًا،
فَمِسْكَانُ رُوحِي فِي دُعَائِكِ هُوَ السَّنَدُ.
أُؤَوِّلُ الْأَيَّامَ مَعْنًى لِلرَّجَا،
فَيُفْضِي إِلَى رَوْضِ الْوِصَالِ بِنَا الزَّادُ.
حَمَلْتُ مِفْتَاحَ الْبَشَائِرِ فِي دُجَى،
فَيَفْتَحُ بَابَ اللَّيْلِ مِيقَاتُهُ المِيعَادُ.
إِنْ هَبَّ رِمْلُ الْبَيْنِ فِي وَجْهِ الْهَوَى،
تَنَاثَرَ مِنْهُ اللَّوْعُ وَانْطَفَأَ الرَّمَادُ.
إِنْ لَامَنِي اللُّوَّامُ فِي شِعْرِ الْهَوَى،
قُلْتُ: الَّذِي أَهْوَى جَمَالٌ هُوَ الجَمَادُ.
أَمْكُثُ عَلَى هَذَا الثَّبَاتِ مُجَلَّدًا،
وَإِنْ سَاءَلُوا: كَيْفَ؟ فَالْحُسْنُ السَّرْمَدُ.
أُوقِدْتُ مِصْبَاحَ الدُّجَى مِنْ وَجْهِكِ،
فَيَزْهُو عَلَى كَفِّي وَيَتَّقِدُ المَوْقِدُ.
أَمْسِكُ دَفَّةَ قَلْبِيَ الْمُتَأَوِّهِ،
فَيَهْدِيهِ حُسْنٌ فِي الْمَسِيرِ لَهُ المِقْوَدُ.
غَرَزْتُ حَبْلَ الرُّوحِ فِي تُرْبِ اقْتِرَابٍ،
فَيَرْسُخُ بُنْيَانُ الْهَوَى وَهْوَ الوِتِدُ.
أَسْنِدُ خَدِّي لِلدُّعَاءِ مُخَاطِبًا،
فَيَرْفَعُنِي فِي النَّازِلَاتِ لَنَا المِسْنَدُ.
أَمْشِي إِلَى بَابِ الضِّيَاءِ مُبَجَّلًا،
فَيَرْقَى خُطَايَ، وَمَوْقِفِي هُنَا المَعْبَدُ.
أُقْبِلُ وَالأَيَّامُ تَحْمِلُنِي ثِقَالًا،
فَيُمْسِكُنِي بَعْدَ الْعِثَارِ بِي المُسَدَّدُ.
أُحْكِمُ حَبْلَ الْوُدِّ فِي رَوْضِ الْفُؤَادِ،
فَيُثْبِتُهُ فَوْقَ الْقُلُوبِ لَنَا المُوَطَّدُ.
سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يُتِمَّ سَعَادَتِي،
فَيُولِينَا مَا نَرْجُو بِنَا هُوَ المُؤَيَّدُ.
إِنْ ضَاعَ فِي الدُّنْيَا حَبِيبٌ مُتْعَبٌ،
فَبِالْحُبِّ يُهْدَى كُلُّ مَا غَابَ المَفْقُودُ.
أَرْجُو لِقَاءً لَا يَفُوتُ جَمَالُهُ،
فَيُثْبِتُ فِي صَدْرِي كَمِثْلِهِ المَوْجُودُ.
أَدْرِي بِأَنَّ الطَّرْقَ يَحْفَظُ قَصْدَنَا،
وَيَحْمِلُنَا نَهَارُ عِشْقِنَا المَقْصُودُ.
رَفَعْتُ حَمْدِي إِنْ تَبَسَّمَ وَجْهُكِ،
فَيَرْقَى إِلَى أُفُقِ السَّمَاءِ لَنَا المَحْمُودُ.
أَمْتَحِنُ الصَّبْرَ الْقَدِيمَ بِجِبَاهِنَا،
فَيَقْوَى عَلَى أَعْبَاءِ أَيَّامِنَا المَسْنُودُ.
يَبْقَى عَلَى نَظْمِ الْبُيُوتِ تَوَهُّجِي،
وَيَشْهَدُ تَرْتِيبُ الْمَعَانِي لِيَ المُعْتَمَدُ.
أَصُوغُ مِنَ الْأَحْرُفِ الزُّهْرِ انْسِجَامًا،
وَيَسْقِينِي الْإِلْهَامُ أَطْيَبَهُ المُجْتَهَدُ.
أَرْسُمُ فِي صَدْرِ السُّكُونِ حِكَايَتِي،
فَيَجْمَعُنَا عَلَى الْيَقِينِ لَنَا المُعْتَقَدُ.
تَتَوَقَّدُ الْمَعْنَى بِلَفْظٍ مُحْكَمٍ،
وَيَلْتَهِبُ التَّشْبِيهُ فِي سَطْرِي المُتَّقِدُ.
تَسْكُنُّ رُوحِي إِنْ تَفَجَّرَ مُقْلَتِي،
فَيَبْقَى سَنَاكِ عَلَى خُطَايَ المُتَوَقِّدُ.
أُجَدِّدُ الْعَهْدَ الْقَدِيمَ تَرَنُّمًا،
وَيُورِقُ فِي بَابِ الْخَيَالِ لَنَا المُتَجَدِّدُ.
تَتَوَحَّدُ الْأَصْدَاءُ فِي رِقَّاتِهَا،
فَيَحْرُسُنِي عَهْدُ الْهَوَى وَهْوَ المُوَحَّدُ.
أَبْدِدُ ظِلَّ الرَّيْبِ عَنْ آمَالِنَا،
وَيُلْقِي عَلَى نَفْسِي الْأَمَانَ المُتَبَدِّدُ.
أَتَرَصَّدُ الْإِيمَاضَ فِي إِشْرَاقِهِ،
فَيَهْتَدِي قَلْبِي لِبَابِ الرُّؤَى المُتَرَصَّدُ.
أَتَعَبَّدُ الْمَعْنَى إِذَا ضَاقَ الفِكْرُ،
فَيَسْنُدُنِي فِي سَجْدَتِي نَفْسِي المُتَعَبَّدُ.
أُلاطِفُ الْأَلْفَاظَ حَتَّى تَرْتَقِي،
فَيُطْرِبُنِي فِي صَفْوِهَا رُوحٌ مُتَوَدِّدُ.
أُفَرِّدُ الْأَبْحَاثَ فِي وَجْهِ الْهَوَى،
فَيَعْشَقُنِي فِي هَمْسِهَا قَلْبٌ مُتَفَرِّدُ.
أَتَصَيَّدُ اللَّمْحَاتِ فِي كُتُبِ الضِّيَا،
فَيَأْنَسُ لِي نَبْضُ الخَيَالِ المُتَصَيِّدُ.
تَعَقَّدَتِ الْأَسْرَارُ ثُمَّ تَفَتَّقَتْ،
فَيَسْهُلُ فِي تَأْوِيلِهَا اللَّفْظُ المُتَعَقِّدُ.
أَتَأَيَّدُ الْمَعْنَى بِبُرْهَانِ الضِّيَا،
فَيُقْنِعُنِي فِي حُجَّتِي قَوْلٌ مُتَأَيِّدُ.
أَسْتَشْهِدُ التَّشْبِيهَ فِي أَعْمَاقِنَا،
فَتُوثِّقُ الرُّؤْيَا خُطَانَا المُسْتَشْهَدُ.
أَسْتَرْشِدُ الْمَعْنَى وَأَسْكُنُ ظِلَّهُ،
فَيَهْدِينِي فِي دَرْبِنَا اللَّفْظُ المُسْتَرْشَدُ.
أَسْتَزِيدُ ضِيَاءَ وَجْهِكِ مُقْبِلًا،
فَيَزْدَهِرُ الْقَلْبُ وَيَغْمُرُنِي المُسْتَزِيدُ.
وَيَشْهَدُ قَلْبِي أَنَّ وَصْلَكِ مُرْتَجًى،
فَيَبْسُطُ فِي رُوحِي جَنَاحَيْهِ المَشْهُودُ.
وَإِنْ فَاضَ نَبْعُ الحُبِّ فِي صَحْرَاءِ نَفْسِي،
تَخَضَّرَ فِي القَفْرِ الْجَمِيلُ لَهُ المَوْعُودُ.
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ: 02.04.2019
Time:07:00pm