الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021

قصيدة تحت عنوان{{دُرُوسُ الهُيَامِ }} بقلم الشاعر العراقي القدير الاستاذ {{خالد الحامد}}


 دُرُوسُ الهُيَامِ  



خالد الحامد ... من العراق




خَجُولٌ أُعَانِي بِقَلْبٍ هَفَا
لِعِشْقٍ بَعِيدٍ أجُوبُ الهَوَى

بِكُلِ جُنُونٍ ألُوذُ إِلَيْكمْ
كَطِفْلٍ رَضِيْعٍ وَلَمْ أُفْطَمَا

وَإِنْ ذَاقَ قَلْبِي حَرِيقاً فَإٍنِّي
عُطُوْرُ عِرَاقٍ وَمِنْهُ النَّدَى

فَلاَ تَحْزَنِي إنْ شَعَرتُ بِجَمْرٍ
فَجَمْرُ الغَرَامِ يُزِيحُ اللَّظَى

وَقَلْبِي الشَّغوفُ مَلُولٌ إِذَاما
يَحِلَّ القِطَافُ وَيسري الجَوَى

فَكَوْنِي ربيعاً أكُنْ مِنْكِ زَهْراً
رَبيعي بدُوْنِ الحَبِيبِ ذَوَى

فَدَرْبُ الهُيَامِ دُرُوْسٌ وَ مِنْهَا 
وَفَاءٌ هُوَ القَلْبُ منّا اجْتَبَا

فَلَوْلَا الوَفَاءُ فَمَا كَانَ حبٌّ
وَمَا كَانَ غَيْثٌ يُغِيثُ الثَّرَى

فَلاَ تَرْسُمِ الْحُبَّ دُونَ وَفَاءٍ
كَطَيفٍ أضَاعَ مَعَانِي الرُّؤى

وَلَا تَسْلُكِي فِي دُرُوبِ الخُنُوعِ
فَيَأْتِي القُنُوطُ وَ يَرْسُو الوَنَى 

وَ بَيْنَ الضُّلوعِ بِغَيرِ اكْتِرَاثٍ
وَفَوْقَ الأدِيمِ يَدُورُ الأسَا

فَلاَ تَقنُطِي إنْ جَفَاكِ نَهَارٌ 
بِحلمٍ وَ صَبْرٍ تَشقُّ المُنَى 
  
عُيُونَ الحَيَاةِ بِكُلِ اِشْتِيَاقٍ  
فَتَشْدُو السَّمَاءُ نَشِيدَ التُّقَى 

وَقَلْبِي إلَيْكِ يَؤُوبُ غَرَامَاً
وَيَشْدُو بِلَحْنٍ يُضِيءُ الدُّجَى

وَإِنْ خَابَ مَسْعى القُدُومِ إلَيْكِ
فَيَبْقَى الوَفَاءُ وَ نَرْجُو اللّقَا

فَكَمْ مِنْ بَعِيدٍ تَرَاهُ الْقُلوبُ
وَكَمْ مِنْ قَريبٍ هَوَى وَ كَبَا

وَكَمْ مِنْ عَجُولٍ بَطِيءُ الأَمَانِي
وَكَمْ مِنْ صَبُورٍ سَمَا وَ ارْتَقَى

وَهَذَا قَرِيْضِي فَمَا جَفَّ يَوْمَاً 
جُنُونِي بِهَذَا القَرِيْضِ اِرْتَمَى

فَلاَ تَسْأَلِي كَيْفَ فَاضَ هيامي
لِعِشْقِ الْحَبِيبِ سُهُوبُ الدُّنَى

فَعِنْدَ الوَفَاءِ سَتَشْدُو الحَيَاةُ
غَرَامَاً بَدِيعَاً وَعِشْقَاً سَمَا

ليست هناك تعليقات: