الخميس، 20 فبراير 2025

قصيدة تحت عنوان{{دمع أشعاري}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{خليل شحادة}}


 دمع أشعاري


طقطقي يا سبحة عمر الحَزَن
واشهقي يا نرجيلة صبا الزمن
تهادي يا أرجوحة رقصُ أحلام 
زفير آهات تيه روح الشجنِ

أنا طيف طير شارد مسافر 
عيناه مرآة حروف شِعره سكن
(بصَّار برَّاج) كشّاف أبجدية 
قصيد جَفر ما خفى منه وما بطنِ
حكاياه طالع قدر قلم وحبر قلب 
وميض شوقه سِفر حب وسُنن

إسمِعني من همسك سِحر تغريدة 
بلسم قرح نزف هَجر آلامه ثمن
دع دمع عينيك تكتب أشعاري
وترسم شفتاك لاحلامنا وطن 

بقلمي : خليل شحادة لبنان

خاطرة تحت عنوان{{خواطر عاشق}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{صالح منصور}}


خواطر عاشق 
بقلم / صالح منصور 
صعب جدا أن اشرح
 الآن لما أحبك
ولا لما اشتاق اليك 
حد الموت شوقا
ولا لما اسمع نبضات قلبك
 رغم بعد المسافات
ولا لما تلفح أنفاسك وجهى
 أثناء حديثنا رغم الحواجز
ولا لما اجدك دائما في احضانى 
عندما أفكر فيك
ف معك تختفي 
كل قوانين الطبيعه 
لا زمن ..
 لا مسافات ...
 لا حدود .. 
وتبقي كل الأوساط شفافة
وتبقين انت 
ساحرتى ... الجميله

                         صالح منصور 

نص نثري تحت عنوان{{أقنعة مزيفة}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"أقنعة مزيفة"

في عالمٍ يغرقُ في صمتهِ،
تستيقظُ الأقنعةُ على نغمةِ السراب،
وجوهٌ تزيّنُها الوعودُ، لكنها لا تَمسُّ الحقيقة.

كلُّ قناعٍ يدّعي الحقيقة،
فيما الحقيقةُ تتسلّلُ عبرَ شُقوقِهِ،
لكنهم لا يَعلمونَ
أنَّ الحقيقةَ لا تَسكُنُ الجُلود،
ولا تبتسمُ في وجوهٍ مُحنَّطةٍ
تتمايلُ معَ الرياحِ التي لا تعرفُ
إلى أينَ ستذهب.

هذه الأقنعةُ
ما هي إلا نداءاتٌ تائهة،
ومن يبحثُ عن ذاتهِ في ظلِّها
يغرقُ في حيرةٍ لا تنتهي.

كأنما كلُّ قناعٍ
يحاولُ رسمَ خارطةٍ
لا تؤدّي إلى مكان،
يَدفَعُه وَعيُه إلى خَلقِ صُوَرٍ مِثاليَّة،
لكنَّ الصُّورةَ تَتَشَقَّقُ
مع كلِّ مِرآةٍ جديدة،
وتنهارُ مع كلِّ نَسَمةٍ كاذبة.

هلِ الأقنعةُ تحملُ
أرواحًا فارغة؟
هلِ السِّرُّ يكمنُ في أنَّ الأقنعةَ
لا تَنتمي للوجود؟
هيَ فقط مَسرَحٌ لِتَمثيلِ خَيالٍ
لا يعيشُ في الواقع،
ويَبقى الجُمهورُ مَشدوهًا يُصفِّقُ
حتى يَكتشفَ أنَّ الوعودَ
التي أُعطِيَت لهُ
كانت مجردَ خُيوطٍ
تُنسَجُ بلا دراية.

لذا، تُصبِحُ الأقنعةُ
تجسيدًا للخوفِ منَ المجهول،
والهروبِ منَ الحقيقة.
فهل تكونُ الشجاعةُ
في مُواجهةِ هذا الوجهِ المُتعَرِّق؟
أم في تَمزِيقِ القِناعِ
لإظهارِ ما تَحتَهُ؟

بقلم دنيا محمد 

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


(في عتمة الحافلة )
   سلسلة قصصية 
         بقلم:
   تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
          لحظة صيف 
               -٣-

فطلبت منها النهوض عن المقعد والوقوف أمامها في الممر،وعندما فعلت قامت بتفتيشها بشكل دقيق ومبالغ فيه،ومن ثم طلبت حقيبتها وقامت بنبشها ،وعندما لم تجد فيها أي شيء أعادتها إليها ، فنظرت إليها بخيبة أمل ثم طلبت منها العودة إلى مكانها لكي تتمكن من المرور ومتابعة التفتيش.
 جلست المرأة في مكانها بينما تابعت الشرطية عملها.
بعد أن إنتهيا من مهامهما نزلا من الحافلة ،وإنطلقت الحافلة من جديد متابعة طريقها.
إقتربت المرأة مني ثانية كما فعلت في المرة  السابقة،إبتسمت إبتسامة مثيرة ،ثم رفعت الستارة متظاهرة بإنها تريد مراقبة الطريق لتسحرني من جديد بكل ماتمتلك من مفاتن .
وبنفس اللحظة وضعت يدها في جيب جاكيتي لأخذ الكيس ،لكني عاجلتها قبل أن تخرج يدها من جيبي ووضعت يدي فوق يدها قابضا عليها.
شعرت بالارتباك، ونظرت إلي مستفسرة،ثم تركت الكيس وقامت بإخراج يدها وهي لاتزال تنظر في عيني بريبة هذه المرة،وقد أدهشتني صورة المرأة الرقيقة التي ظهرت فجأة، ثم أخرجت الكيس من جيب جاكيتي وقلت لها  بحنو ممزوج بعتاب :
-تفضلي؟
أما هي فإبتسمت بحرج ممزوج بالذكاء وقوة الشخصية "ودهشت لهذا التلون السريع!!" وقالت:
-أنا أسفة ..شكرا لك .
عندما مرت بنا المضيفة لأخذ حساب الطلبات، سألتها إحدى النساء المسافرات عن سبب تلك الإجراءات، أجابت المضيفة:
-يوجد امرأة مسافرة على متن حافلات شركتنا تقوم بتهريب مجوهرات ،وقد يكون معها  شيئا آخر،اللهم إحفظنا؟
هنا نظرت المرأة إلي مرتبكة من جديد ،فقمت بتأمل ذلك الجمال والرقة ومايخفيان وراؤهما من جبروت وقوة ،وفي الوقت نفسه تساءلت ؛ياترى هل من العدل أن يتعرض ذلك الجمال للعنف ،أو أن يكون وراء القضبان!!
 لكني هزيت رأسي أسفا .
وعندما وصلت الحافلة إلى مقر شركتها في العقبة، نزل الجميع منها، 
ونظرت المرأة إلي نظرة فهمت معناها  بسرعة ،لقد كانت تطلب مني اللحاق بها،ثم إستدارت خارجة من ساحة الحافلات ووقفت أمام مقعد تحت شجرة تسدل أغصانها كالستائر ،ذهبت إليها وكانت منهمكة بتمرير قلم أشبه بقلم الروج على شفتيها يمنحهما نقاط بيضاء هي أقرب إلى التراب فزادت من فتنتها ،وعندما وقفت أمامها طلبت مني الدخول إليها تحت الستارة التي منحتنا إياها الطبيعة، دخلت جلست هي ثم طلبت مني الجلوس إلى جانبها، جلست ،وقبل أن أتكلم بادرتني قائلة:
-أنا آسفة على ماحدث ،لقد كنت مضطرة إلى ذلك ،ووجدت فيك الرجل المثالي ،الشهم في تلك الظروف؟
-لكن كان من الممكن أن تتسببي لي بمضرة آنستي.
ردت وهي ترفع ركبتها العارية إلى حجري لتدفعني بها بلطف إلى الوراء:
-أنا أعتذر ثانية ،وأعتقد أن رجل برقيك وتحضرك ووسامتك ينبغي عليه قبول اعتذار امرأة؟
قلت وأنا لاأزال معاتبا بينما كانت تقترب مني أكثر :
-خصوصا إن كانت جميلة جدا أليس كذلك؟
إبتسمت ثم إقتربت مني حاضنة وجهي بكفيها الرقيقتين وأطبقت بشفتيها على فمي بقبلة طويلة كما وإننا عشاق إلتقينا بعد فراق طويل، وقد نفثت رحيقها في فمي ليسري الخدر في كامل جسدي .
بعد ذلك قالت هامسة برقة وقوة شخصية مدهشة:
-لن أعطيك أكثر من ذلك ياعزيزي؟
قلت كما وإني أستسلم لطبيب التخدير وأنا  لاأزال منتشيا وغير مصدق ماحدث وما يحدث لي :
-هذا يكف..ي آآنستي.....؟
لكني بدأت أشعر بالارتعاش الذي تسبب لي بالقلق الشديد وأنا أراها  تستدير مغادرة بينما كنت أرى كعب حذائها وساقيها العارتين وهي تبتعد وتصعد في مركبة قبل أن يرتمي رأسي إلى الوراء لأذهب في غيبوبة. 

             " إنتهت القصة "
             وإلى قصة أخرى 

تيسيرالمغاصبه 

قصيدة تحت عنوان{{حكمة سليمان}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمان كاااامل}}


حكمة سليمان
بقلم
سليمـــــــان كاااامل
**********************
ماضرني.....الجلوس منفردا
إن جلستي....... تدبرا وتعلم

هذي وجوه......الناس تحكي
دونما شفاه......تبوح وتتكلم

تتراءى لي......الدنيا جميعها
مابين بائع.....ومشر ومتنقم

وهل الدنيا..........غير ماقلت
فطوبى لمن........ باع وأسلم

وياحسرة من.......بكى عليها
وأبدى ريبة...للأقدار وتظلم

فما نقمته.........ستجديه نفعا
إن غيبه الثرى باللقاء المحتم

قريبا سترى........ساكن القصر 
كساكن الكوخ........مناه يحلم

قريبا سترى.....صاحب النفوذ
لهول مايراه............. فهو أبكم

عجبا لنا.........نسستبق الأقدار 
وأقدار ربي..........بالأمر تحكم

فبع دنياك......... واشتري آخرة
متاع الدنيا.......لايساوي درهم
************************
سليمان كاااامل..... الخميس

2025/2/20 

قصيدة تحت عنوان{{يا صاحب الزمان}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{تغريد طالب الأشبال}}


 الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق

…………… 
(يا صاحب الزمان) من ديواني(معتقل بلا قيود) 
………………… 
ضاقَتْ عَلَيْنَا سَيِّدِي كُلُّ السُبُلْ 
             أنتَ الرَجا والمُرتجى أنتَ الأملْ 
إظهَر لنا فِي عَجَلٍ يا سَيِّدِي  
                    إِنَّا نُنَادِيكَ العَجَلْ ثُمَّ العَجَلَ 
هَيَا أَغِثْنَا مِنْ بَرَاثِنِ أُمَّةٍ 
                   بَادَتْ وَلَمْ يَبْقَ بِهَا إِلَّا الدَّجَلْ 
ماتَتْ وماتَ الدِّينُ فِيها بَعدَما 
              كانْت تُباهي الكُونَ والدِينُ أكْتَمَلْ 
إظهَرْ أَمِتّها سَيِّدِي مِن فِتْنَةٍ 
                 سادَتْ على إسلامِنا فَغَدًا  ثَمِلْ 
مُتَرَنِّحَاً مُتُمايلاً مُتَرَاقِصاً 
         فِي حَضْرَةِ (العَمْ سامْ) قَدْ فُضَّ الشَّمِلْ 
إِظْهَرْ بِرَبِّكَ مُنقِذَا وَمُخَلِّصَاً ​​
               قَدْ سَاءَتْ الأحوالُ  وَأَنَاخَ الجَمَلْ 
مُتراخِيا مُتَهَالِكَاً مُتَداعياً 
                   قَدْ طاحَ بالأحْمَالِ أَعِياهُ الكَلَلْ 
إظهَرْ فَإِنَّا بَعْدَ ما فينا جرى
              لا نأمنَ المحجوبَ في طَيِّ الأَجَلْ 
إظهَرْ فَإِنَّا بعد ما ضاقتْ بِنا 
                 قَدْ نَكَرَهُ المَكْتُوبَ  قَدْ لا نَحْتَمِلْ 
أَدرِكنا أدرِكنا بلُطفٍ سيدي 
                    فَالكُلُِّ فينا قَدْ تَصَارعَ وَاقْتََتَلْ 
وَالغَوثُ ثُمَ الغَوثُ غُوثَا سيِّدِي 
                   الساعةُ الساعةُ،السَّاعَةْ العَجَلْ

الأربعاء، 19 فبراير 2025

ج(التاسع) من قصة {{أصوات في العتمة}} بقلم الكاتب القاصّ المغربي القدير الأستاذ{{إدريس أبورزق}}


من سلسلة " أصوات في العتمة " للكاتب : إدريس أبورزق 

الحلقة التاسعة : الزائر في أحلامي

كانت ليلى تعيش حياتها بهدوء بين عملها كمعلمة في مدرسة صغيرة وشقتها المليئة بالكتب والنباتات. لا شيء غير عادي، حتى بدأت سلسلة من الأحلام الغريبة تقتحم لياليها.

كانت ترى شخصًا غريبًا، رجلًا يبدو مألوفًا بطريقة لا يمكن تفسيرها. في كل حلم، كان يقف على بعد خطوات منها، دائمًا في أماكن مختلفة: محطة قطار قديمة، شارع تحت المطر، أو مكتبة مهجورة. كان ينظر إليها نظرات عميقة وكأنه يعرفها، لكنه لا يقول شيئًا.

في البداية، تجاهلت الأمر واعتبرته مجرد صدفة، لكن تكرار الأحلام جعلها قلقة. في كل مرة، كانت الأحلام تبدو أكثر واقعية، حتى أنها أصبحت تشعر ببرودة المطر أو رائحة الكتب المتربة من المكتبة. الأغرب أن الرجل كان يبدو حقيقيًا بشكل مخيف، بعينين داكنتين ووجه يحمل حزنًا غامضًا.

ذات ليلة، حاولت أن تسأله من يكون. اقتربت منه في الحلم وقالت:
"من أنت؟ ولماذا أراك دائمًا؟"
ابتسم الرجل ابتسامة خفيفة وقال:
"قريبًا ستعرفين."

استيقظت ليلى فزعة في تلك الليلة، لكنها لم تستطع التخلص من شعورها بأن هناك شيئًا غير عادي يحدث. بدأت تبحث في كتب تفسير الأحلام وتقرأ عن الرموز والرسائل، لكن كل الإجابات بدت فارغة وغير مقنعة.

في يوم من الأيام، وبينما كانت تتجول في أحد المعارض الفنية الصغيرة، توقفت فجأة عند لوحة معلقة على الحائط. شعرت بقشعريرة تسري في جسدها. كانت اللوحة تجسد مشهدًا مألوفًا لها: شارع قديم تحت المطر، ورجل يقف في زاوية الطريق. كان هو، الشخص من أحلامها.

شعرت أن أنفاسها تنقطع، وسألت صاحب المعرض عن اللوحة. أخبرها أنها من أعمال فنان شاب يُدعى "عمر"، وأنه سيأتي إلى المعرض في وقت لاحق من اليوم.

قررت ليلى الانتظار، على أمل أن تلتقي بصاحب اللوحة. وبعد ساعات من القلق والانتظار، دخل المعرض شخص طويل القامة بملامح هادئة. كان هو. الرجل من أحلامها.

شعرت ليلى بالذهول، ولم تستطع أن تنطق بكلمة. لاحظ الرجل نظراتها المرتبكة واقترب منها:
"هل نحن نعرف بعضنا؟" سألها بهدوء.

تلعثمت ليلى قبل أن تقول:
"أنا... أراك في أحلامي."

تفاجأ عمر بكلامها، لكنه لم يبدُ مستغربًا تمامًا. قال بصوت منخفض:
"وأنا أيضًا أراك. منذ أشهر، كنت تظهرين في أحلامي. في البداية ظننت أنها مجرد أوهام، لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هناك شيئًا يجمعنا."

جلسا في زاوية من المعرض، يتحدثان عن التفاصيل التي رآها كل منهما في أحلامه. اكتشفا أنهما كانا يحلمان بالأماكن نفسها، وكأنهما كانا يلتقيان في عالم موازٍ. كل التفاصيل تطابقت، حتى الأشياء الصغيرة: لون السماء في الحلم، الأضواء الخافتة في الشارع، وحتى العبارات التي تبادلاها.

بدأت علاقتهما تتطور بشكل غريب. كل لقاء بينهما في الواقع كان يُكمل حلمًا ناقصًا، وكل حلم كان يُرشدهما إلى خطوة جديدة في حياتهما. لكن مع مرور الوقت، بدأت الأحلام تحمل رسائل غامضة ومقلقة.

ذات ليلة، حلمت ليلى بأنها تقف في غرفة مظلمة، بينما يقول لها عمر:
"سيأتي يوم تختارين فيه بين البقاء أو الرحيل. لكن تذكري أن كل شيء يبدأ وينتهي هنا."

عندما استيقظت، شعرت بخوف لم تفهم مصدره. لاحظت أن عمر أيضًا أصبح أكثر انطواءً، وكأنه يحمل سرًا لا يريد البوح به.

في لقاء أخير بينهما، تحدث عمر بصوت متهدج:
"أشعر أننا لسنا هنا بالصدفة. هناك شيء أكبر منا. أحلامنا ليست أحلامًا عادية، إنها بوابة لشيء آخر... لكني أخشى أن نكتشفه."

لم تكن ليلى تعرف ماذا يعني ذلك، لكن الشعور بارتباطهما العميق كان أقوى من أن يتم تجاهله. وفي تلك الليلة، عندما نامت، كان الحلم مختلفًا.

رأت نفسها تقف أمام باب خشبي كبير، وخلفه عمر ينتظرها. كان يناديها بصوت غريب يشبه صدى الريح. وعندما فتحت الباب، شعرت بأنها تُسحب إلى عالم آخر، إلى ظلام عميق مليء بالأسرار.

استيقظت ليلى، لكنها لم تكن في غرفتها. كانت في مكان غريب... مكان بدا مألوفًا جدًا. 

قصيدة تحت عنوان{{تعْوي الذّئابُ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


تعْوي الذّئابُ

دَعوا الدّفاترَ والأقْلامً تَبْتَكِرُ
فنحنُ في أحْرُفِ الإبْداعِ نَتّجِرُ
بالأمْسِ كُنّا وكانَ العِلْمُ يَدْعَمُنا
واليَوْمَ صِرْنا قَطيعاً ما لهُ نَظَرُ
تعْوي الذّئابُ على مَنْ لا كِلابَ لهُ
والليْثُ تَخْشاهُ في أدْغالِها الحُمُرُ
يَجْري القَضاءُ بما الرّحْمانُ قَدَّرَهُ
والحَسْمُ آتٍ بما جاءَتْ به الغِيَرُ
إنّي رأيْتُ بأُمِّ العَيْنِ ما حَلَّ بنا
نَبْكي ونَضْحَكُ لا سَمْع ولا بَصَرُ

تاهَتْ حُروفُ لِسانِ الضّادِ في الظُّلَمِ
والمُفْرداتُ إلى الإبْداعِ لمْ تَرُمِ
مُدّتْ إليْها يَدٌ فَرّاسَةٌ وفَمٌ
فكانَ دَيْدَنُها الإعْرابُ بالكَلِمِ
ظَلَّتْ تُحَلِّقُ في الأفْلاكِ سابِحَةً
كالشّمْسِ شَعَ لَها القِرْطاسُ بالقَلَمِ
أحْيا النُّبوغُ سَناها مِنْ تَوَهُّجِهِ
فأمْطَرتْ بالنّدى البيْداءَ بالنِّعَمِ
تِلْكُمْ حُروفَ لِسانِ الضّادِ جادَ بِها
سِحْرٌ بَديعٌ أضاءَ الفِكْرَ بالقِيَمِ

محمد الدبلي الفاطمي 

قصيدة تحت عنوان{{بنتاه .. أختاه .. أماه}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{عبدالغني_أبو_إيمان}}


.:: بنتاه .. أختاه .. أماه.. ::.

لؤلؤة أنتِ وأنتِ وأنتِ..
تاج الوقار رب العزة أَلبَسَكِ..
وبثوب الحشمة زَيَّنَكِ..
ومن أعين الحثالة صانكِ..
في كتابه العزيز حماكِ..
وسنة نبيه العدنان أَعَزَّكِ..
وبأمهات المؤمنين قدوة أَمَرَكِ..
وفي جنات الخلد سَتَرَكِ..
ماهكذا اليوم نراكِ..
بلباس متهتك تتمايلين..
وبين الرجال تتعطرين..
ولمفاتنك تبدين..
ولجسمك لا تسترين..
أو لم يقل رب العزة في كتابه المكنون..
لجلبابك يجب أن تدنين..
وبالخمار لجيبك تسترين..
وبرجلك لزينتك تخفين..
وبها على الأرض لاتضربين..
ونبي الرحمة رأفة بك..
أمرك أن لاتتعطرين..
كل هذا وذاك لصون القوارير..
اللواتي لزينتهن لايبدين..
إلا للمحارم الأكرمين..
أب وأخ وبعل وابناء تحترمين..
وغيرهم عليكِ من المُحَرَّمين..
حفظا لعرضك الكريم المصون..
فماذا دهاك في زمن التيه تضيعين..
و لنساء الغرب تتبعين..
عري ودماء ووضاعة ليس لها مثيل..
أنت اللؤلؤة الجميلة المصون..
يحفظك الأب والإبن والزوج الحنون..
فارجعي لكتاب ربك الكريم..
تفلحي وتكوني من أصحاب النعيم.

#عبدالغني_أبو_إيمان
الدار البيضاء - المغرب
19/02/2025
@à la une

@الجميع 

قصيدة تحت عنوان{{مَشَيْنا في الطّريقِ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


 

مَشَيْنا في الطّريقِ

سَيُدْرِكُنا بِظُلْمَتِهِ المساءُ
وعَفْوُ اللهِ يَكْفُلُهُ الرّجاءُ
مَشَيْنا في الطريقِ على رصيفٍ
بهِ الأيّامُ أمْطَرَها البَغاءُ
وكُنّا نَحْمِلُ الأثْقالَ زوراً
وبينَ حُضورِنا كَثُرَ النّساءُ
نُفَتّشُ في الخَيالِ عَنِ الأماني
وربُّ النّاسِ يفْعَلُ ما يَشاءُ
تُعَلّمنا الظُّروفُ بما اكْتَسَبْنا 
فيَرْقى  في تَصَرُّفِنا الأداءُ

علينا أنْ نُسافِرَ في اللّيالي 
لِنَبْحَثَ في الحُروفِ عنِ الجَمالِ
فَبَدْرُ اللّيلِ في الآفاقِ نورٌ
ونورُ البدْرِ يَسْطَعُ في خيالي
تلَثَّمَ بالغمامَ فصارَ أبْهى 
وَشَعَّ البَرْقُ رعْدُهُ بابْتِهالي 
فما لي لا أرى قَمَري مُنيراً
وقدَ تَعِبَتْ منَ الهَوَسِ الليالي 
سأكْتُبُ مُعْرِباً يوْمَ الْتَقَيْنا
عنِ الأمَلِ المُبَشِّرِ بالهِلالِ 

محمد الدبلي الفاطمي

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 (في عتمة الحافلة )

   سلسلة قصصية 
          بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
      لحظة صيف 
          -٢- 
          

-ممكن؟
فكانت فرصة أخرى للنظر إلى شفتيها الشهيتين بشكل مباشر محاول أن التقط بذاكرتي صورة دقيقة لها تدوم في ذاكرتي إلى أمد طويل،فقامت بضمهما بطريقة تزيدهما إثارة وعادت وتركتهما بحريتهما من جديد، وقالت:
-ممكن أن تسدل ستارة نافذتك،أن أشعة الشمس المباشرة تزعجني ؟
وفي الحقيقة لم تكن نافذتي باتجاه أشعة الشمس المباشرة ،لقد كانت مقاعدنا  باتجاه الظل ،لكني قلت بينما أنا لاأزال هائما بشفتيها :
-"ولو " بالطبع ممكن؟
-ميرسي.
قمت باسدال ستارة النافذة، وقد خدمني ذلك من ناحية أن لاأكون مضطرا للنظر من النافذة، 
فتحت حقيبتها وأخرجت منها أصبع روج وبدأت بإصلاح أحمر شفتيها.
وشعرت بعد ذلك بأن كل ماتقوم به من أفعال كاسقاط حقيبتها بالقرب من قدمي والتظاهر بعدم إستطاعتها رفعها وإنحنائي أنا بصعوبة  بالقرب من ركبتيها لرفعها لها وماغير ذلك ؛هو إنها  وجدت مرافق قد يكون خير رفيق لها في تلك الرحلة ،هكذا كان إحساسي، وأتمنى ألا يخيب.
تصل الحافلة إلى نقطة التفتيش، تتوقف الحافلة ،أما المرأة "ساحرتي" فتفتح حقيبتها وتخرج منها كيسا صغيرا فتقترب مني كثيرا هذه المرة وتكاد وجنتانا أن تتلامسا ، فتسحرني رائحة عطرها المثير ،ترفع ستارة نافذتي ..تنظر منها، وفي تلك اللحظة شعرت بإنها قد وضعت الكيس الصغير في جيب جاكيتي، ومن ثم  اعتدلت في مقعدها.
صعد شرطي قاسي الملامح إلى الحافلة وفي رفقته امرأة شرطية أيضا،كانت الشرطية بدينة ..شرسة الملامح..حادة النظرات ،تبدو "مبرمجة" على القسوة والعنف ،وبدأا في عملهما ،بحيث كان الشرطي يطلب البطاقات الشخصية ليراها بينما الشرطية تقوم بتفتيش بعض  النساء ، وتقوم كذلك  بتفتيش حقائبهن.
عندما وصلت الشرطية إلى المرأة التي تجلس إلى جانبي، نظرت إليها متفرسة كما وإنها ستبتلعها  بينما كانت رفيقتي في كامل هدوئها وثقتها الكبيرة بنفسها ،فطلبت منها النهوض عن المقعد والوقوف أمامها في ممر الحافلة.

            "وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه

نص نثري تحت عنوان{{مناجاة ربي}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{المنصوري عبد اللطيف}}


****مناجاة ربي****

أشتهي عزلة
 وبحرا
 وسماء
 وكوب شاي
 وكتاب
وأترك خلفي
 كلمات وكآبات
 وكذبات
 وشخصيات بغيضة
 ومواقف سخيفة
أجلس لنفسي
احدثها
أصغي لنبضاتها
نحلق معا
نفر من ظلام
واقع تعيس
أتقرب إلى ربي
 عند شدتي
  مؤنسي في وحدتي
حافظي في نعمتي
 وليي في نفسي
 كاشف كربتي
 مستمعَ دعوتي
  أسأله في صلاتي
 ودعائي
 المنصوري عبد اللطيف
ابن جرير 19/2/2025

المغرب 

قصيدة تحت عنوان{{يا ليتَ قلبي}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{صفوح صادق}}


- يا ليتَ قلبي -
يا ليتَ قلبي إذا ناديتهم وصلوا
                        أو عانقَ الصوتُ بالأشواقِ أسفارُ
قد باعدَ الدهرُ ما بيني وبينهمُ
                              لكنّهم في دمي نبضٌ وأنوارُ
أُرسل لهم كلَّ يومٍ نجمةً وغداً
                              يأتي بهم نحو عينيّ مشوارُ
فالعُمرُ ما كانَ يحلو دونَ ضحكتهم
                            والدارُ ما زالَ فيها البُعدُ ينهارُ
أشتاقُهم كلَّ يومٍ مثلما عطشَت
                               أرضٌ ليحملها للغيثِ مدرارُ
يمضي بهم حُلمي نحو اللقاءِ كما
                       يجري إلى البحرِ في الآفاقِ أنهارُ
أوصَيتُ بالحُبِّ هذي الريحَ تحملُهُ
                       وأرسلتُ شوقي لهم طيفاً وأذكارُ
يا ليتَهم لحظةًفي الحُلمِ يجمعُنا
                           لو خاننا الوصلُ والأيامُ أعذارُ
أشتاقُ أيامَهم إذ كنتُ أحملَهم
                           والمهدُ يرقصُ والأحلامُ أزهارُ
أجري فأضحكُ والأيدي تُلاحقني
                             كالفجرِ يعزفُ للأنسامِ مزمارُ
أنسابُ في فَرَحٍ والبيتُ يجمعُنا
                              لا بُعدَ يوجِعُ.. لا دمعٌ ولا نارُ
واليومَ وحدي لا ذكرى تؤانسُني
                           كأنَّها العِطرُ في الأرجاءِ أمطارُ
كانوا صغاراً وقلبي كان يحضنُهم
                           واليومَ قلبي لهم شوقٌ وإكبارُ
يا غائبينَ وقلبي لكم وطنٌ
                          مهما ابتعدتُم فإنَّ القلبَ سِنوارُ
إن طالَ بُعدُكمُ فالودُّ يجمعُنا
                            والحُلمُ بابٌ به الأرواحُ تختارُ
سيجمعُ اللهُ بينَ القلبِ والروحِ
                             وتنتهي بعدَ طولِ البُعدِ أقدارُ
لكنَّني واثقٌ أنّي سألقاكم
                           يوماً وتزهو بكم في الدارِ أنوارُ
 ويملأُ البيتَ أصواتٌ أعرفُ النغمَ ال
                           عذبَ فيها ويُحيي الروحَ تِذكارُ
وأضمهم يا لروحي حين تلمسهم
                               كأنَّني قد حظيتُ العُمرَ أقمارُ
يا فَرحةَ العُمرِ لا تبقي مؤجلةً
                             قد آنَ للقلبِ أن يُروى ويختارُ

صفوح صادق-فلسطين 

١٩-٢-٢٠٢٥. 

قصيدة تحت عنوان{{العراف}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{احمدالروضان}}


العراف

يا أيها العراف ماذا أفتدي؟ 
 بعض المعاني حين تهدى تهتدي

إذ كم سألت الليل ألتمس الرؤى
أستقرأ الفنجان رغم تمردي؟ 

إذ أرتجي الفنجان يهديني الصدى
إقرأ لي العنوان وافصح سيدي

إفصح بما ينبيك قل لي ما الصدى؟ ماذا ستهدي القادمات وترتدي؟

ماذا يقول الرمل خبرني وقل؟ فالكل قد ناموا ويكوي مرقدي

في الفكر إمرأة تدير لي المدى إذ       تهدي عزف الآه..لحن تنهدي

لو أنصفت مني سهادي والهوى 
قد تقتدي نبض القوافي.. تبتدي 

كم كنت بالأحلام أبدو هادئا
نقش لها في القلب؛رسم في يدي

يا ليت من جادت بطرف ناعس
باتت تجيد البوح قبل تهجدي 

تهدي الى التأويل بعض متاعبي
وحديثها يشدي يغني سؤددي

دوما أبوح الشوق مجروح الحشا
إني أريد الوصل غاب ترددي 

أقسمت رغم الموج رغم ترددي
إني سألقى شاطئا بتسهدي

إني إفتديت الوصل دمعا هائما
من يقنع الهيمان أن لا يفتدي؟ 

د. احمدالروضان

العراق 

نص نثري تحت عنوان{{رقع الورقات}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{محمد ختان}}


 " رقع الورقات"*

يبقى البحر بحر
تارة يكون هادء
و تارة اَخرى تتحرك الأمواج
حال و أحوال
يوم يعطيك رغبة الإقدام
يحملك عزيز مقتدر
يعوم بك بلطافة
يسير معك بحماسة
وحسن الإتكال
يمنحك نوع من الإمتلاك
ينسيك ركوبك فوق مياه
يرصدك غير وقع الإقدام
يحيلك عناق أحلام
فللموج
أثير تسمو به عوامل وتغيره
أنت أيها العالم المجهول
بنور الحب
فالظواهر لك بيان و الأجواء
فيك عيان
أهواك بغزارة المحبين
و الهوى فيك غلاب
فأما الهيام لروحك مسلوب
فألهمني بعشقك عمن سواك
و أما الغرام فلك نابع
فقسمتك بي نبض خافق
ودقات خفقي
هي تلك التنفسات التي
تصعد مني
أوفرها على الهواء
بتناهيد التوق
بألحان عزفي الطارب
أنشد كل لحن خلود
الداخلي و الخارجي ببراءة
دقات خفقي
هي تلك المشاعر الرقيقة
في الجوف تغلي
من إحساس و الشعور
أحررها من القيود بعواطفي
ببنات أفكار أتغنى كما
هي طبائع المكنون التي تختلجني
أحولها تراكيب كلمات من
أنغام الوجد يعزف
هي تلك الأناشيد المخزونة في
صميم النفس أدون
بها رقع الورقات
تمت بقلمي محمد ختان

نص نثري تحت عنوان{{عكازة أيامي}} بقلم الكاتبة الجزائرية القديرة الأستاذة{{ آسيا حملاوي}}


عكازة أيامي
حضن احلامي
بعثرني الغياب
وسكنت خفافيش الوجع
كهوف قلبي
وملأت أشباح الظلام
نور سماء ضيائي
من يعرف صوتي إذ خاف
في عيوني يقرأ الخيبات
يواسي ملامحي الملقات على قارعة الحزن
يعلمني ان اصلى صلاة الصبر
كل فجر
اتوضأ من ماء أجمل الظن
ان ازين حظي
في كل صباح
ويهديني من لمسة يده
نفسا عميقا 
أقطع به أصعب المسافات
وأختصر الحياة
واجمع نوافلها
في مقولات
تنقشها على حلقة بأذني
تجعلها بمحطات
العمر كلما لمستها تذكرت
مواعظ باتت تصاحبني
أنفاسا زفيرها صبرا
شهيقها خيرا
عكازة أيامي
مات الشعر
ومابقي منه سوى
اغنية حزينة 
نشيد وطني
يدوى صوته كل القوافي
ويكون شعري
على شفاه البعد
وترثي الأبجديات 
حروف الهجاء
وتبكي  نثرياتي
الفقد وتعلن العزاء
امام باب الذكريات 
عكازتي انت كيف الهروب
وانا اختبئ فيك
وكيف ترحلي
وانت تسكنني 
ولهفة الشوق تقتلني
وحنين الوجد يشنقني
بمقصلة الغياب
عكازتي نخرها
الغياب وتركني
هباءا مقتولى

حروف موجوعة

نثريات آسيا حملاوي 

قصيدة تحت عنوان{{وجع الحنين}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{علاء الغريب}}


 {وجع الحنين} 


تَتَسَاقَطُ انْتِحَارًا  
مِنْ سَمَاوَاتِ الشَّوْقِ
        حَوْمَاتُ طُيُورِ العِشْقِ 
مَحْمُولَةً عَلَى نُعُوشِ أَنْفَاسٍ مَطَرِيَّةٍ  
            مُثَقَّلَةً بِأَنِينِ شِتَاءَاتِ السِّنِينَ  
                               المُكَبَّلَةِ بِنَارِ الفِرَاقِ  
                                      وَبِوَجَعِ المَسَافَاتِ  
بَعْدَ أَنْ رَقَصَتْ الرُّوحُ  
           فِي عَبَاءَةِ التَّمَرُّدِ  
                    رَقْصَةَ التَّشَرُّدِ 
                        عِنْدَمَا أَضَاعَتْ  
                فِي عَذَابَاتِ غُرْبَةِ سِنِينِهَا  
                                      رَبِيعَ فُصُولِهَا 

... 2

يَا أَيَّتُهَا المَسَافَاتُ القَاتِلَةُ البَعِيدَةُ  
             التَّائِهَةُ وَسَطَ ضَجِيجِ الحَيَاةِ
                 المُسْتَسْلِمَةُ لِشَرِيعَةِ الانْكِسَارِ  
لَا تَنْتَظِرِي أَنْ يَأْتِيَ لَاهِثًا  
                  مِنْ لُجَّةِ الحُلْمِ
               طَائِرَ البَدْءِ المُتَغَيِّبُ  
                   بَعْدَ أَنْ أَضْنَاهُ التَّعَبُ
                   مَعَ عَوْدَةِ غَزَالَةِ الضُّحَى  
                  المَنْسَكِبَةِ عَلَى خَدِّ البَسِيطَةِ 
فَالْأَمْوَاتُ لَا تُولَدُ كَالْوَرْدِ  
                   مِنْ رَحِمِ الأَرْضِ  
  فَكُلُّ حَكَايَاتِ العِشْقِ المَنْكَسِرَةِ  
                          عَلَى صُخُورِ الوَعْدِ
بَعْدَ أَنْ تَصْحُوَ  
     مِنْ نَشْوَةِ النِّسْيَانِ 
تَمُوتُ عَلَى أَعْتَابِ مَشَانِقِ الرُّوحِ 
                   وَتَنْدَثِرُ صَهِيلَ جُرُوحِهَا
                            المَكَدَّسَةِ دُونَ رُجُوعٍ  
مَعْجُونَةً نَدَبَاتِهَا بِخَفَايَا الِاحْتِرَاقِ
        وَمُسْقَاةً بِوَجَعِ الحَنِينِ الجَائِعِ  
                               لِزَمَنِ أَهَازِيجِ اللَّقَاءِ  
                           البَعِيدِ عَنْ دُرُوبِ العَابِرِينَ

                      •علاء الغريب /كاتب صحفي

نص نثري تحت عنوان{{صمت القصور}} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الأستاذة{{عائشة ساكري}}


.**صمت القصور** 

وحيد أنا،،،في غربة البيداء
لا رفيق يؤنس وحشتي
سكون الليل يجتاح رؤايا
خفافيش الظلام تحوم 
وتؤرقني في كل الزوايا 

  الأسوارُ شاهقةٌ..
طاغيةٌ في المدى 
وكلّ الأفواهِ مكلومة
تستغيثُ ألماً بلا صدى
وها أنا الذي تجاوز 
بحورًا وبراري شاسعة
بحثا عن حضن دافئ
 رغم الوحشة وعمق  الأسى..!!!

وفي غسق الغروب، يخيم 
الحزن الساري على الدروب 
كُسِرتْ جمودي 
وأنا، أقاوم جفاء الضيم 
وعلى مراكب الريح العاتية 
أعاند الأمواج الثائرة.... 
غضب البحار يرهقني،،،
 يفجّر براكين الحزن
 الساكنَ في عمقِ الوريدِ 
لا أنيسَ ولا رفيقَ لي 
غير الحيتان المفترسة...
تلك التي تكتسح فسيح الشواطئ 
وعلى الرمال ظلت  مستلقية.......

كلما هبّت رياح الشمال والجنوب 
أجدني أصارع ألم النسيان 
ولا أبالي حتى بأصوات
وجمال النوارس العنقاء.
أحمل جراحًا تحت صخبِ الدّجى
وكلي اشتياق لزمن فات مني ومضى 
ولم يعد كما تشتهي النفوس لمتعة اللقاء.

بقلمي.عائشة ساكري_تونس 🇹🇳

16 فيفري  2025 

قصيدة تحت عنوان{{مالَ الهوى بِعواطفِ الوجدانِ}} بقلم الشاعر اليمني القدير الأستاذ{{عبد الحبيب محمد السامعي}}


 مالَ الهوى بِعواطفِ الوجدانِ

مثل الرياحِ تميلُ بالأغصانِ

ولوىَ الغرامُ عنانهُ نَحوِي وقدْ
داسَ بخيلهِ مُهجَتي وجنانِي

وفي كل منعطف وكل ثنيةٍ
في القلب أعلى  راية الأشجانِ

ياقلب مالك للغرام تقودني
إن الهوى محارقُ الأبدانِ

أنذرتهُ سُوءَ الختامِ فقال لِي
سهم العيون أصابني وسباني

فاطلقت للقلبِ العنان  وصرتُ لا
أخشى الهوى وما أنا بِجبانِ

تأتي السهامُ من العيونِ وتَرتَمِي
نحو القلوبِ فتزيدُ بالخفقانِ

سهمٌ تطيشُ له العقولَ وربَّمَا
أضحت بلا حسٍ ولا أذهانِ

فترى الفؤاد إذا أصابه سهمُها
يهيمُ في سرٍ وفي إعلانِ

فكرٌ تقسَّمهُ الصبابةُ أسهماً
في كل وديان الهوى ومكانِ

بقلمي عبد الحبيب محمد السامعي
ابو خطاب

قصيدة تحت عنوان{{اسواق مختلفة}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{صالح منصور}}


 اسواق مختلفة 

بقلم / صالح منصور 
فى اوطاننا اسواق 
تختلف فيها السلع 
وانواع كثيرة من الاطواق 
ولكن يميزنا سوق الحكومات 
ففى اسواق الحكومات 
يبعون الاحلام 
يبعون الامان 
يبعون الأصنام
يسوقون الامال 
يتاجرون بالفضائل 
يثمنون الرذائل 
يعبثون بالاديان 
فى اسواق الحكومات 
تختلف كل الخدمات 
وتتنوع الخلافات 
ونبدع فى خلق الازمات 
ونعيش  عصر الخرافات
حرية مراة 
قانون طفل 
ان تتمتع بالحريات 
                            بقلمى 
                    صالح منصور

قصيدة تحت عنوان{{أبجديات ومعاني}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة{{ناهد شريف}}


 أبجديات ومعاني

         تطريز  
أ : أشرق الصباحُ بنورٍوهاج جديدٍ  
ب: بين الزهورِ تَفَتَحَ بأملِ وعيد  

ت: تعانقت الأشجارُ في سكونٍ  
ث: ثابت فرعها رغم الرياحِ موزون 

ج :جمالُ الكونِ يَزهو في الربيعِ  
ح :حينَ تبتسمُ الأرضُ وتميع 

خ :خيوطُ الشمسِ تشرقُ في عيون

د :دافئةً تغطي الكائنات بجفون 
ذ :ذابت أوجاعُ الماضي بحاضر مضمون

  
ر : رغمَ الحروبِ والآلامِ والظنون
ز: زهراتٌ تتفتحُ بتلاتها عبر قرون 
  
س: ساحرة الجمال بمنظر  بديع 
ش: شمسٌ عسْجَدٍيةبفضاء وسيع
  
ص: صوتُ الرياحِ في الهواءهرير
ض :ضوءُ القمرِ يُزينُ النيل غدير 
  
ط :طيفُ الأحلامِ بينَ النجومِ شجون 
ظ: ظلالٌ تتراقصُ في الليلِ جنون
 
ع : عندما يُعانقُ النورُ السكون 
غ :غيماتٌ سوداءٌ تُزالُ عن العيون 
  
ف: في لحظاتِ الفجرِ بزوغٌ وضاء
ق : قلبي مليءٌبحبٍ عرض السماء

ك :كالحلمِ الذي يُضيءُ بعد عناء
 ل: ليلٌ هادئٌ وأسرارهِ لا تهون

م : موجاتٌ في البحرِ تتراقصُ وتمون 
ن :نجومٌ تتلألأ فوقَ السكونِ  
ه :هـدوءٌ يغمر  الأرضِ بفرح  مكنون

و :وقفتُ في صمتٍ أتأملُ الكونَ  
ي :يفيض منه الجمالُ في عالمِ موزون.

ا.ناهد شريف
مصر المحروسة 
دمياط

قصيدة تحت عنوان{{كفالة وطن}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمـــــــان كاااامل}}


 كفالة وطن

بقلم // سليمان كاااامل
***************************
أتقياء صالحون ......في جمع مال 
ترى علي وجوههم...مظاهر النساك

كفالة اليتيم ......ثم بيت ثم قرية
وصك عتق....من النار عند اشتراك

جماعات البر........ لها وجوه ومنابر
وكله بأمر............ مخطوط وأسلاك

وآن الأوان...........نكفل وطنا كاملاً
قد غصت حناجر........بنيه بأشواك

وطن تغافل عنه.........ناهبوه عمداً
ووكلوا أمره.............لكل تاجر أفاك

أبحث هل من......غني يكفل يتيماً
أو يحفر بئراً لهم..من ذوي الأملاك

هل من مثيل....للصحابي بن عوف
وهل نرى من أصحاب بالبطون باك

حصة شهر...........من دخل العمائم
تكفي كفالة قرية......دهراً بلا شاك

أصبحت شاشاتنا....... تبتز مواطناً
لايملك قوت يوم...... والسمت ذاكِ

لايشكو حاله............. لعزة نفس به
يعلم أن شكواه.......مالها من إدراك
****************************
سليمـــــــان كاااامل..... الثلاثاااااء
2025/2/18

خاطرة تحت عنوان{{ على عتبة مرآة}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{بياض احمد}}


 على  عتبة مرآة ***


همس على نافورة الصباح 
كم من شهيد على أبواب الفجر 
على تلال الدمع 
ترافق العنقاء رماد طفيلي 
لم يخترق بذرة الانبعاث 
ليس هناك صحو شرقا ولاغربا 
بل تقاطير رماد 
على سحب غارقة 
وأنهر جسد مرآة 
لطفولة عشق 
كانت تناحي ذكريات كهف 
بلحن ثائر 
كم كانوا وراء الظل 
كم لبثوا في غريق السنوات 
ولا زالوا في عراء الأشياء
 وصيحة البقاء .....

ذ بياض احمد المغرب

الثلاثاء، 18 فبراير 2025

خاطرة تحت عنوان{{كنت اكتب في عيونك}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{فاطمة الزهراء}}


 كنت اكتب في عيونك 

قبل لحظات قليلة 
مرة أكتب...
مرة اشطب..
مرة تأت الكلمات سهلة 
مرة تأتيني ثقيلة 
دائمآ لا تقرأ 
ليس حمقآ مني صدقني 
وانما للخواطر طعم اخر 
حين اكتبها عنك 
دائمآ تشعرني بقربك 
على الورق 
دائمآ قلبي يراك 
سر خواطري الجميلة  
 لم اذبل 
عندما اذبل قلبي 
السهاد 
يلوموني لهجي 
الحروف تواترا 
وما يدرون 
بإن هذا يقيني...ومذهبي 
 وبأنني....
ما فعلت غير ما يفعل الزهاد... !!
هكذا ليس لي في الأمر حيلة...
عندما اكتب عنك ✍
فاطمة الزهراء 
شكرآ بحجم الكون على الإضافة

قصيدة تحت عنوان{{هاك إلتقينا}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{هيثم محمد عبدالعال}}


هاك إلتقينا 
...... 

أرقى التهانى 
وكل الأماني 
يعجز لسانى
 لوصف المعانى
يوم إلتقينا 
صباحٱ قضينا
سنينٱ عانينا 
مرارٱ سقينا
وها نحن نبغا
 حياة لتبقا
فى دهر الزمانى
 بحب هوانا
نلقى الحنين
 البعيد الطويلا
حتى يرانا من 
 يبغا لقانا
هاك ألتقينا 
فما بعد يبقا
ومن فينا يرضا
 يبقا ليشقا
كفانا عذاب 
وطول الغياب
قد كنا بعاد
 وكثر العتاب
من فينا يرضى
 مرارٱ عذاب
منقوشٱ على
صفحات الكتاب 
يا من هوينا
للبعد إنكوينا
ياليت فينا
من يبغا فينا
يكفى هوانا
ذهبنا بقينا
يمينٱ يسارا
يسيرٱ عسيرا
تكفى التهانى 
وبعض الأمانى
بعد البعادى
المر الثقيلا
هاك ألتقينى
يفوح ما فينى
غرامى حنينى
هاك المقدر
وذاك المصير

.......... 
بقلمى 
#شاعرالعرب 

هيثم محمد عبدالعال 

قصيدة تحت عنوان{{أهواها}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{حسن حوني جابر}}


أهواها 
هذا القلب فما أحب سواها 
         ماكنت أحسب أنني أهواها 
تحكي مرايا الصحو في نجواها
          وتذوب أشواقا فما أحلاها 
سبحان من خلق الجمال بوجهها 
          في البحر أعصار الهوى ألقاها 
ماكان أجمل في الهوى شكواها 
        خوفا من عيني حين أراها 
تعيد لي عهد الصبا عيناها 
         روحي وماملكت يداي فداها 
أرسلت روحي تستبيح سناها 
        مازلت أذكرها وأذكر فضلها 
يغريك من الدنيا حلاوة محتواها 
        هذا الفؤاد فماأحب سواها 
حب تمكن لايريد سواها 
        أنين نبض القلب رجع صداها 

  حسن حوني جابر، العراق 

قصيدة تحت عنوان{{ الكرامة رداؤها مُهاب}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{علاء فتحي همام}}


الكرامة رداؤها مُهاب /
لاتخلعنَّ للكرامة رِداءً
فالكرامة رداؤها مُهاب
وأثبت عليها يا صاح
فأنت على الصواب 
وإن كانت للمهانة ديار
فديارها ظلمات يَباب
تأبى الكرامة أن تتخذ
من المهانة لها ثياب 
وللرجولة شيم فشيم
الرجال أصلها غلاب
ولا تُصادق خسيساً
غضيض الطباع سبّاب
ولا تمدحنَّ قليل حياء
فاحش القول عيّاب
فطباعهم ترقُبها الخلائق 
ظلمات وجبال ضباب  
أيا مُلبسبن أصيلاً مهانة 
فهي نصيبكم يوم الحساب 
مُقبّحةجِباهكم ووجوهكم 
تُساء وتذم وتُعاب 
أعمالكم كسراب بقيعة
لا نور فيها ولا ثواب
فلكم الدنيا كما تشاؤون 
ولله المثل والعقاب
فكن ياصاح للخير نِبْرَاساً
يهدي حيث أصاب

كلمات وبقلم / علاء فتحي همام  ،، 

قصيدة تحت عنوان{{لن ننفصل يوماً}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمـــــــان كاااامل}}


 لن ننفصل يوماً

بقلم // سليمان كاااامل
*************************
أنا القلب................وأنت نبضي
وأنا رئة...............وأنت أنفاسي

رحماك رحماك............لاتتركيني
لنبضي وأنفاسي.. بينهما أقاسي

سافرت فيك.............كل مبتغى
أرهقتُ فيك........قلمي وكراسي

داريتُ عني ............آلام هجر 
أشعلتِ حنيني....... فمن يواسي

هذا بريدي............. أرسلته إليك
ذكر ونظرة..............بألسن الناس

رَوُوُا عني..................وعنك قصة
مازال وقعها.......بليلى والأماسي

ليس بيننا.................غربة وهجر
ولا صمت بَهيم يداري إحساسي

وكل الذي............... يعتمل بقلبي
حنيني إليك.......وليس وسواسي

وللنبض حديث........أنت تسمعيه
وحدك تألفيه.........بيقظة ونعاس

فأنا حلم...............يداعب خيالك
وأنت الحقيقة....وصوت نبراسي
**************************
سليمـــــــان كاااامل.... الإثنين
2025/2/17

قصيدة تحت عنوان{{توأم روح}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{عاطف خضر}}


 توأم روح 

.....
لي توأم روح
هو لي دواء للروح
كل جمال منه يفوح
أراه بين الحروف
فرقت بيننا الظروف
هو لي أمان من الخوف 
مهما قلت فيه أو وصفت
أبدا أبدا ما وفيت
بهي الطلعة أنيق رقيق 
مثل البدر لا يعرف الليل إلا به
علامة ودليل النقاء 
رائق مثل لون السماء 
كريم جواد مثل الجياد
نبيل الاخلاق فارس مغوار 
لا أعرف سواه 
ولا  أهتم بغيره
هو كاف لعلة قلبي
تنتابني الحيرة وتقتحمني الوحدة 
حين يغيب عني وأفتقده
تمنيت لو أمتطي صهوة جواد 
وأسافر عبر الزمن
كي لا يغيب عني طرفة عين 
لديه سحر لا يقاوم
وحضور لا يقارن 
نعم أنت توأم روحي
وستظل أنت نبضي الذي لا يتوقف 
عاطف خضر

قصة قصيرة تحت عنوان{{ورد البنفسج}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الواعدة {{مها حيدر}}


ورد البنفسج 

في مدينة صغيرة مشهورة بجمال حقولها وحسن منظرها وكثرة أزهارها، التي كان أشهرها ورد البنفسج بل أغلبها، كان كل شيءٍ لونة بنفسجي، ولا يسمح بلون غيره.
كان يعيش هناك رجل مسن طيب يحبه الناس ويحترمونه كثيرًا، خلال سيره البطئ، وجد زهرة ذابلة على الأرض لا أحد يهتم لها بسبب لونها الأسود المختلف.
قرر الاعتناء بها، وضعها في وعاء صغير، وسقاها بالماء، هامسا لها : 
-لا تخافي .. سأهتم بك، أنت متميزة، سأكون مثلك.
قرر الرجل أن يلبس اللون الأسود بدلًا من البنفسجي، حبًا بالتغيير، بعد أن أصابه الملل، وخرج إلى شوارع المدينة، أصبح الآخرون ينظرون إليه باستغراب، لِمَ يلبس هذا اللون؟! ألا يعلم إنه ممنوع؟!
وصل الخبر للأمير المغرور، وقرر معاقبته كي لا يتكرر الأمر.
وعلى الفور حضر الوزير مع حرسه، وقال بغضب للعجوز : 
-الأمير يريدك، هناك شكوى ضدك، هيا معي.
تفاجأ كثيرًا بذلك، وذهبا إلى الأمير  محاطين بالحرس. 
قال الرجل العجوز : 
-مرحبًا سيدي .. لقد طلبتني، هل هناك مشكلة؟
رد الأمير بتكبر : 
-بسبب هذا اللون المزعج الذي تلبسه، أثرت مخاوف الناس بأن يراك أولادهم ويقلدونك، فتخرب عقولهم، لذا تقدموا بالشكوى منك، الويل لك أن غيرت لوننا وقوانيننا مرةً ثانيةً.
سكت العجوز، ونكس رأسه محاولًا جمع أفكاره.
في اليوم التالي، لبس الأسود أيضًا، اِنصدم صديقه، وقال له : 
-لماذا لبسته مرة أخرى، ألم يمنعك الأمير؟!
أجاب واثقًا : لقد مللت من اللون البنفسجي، من حقي أن ألبس أي لون أريد.
أرسل الأمير جنوده، وأحضروا الرجل العجوز أمامه.
قال بغضب : ألم آمرك أن لا تلبس الأسود، أم أنك تريد التمرد والعصيان؟ 
رد بسكينة وهدوء : 
-يا سيدي .. من حقي أن ألبس ما يعجبني، أنا لم أفعل شيئًا مخالفًا للقانون، لم أقتل، لم أسرق، لم أعتد على أي شخص.
رد الأمير صارخًا : بكل جرأة ترد عليّ .. 
أيها الحراس خذوه إلى السجن ليقضي هناك كل حياته. 
وهذا ما حصل ..
علم الناس بذلك، حزنوا والدموع تسيل من عيونهم، ذهبت السعادة والحب، وفجأة تحولت المدينة إلى سوداء.

مها حيدر