الاثنين، 27 ديسمبر 2021

خاطرة تحت عنوان{{ غُرْبَةُ الزّمَانِ وَالمَكَان }} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{ عزالدين الهمامي}}


 غُرْبَةُ الزّمَانِ وَالمَكَان

***
هُنَاكَ لحَظاتٌ نَشعُرُ بِالغُربَةِ بِمَعنَاهَا الرُّوحِي العَمِيق عَن أنَاسٍ هُم جُزْءٌ مِن حَيَاتنَا اليَومِيّة ، وَأحْيَانًا
نَنظرُ إلى تِلكَ الوُجُوه التِي كَانَتْ قَد عَايَشتْهَا أرْوَاحُنَا لِسَنوَاتٍ طَوِيلةٍ لِنَكتَشِفَ أخِيرًا أنّهَا أغْرَبُ الوُجُوهِ، فَنَشْعُرُ بِغُربَة الزّمَانِ وَالمَكَان ، حِينَهَا تَسْقطُ كُل الصُّور فَيَنْتَابُنَا شُعُورٌ بِالتّلاشِي وَالترَاجع إلى دَاخِلِنَا كي نَنحَتَ لحَظاتٍ لا تُنسَى. وَعِندَهَا فَقط سَنُخِيطُ مِن الأحْزَان طرِيقًا نَعْبُرُهَا، وَقَدْ اتّكأتْ عَليْنَا كُل قَسْوَةِ الدُّنيَا و نَحنُ نَنتَظِرُ مِنهَا مَا لمْ نَجِدْهُ فِيهَا حَتى أننَا لمْ نَعُد نَنتَظِرُ مَجِيئهَا حِينَهَا سَتُعَلمُنَا تِلكَ الأحْزَان أنْ نَتَوَقفَ عَنْ جَلدِ أيَّامْنَا، وَأنْ نَتَصَالحَ مَعَ خَيْبَاتنَا دُونَ أنْ تُسْنَدَ ظُهُورنَا لِمُتّكَئٍ،  حَتّى نَتَعَلمَ مِن أحْزَانِنَا أنْ نَدُوسَ عَلى الأشوَاكِ التِي تُغْرَسُ أسْفَلَ أقدَامنَا وَلا نُعِيرُ اهتِمَامًا لِصِغَارِ الأمُورِ، فَتُعَلمُنَا أحْزَاننَا أنْ لا نَطْلُبَ شَفَقَةٍ أوْ حُبًّا مِن أحَدٍ،وَ حِينَهَا فَقَط سَتَعْلمُ يَا ابْنَ أمِّي إذَا ضَاقَتْ بِكَ الدُنيًا وأغْلقَ الشِتَاء أبْوَابَ بَيْتِكَ، وحَاصَرَتكَ  قَسَاوَة الأيَّام مِن كُلِّ مَكَان، فَانتَظِر رَحْمَتًا مِن السّمَاء مَعَ قُدُومِ الرَّبِيع وَافتَحْ نَوَافِذَ قَلبِك لِنَسَمَاتِ الحُرِيّة والهَوَاءِ النَقِي وانْظُرْ بَعِيدًاً سَوْفَ تَرَى الشمْسَ وهِي تُلقِي خُيُوطهَا الذهَبِيّة فَوْقَ أغْصَانِ قَلبكَ لِتَصْنعَ لَكَ عُمُرًا جَدِيدًاً وحُلمًا كَبِيرًاً..
***
عزالدين الهمامي
بوكريم – تونس
27/12/2021

ليست هناك تعليقات: