الاثنين، 9 ديسمبر 2019

بحث تحت عنوان{{ رافع بن عميرة الطائي }} بقلم الباحث العراقي القدير الاستاذ {{د. صالح العطوان الحيالي}}

رافع بن عميرة الطائي
ــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 4-12-2019
أبو الحسن رافع بن عميرة بن جابر بن حارثة بن عمرو بن مخضب بن حِرْمِز بن لبيد بن سِنْبس بن معاوية بن جَرْوَل بن ثُعَل بن عمرو بن الغوث بن طيئ الطائي السِّنْبسي ...  قال مسلم وأبو أحمد الحاكم: أن لرافع صحبة......   صاحب أبا بكر الصديق رضي الله عنه في سرية ذات السلاسل تحت قيادة عمرو بن العاص في زمن النبي عليه السلام.....قال رافع: لما كانت غزوة ذَات السلاسل قُلتُ لأختارنّ لنفسي رفيقًا صالحًا، فوفق لي أبو بكر فكان ينيمني على فراشه، ويلبسني كساءً له من أكسية فَدَك. فقلت له: علّمني شيئًا ينفعني. قال: اعْبُد الله ولا تُشْرِكْ به شَيْئًا، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ، وَتَصَدَّقْ إِنْ كَانَ لَكَ مَالٌ، وَهَاجِرْ دَارَ الكُفْرِ، وَلَا تَأََمَّر على رَجُلَيْنِ.كان رافع بن عميرة السنبسي الطائي يغدي أَهْلَ ثلاثة مساجد يسقيهم الحَيس وما لَهُ إلا قميص واحد هو للبيت وللجمعة
 كان دليل جيش خالد بن الوليد عندما قطع الصحراء في خمسة أيام من العراق إلى الشام، حيث أعتمد عليه المسلمين في سلك طريق الصحراء، وكان مع خالد بن الوليد عشرة ألاف مقاتل، طلب منهم الخليفة أبو بكر الصديق، أن ينتقلوا من العراق إلى الشام لقتال الروم مع أبو عبيدة بن الجراح في معركة اليرموك. 
  وفيه قيل:
لله دَرُّ رَافِـعٍ أَنَّــــى اهْتَـــدَى فَوَّز مِنْ قُرَاقِرٍ إِلَـى سُـــوىَ
خمْسًا إِذَا مَا سَارَهَا الجِبسُ بَكَى مَا سَارَهَا مِنْ قَبْلِهِ إِنْسٌ يُرَى
قالت طيئ: هو الذي كلمه الذئب، كان لصًا في الجاهلية فدعاه الذئب إلى اللحوق برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. قال ابن إسحاق: ورافع بن عميرة الطائي، تزعم طيئ أنه الذي كلمه الذئب، وهو في ضأن له، فدعاه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال رافع في ذلك:
رَعَيتُ الضَّأْنَ أَحمْيهَـا بِكَلْبِـــي مِنْ الَّلصْتِ الخَفِـيِّ وَكُــــلِّ ذِيبِ
وَلَمَّا أَنْ سَمِعْـتُ الذَّئْـبَ نَادَى يُبشِّرُنِي بِأَحْمـدَ مِـنْ قَـــــــــرِيبِ
سَعَيتُ إِلَيْهِ قَدْ شَمَّـرْتُ ثَوْبِـي عَلَى السَّاقَينْ قَاصِـدَةَ الرَّكِيـبِ
فَأَلْـفَيْتُ النَّبِـــــــــــيَّ يَقُــــولُ قَـوْلًا صَدُوقًا لَيْـسَ بِالقَـوْلِ الكَذُوبِ
فَبَشَّرَنِي بِقَـوْلِ الحَـقِّ حَتَّــــــــــى تَـبَـينّتُ الشَّــــــــــــرِيـعَـةُ لِلْـمُنِيـبِ
وَأَبْصَرْتُ الضِّيَاءَ يُضِيءُ حَوْلِي أَمَامِي إِنْ سَعَيْتُ وَمِـنْ جَنُوبِـي
صاحب أبا بكر الصديق رضي الله عنه في سرية ذات السلاسل تحت قيادة عمرو بن العاص في زمن النبي عليه السلام.
قال رافع بن عمرو: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً، وأمر عليهم عمرو بن العاص وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال: دلونا على رجل دليل يختصر الأرض ويأخذ غير الطريق؛ فقيل له: ما نعلم أحداً يفعل ذلك غير رافع بن عمرو؛ فدلوا علي فكنت دليلهم.
كان رافع لصاً في الجاهلية، وكان يعمد إلى بيض النعام، فيجعل فيه الماء فيخبأه في المفاوز. فلما أسلم كان دليلاً بالمسلمين.
قال رافع بن عمرو الطائي: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على جيش السلاسل، وبعث معه في ذلك الجيش أبا بكر وعمر وسراة أصحابه رضي الله عنهم؛ فانطلقوا حتى أتوا جبل طيئ، فقال عمرو بن العاص: انظروا رجلاً دليلاً يجتنب بنا الطريق، فيأخذ بنا المفاوز؛ فقالوا: ما نعلمه إلا رافع بن عمرو، فإنه كان ربيلاً في الجاهلية والربيل: اللص الذي يغدو على القوم وحده فيسرق قال رافع: فلما قضينا غزاتنا انتهينا إلى المكان الذي خرجنا منه؛ فتوسمت أبا بكر رضي الله عنه، فأتيته فقلت: يا صاحب الخلال؛ توسمتك من بين أصحابك يعني فأوصني فقال: أما تحفظ أصابعك الخمس؟ قلت: نعم، قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله؛ وتقيم الصلاة الخمس؛ وتؤدي زكاة مال إن كان لك؛ وتحج البيت؛ وتصوم شهر رمضان؛ هل حفظت؟ قلت: نعم، قال: لا تأمرن على اثنين، فقلت: وهل الإمارة إلا فيكم أهل المدر؟! قال: لعلها أن تفشو حتى تبلغ من هو دونك، إن الله عز وجل لما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم دخل الناس في الإسلام، فمنهم من دخل لله فهداه الله، ومنهم من أكرهه السيف؛ فكلهم عواذ الله وجيران الله؛ إن الرجل إذا كان أميراً فتظالم الناس، فلم يأخذ لبعض من بعض انتقم الله منه؛ إن الرجل منكم لتؤخذ شاة جاره، فيظل ناتئاً عضله غضباً لجاره، والله من وراء جاره. قال رافع: فمكثت سنةً، ثم إن أبا بكر استخلف، فركبت، ما ركبت إلا إليه فقلت له: أنا رافع، لقيتك يوم كذا وكذا، فنهيتني عن الإمارة ثم ركبت أعظم من ذلك أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم! قال: نعم، فمن لم يقم فيها كتاب الله فعليه بهلة الله عز وجل.
وكان يقال لرافع: رافع الخير.
وهو الذي قطع ما بين الكوفة ودمشق في خمس ليال. وقال فيه الشاعر:
لله در رافع أنى اهتدى ... فوز من قراقر إلى سوى
خمساً إذا ما سارها الجبس بكى 
قال ابن إسحاق: رافع بن عميرة الطائي فيما تزعم طيئ الذي كلمه الذئب وهو في ضأن له يرعاها. دعاه الذئب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره باللحوق به. وأنشدت طيئ شعراً زعموا أن رافع بن عميرة قاله في ذلك.
قال الهيثم بن عدي وغيره: لما مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمر عمر بن الخطاب خالداً بالمسير إلى الشام والياً من ساعته. فأخذ على السماوة حتى انتهى إلى قراقر؛ وبين قراقر وبين سوى خمس ليال في مفازة، فلم يعرف الطريق؛ فدل على رافع بن عميرة الطائي وكان دليلاً بصيراً فقال لخالد: خلف هذه الأثقال، واسلك هذه المفازة وحدك إن كنت فاعلاً، فكره خالد أن يخلف أحداً؛ فقال له رافع: والله إن الراكب المنفرد ليخافها على نفسه، وما يسلكها إلا مغرر؛ فكيف أنت بمن معك! فقال: لا بد وأحب خالد أن يوافي المفازة ويأتي القوم بغتة فقال له الطائي: إن كنت لا بد من ذلك، فابغ لي عشرين جزوراً سماناً عظاماً، ففعل، فظمأهن ثم سقاهن حتى روين، ثم قطع مشافرهن، وشرط شيئاً من ألسنتهن، وكعمهن لئلا تجتر، لأن الإبل إذا اجترت تغير الماء في أجوافهن، وإذا لم تجتر بقي الماء صافياً في بطونهن. ففعل خالد ذلك، وتزودوا من الماء ما يكفي الراكب. وسار خالد. فكلما نزل منزلاً نحر من تلك الجزر أربعاً، ثم أخذ ما في بطونها من الماء، فيسقيه الخيل، وشرب الناس ما معهم؛ فلما سار إلى آخر المفازة انقطع ذلك عنهم، وجهد الناس، وعطشت دوابهم، فقال خالد الطائي: ويحك! ما عندك؟ فقال: أدركت الري إن شاء الله، انظروا، هل تجدون عوسجةً على الطريق؟ فوجدوها، فقال: احتفروا في أصلها، فاحتفروا، فوجدوا عيناً غزيرة، فشربوا منها وتوضؤوا وتزودوا فقال رافع: ما وردت هذا الماء قط، إلا مرةً واحدةً وأنا غلام. فقال الزاجر:
لله در رافع أنى اهتدى ... فوز من قراقر إلى سوى
وفرق خليفة بن خياط بن رافع بن عمرو صاحب قصة ذات السلاسل فذكره في الصحابة، وبين رافع بن عميرة الذي دل خالد بن الوليد على الطريق السماوة حتى رحل بهم من العراق إلى الشام في خمسة أيام، فذكره في التابعين، ولم يصب في ذلك، فإنه واحد اختلف في اسم أبيه وذكر ابن إسحاق في المغازي أنه هو الذي كلمه الذئب فيما تزعم طيئ وكان في ضأن يرعاها فقال في ذلك:
فلما أن سمعت الذئب نادى
يبشرني بأحمد من قريب
فألفيت النبي يقول قولا
صدوقا ليس بالقول الكذوب
وروى الطبراني من طريق عصام بن عمرو، عن عمرو بن حيان الطائي، قال: كان رافع بن عميرة السنبسي يغدي أهل ثلاثة مساجد يسقيهم الحيس وما له إلا قميص واحد وهو للبيت وللجمعة.

المصادر 
ـــــــــ 
1- الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر
2- مغازي الواقدي
3- سبل الرشاد للشامي
4- مختثر تاريخ دمشق لابن منظور
5- الاصابة في تمييز الصحابة
6- الطبقات الكبرى
7- اسد الغابة
8- بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم
9- موسوعة التراجم والاعلام
10- تاريخ خليفة بن خياط
11- التاريخ الكبير للبخاري
12- تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر

ليست هناك تعليقات: