- يا ليتَ قلبي -
يا ليتَ قلبي إذا ناديتهم وصلوا
أو عانقَ الصوتُ بالأشواقِ أسفارُ
قد باعدَ الدهرُ ما بيني وبينهمُ
لكنّهم في دمي نبضٌ وأنوارُ
أُرسل لهم كلَّ يومٍ نجمةً وغداً
يأتي بهم نحو عينيّ مشوارُ
فالعُمرُ ما كانَ يحلو دونَ ضحكتهم
والدارُ ما زالَ فيها البُعدُ ينهارُ
أشتاقُهم كلَّ يومٍ مثلما عطشَت
أرضٌ ليحملها للغيثِ مدرارُ
يمضي بهم حُلمي نحو اللقاءِ كما
يجري إلى البحرِ في الآفاقِ أنهارُ
أوصَيتُ بالحُبِّ هذي الريحَ تحملُهُ
وأرسلتُ شوقي لهم طيفاً وأذكارُ
يا ليتَهم لحظةًفي الحُلمِ يجمعُنا
لو خاننا الوصلُ والأيامُ أعذارُ
أشتاقُ أيامَهم إذ كنتُ أحملَهم
والمهدُ يرقصُ والأحلامُ أزهارُ
أجري فأضحكُ والأيدي تُلاحقني
كالفجرِ يعزفُ للأنسامِ مزمارُ
أنسابُ في فَرَحٍ والبيتُ يجمعُنا
لا بُعدَ يوجِعُ.. لا دمعٌ ولا نارُ
واليومَ وحدي لا ذكرى تؤانسُني
كأنَّها العِطرُ في الأرجاءِ أمطارُ
كانوا صغاراً وقلبي كان يحضنُهم
واليومَ قلبي لهم شوقٌ وإكبارُ
يا غائبينَ وقلبي لكم وطنٌ
مهما ابتعدتُم فإنَّ القلبَ سِنوارُ
إن طالَ بُعدُكمُ فالودُّ يجمعُنا
والحُلمُ بابٌ به الأرواحُ تختارُ
سيجمعُ اللهُ بينَ القلبِ والروحِ
وتنتهي بعدَ طولِ البُعدِ أقدارُ
لكنَّني واثقٌ أنّي سألقاكم
يوماً وتزهو بكم في الدارِ أنوارُ
ويملأُ البيتَ أصواتٌ أعرفُ النغمَ ال
عذبَ فيها ويُحيي الروحَ تِذكارُ
وأضمهم يا لروحي حين تلمسهم
كأنَّني قد حظيتُ العُمرَ أقمارُ
يا فَرحةَ العُمرِ لا تبقي مؤجلةً
قد آنَ للقلبِ أن يُروى ويختارُ
صفوح صادق-فلسطين
١٩-٢-٢٠٢٥.