(نمش).
ذلك الطريق المتعرج،
فيه روح وأصداء،
فيه صخور مليئة بالفجوات،
كأنها نمش بين الوجنتين،
شاحبة مصفرة،
مائلة للسواد،
تبكي من عدم وجود الأضواء.
في ذلك الطريق أعمدة،
تقف فوقها بومة تحتضر،
نعيقها يرثي أغنية...(لاترحلي).
ترتجف قدمايخوفاً،
رعباً...
ترتل بشفتيها آيات النسيان.
يصعق أذني دوي الأصوات...
كيف أعبر،
لا أملك صولجان.
في منتصف الطريق
أسلاك شائكة متشابكة،
كأنها في حرب شرسة
ليس منها مفر.
العبور منها خطر،
أريد أن أعبر …
لازلت أنتظر غيمة محملة بالمطر،
تبتل منها شفاهي الظامئة.
فجاءتني سُحب كأنها
حبلى بمسامير "كونكريتة"،
يهطل وابل من الألم.
تشققت قدماي الحافيتان،
ولازلت في بداية السبيل.
أريد الوصول،
أريد البلوغ.
حولي لا حياة،
لا ماء،
وأنا نويت المضي...
حولي يشخر النعسان،
ثعبان يرقص مع السعدان،
قنفذ يتكور حول قدمي،
أشعر بوخز الحسكة،
تؤلمني أطراف أصابعي،
تداويها قارئة الفنجان،
تطالع فالها بفنجان مكسور...
وصحن مبتورة.
تقول لي:
اعبري على ذلك
الجسر المتهالك،
لك الأمان.
فما رأيتِ حولكِ مجرد
نمش في وجه داكن الألوان.
رؤى العقابي
1/يونيو/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق