الجزء الثاني
ليلة سوداء
جنى تحدث أبو نوري ياعماه أريدك أن أحدثك مع صديقتي هناء في غرفتنا بعيد عن هذه الضوضاء والجلبة
وافق مستنكرا لكن بإختصار
دخل أبو نوري إلى الغرفة ألقى نظرة متشفية على هناء الجثة الهامدة إلا من بعض الأنفاس تلتقطها بصعوبة .
جنى بثقة وثبات ياعماه نحن قدمنا إلى دياركم طلبا للعلم لم نسمع عن عرب وتركمان إلا من أبنائكم هل يعقل أنني صبحا ألقيت على مسامع تلاميذكم (من علمني حرفا كنت له عبدا )ومساءا تقتادوننا إلى المقصلة كالاغنام أحست جنى بقشعريرة تسري في بدن أبو نوري ثم استشاط غضبا ولوح بيده عازما ضربها صرخت بوجهه كاللبؤة الجريحة( حتى نبينا محمد عليه السلام لا أعلم أن كنتم تعرفوه أخا بين اليهود والنصارى في المدينة المنورة وترك لهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية) أبو نوري يغلي مثل المرجل اصمتي وإلا..تابعت جنى حديثها صونوا الأمانات وردوها إلى أهلها سالمة.وقف أبو نوري متسمرا في مكانه يتمم بهمس شديد ثم قال بسخرية (إذا فلتنفذوا تعاليم دينكم فلتتنقبن بالخمار الأسود ولتجهزن امتعتكن الضرورية سأخبر الفصائل المسلحة في المدينة أنكن في عهدتي حتى منتصف الليل عندها يتولى أمر الغرباء الأمير الجديد سأرى ما يمكنني فعله وخرج من الغرفة مستاءا
أسرعت جنى وأقفلت باب الغرفة بإحكام حدثتها هناء هل يمكننا الوثوق به إنه يكذب هيا لنحاول الهرب عبر البساتين
جنى تعانينها باستغراب آي بساتين يا مغفلة ينتشرون في كل الأمكنة كالجراد ليس بوسعنا سوى الإنتظار والدعاء
الساعة قاربت العاشرة الأصوات في الخارج مدوية هناء وجنى جهزتا أمتعتهما وتنقبتا بالخمار الأسود
الأضواء في الغرفة مطفئة ودقات قلبهما تكاد تتوقف كانت أصوات الأوراق والقطط الضالة المنبعثة من الخارج توحي لهن بأفكار دموية
قطع هذا الصمت صوت هناء الخافت (بعد خضوعنا لمحاكمة هذا الأمير هل يعدموننا شنقا أم رميا بالرصاص) جنى كانت أفكارها أكثر سوداوية تقطع حديثها قائلة (كفاك هراء من ساعة لساعة فرج إلهي يامغيث الملهوفين و مجيب الدعوات عفوك ولطفك ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين)
ثم سمعت صوت تكتكات على النافذة ركضت وأزاحت الستائر بحذر قالت باستغراب (إنه حنا الطالب المسيحي في السنة الثانية ما الذي قدم به إلى هنا حتى التحية لم يكن يلقيها على مسامعنا )
هناء بابتسامة صفراء هل تظنين أنه روبن هود وأتى لنجدتنا أنه المدلل روح أمه اذا لسعته بعوضة يسعف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق