الأحد، 8 مايو 2022

قصيدة تحت عنوان{{دعيني أتأمَّل}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


 دعيني أتأمَّل

---------------------------
دَعِينْي أَتَأمَّلْ أنَا مُنذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ بِحَاجَةٍ
              إلَى التَأمُلْ
وبِحَاجَةٍ إلَى عَينَينْ فِيهِمَا أُولَدُ وفِيهِمَا
                أرحَلْ
إنِّي بِحَاجَةٍ إلَى وَطَنٍ غَيرِ الوَطَن وإلَى
       شَمسُ غَيرِ الشَمسِ
وبِحَاجَةٍ أنْ أشرَبَ مِنْ كَأسٓ عَينَيكِ
             حَتَى أُثمَلْ     
دَعَيني أتَأمَلُ وأُعِيدُ بِنَاءَ أشعَارِي وأُعِيدُ
             بِنَاءَ حِسي المُهمَلْ
مَاكَانَ لِي غَيرُ النَظرةِ العَابِرَةِ والآنَ أتَأمَلْ
فَاترُكِيني فِي دُنيا عَينَيكِ أعيشُ دَعِيني
 في شَوَاطِئهَا أبحَثُ وأُنَقِبُ وأتَجَولْ
إنِّي رَأيتُ البَهَاءَ ورَأيتُ الضِيَاءَ ورَأيتُ
الصَفَاء ورأيتُ  قِبلَةُ الحُبَّ وهِيَ تَتَحَول
رَأيتُ فِيكِ عَودَةَ الفَجرِ ورَأيتُ الَليلَ وهوَ 
            وهوَ يُقتَلْ
امرَأةُ قَدْ جَائتنِي لِتَعِيشَ فِي جِلدِي وفي
         قَلبي تُزلزِلْ
يَا امرأةً خُلقَ لَهَا الحُبُّ ولَهَا أنْ تُعطِي 
          ولَهَا أنْ تَبخَلْ
دَعِيني أبكِي إنِّي بِحَاجَةٍ إلى الَبُكَاءِ أمَامكِ
عَلى كُلَّ مَاضَاعَ مِني دُونَ أنْ أعتَرَضَ 
              دُونَ أن أسألْ
غَزَوتُ ألفَ امرأةٍ ومَاكُنتُ أعرِفُ مَاهوَ التَأمُل
كَانت تَحمِلُني شَوَاطِئهُنَّ مِن بَحرٍ لِبَحرٍ أرحَلْ
وحَسِبتُ نَفسي مِنَ العُشَاقِ والأحَرى أنَنِي 
                كُنتُ أتسَولْ
طِفلٌ يَشرَبُ مِنْ ألفِ صَدرٍ ومِنْ كُلَّ جَزِيرةً يَأكُل
ويَبقَى الظَمأُ ويَبقَى الجُوعُ فِى قَلبٍ يَتِيمٍ يَتَسول 
أنتِ مِنحَةُ الأمانِ والدِفءِ لِقَلبِ مُشَرَّدٍ ضَائعٍ
               أنتِ مَسكَنُهُ الأمثَلْ
دَعِيني أتكلمُ عَنكِ فَحِينَ رأيتُكِ كُلُّ شىءٍ تَحَول 
تَحَوَّلَ صَوتُ الطَيرِ على الشَجرِ أصبحَ يُطرِبُ
             أصبحَ أجمَلْ
وكُلُّ صَبَاحٍ يَأتِيني بِرَبِيعٍ بَاسِمٍ ووَلَى الخَرِيفُ 
                 الذِي كَانَ يَأكُلْ
دَعِينى أكتُبُ اسمي بَينَ العُشَاقِ وأُعلِنُ الحُبَّ 
              دُونَ أنْ أخجَل
وأزرَعُ أحلَامًا جديدةً وحُقولًا جديدةً وأعلِنُ 
             مِيلاَد  عِشقِي الأول
وأرسُمُ لَوحَةً بِلَونُ حُبِّي يا امرأةً يا امرأة 
مَالَهَا على الأرضِ بَدِيل يَا أجمَلَ مِمَّا كُنتُ أتَخَيل
دَعِينى أُسميكِ اسمًا جديدًا وأمنَحُكِ لَقبًا جديدا
   أنَا  بتَنصِيبِكِ اليومَ مُخَوَّل
وأعطِيكِ مَاتَستَحِقين فَلاَ تَحزَني عَلى مَاضَاعَ
           مَاضَاعَ مِنَ العُمرُ الأوحَل
دَعِيني يَاطِفلَتي أُقدِّمُ حُبي وأشواقي حَلوىَّ
             إلى عَينَيكِ
وأستَعِيرُ كُلَ جَميلٍ لأهدِيهِ لِطِفلَةُ هيَ الأجمَل
واُضِيفُكِ مَذاقًا جَديدًا لِلكَأسِ ومُفرداتٍ جديدةً
             في كُتُب الشِعرِ
وزَهرةً فَرِيدةً بَينَ الزهورِ لاَ تَجِفُّ ولاَ تَذبُلْ
وأحِبُكِ بأسلوبي، فَكُلّ طقوسِ الحبِّ لاَتَكفِيني
 لاَ تَكفِيني وإن عِشت ألفَ عمرٍ أطول
دَعِينى أختَرِعُ مِنْ عَينَيكِ خَمرًا جديدةً وقصيدةَ
وقصيدةَ حُبٍّ جديدةً تَكُونُ للشُعراءِ مذهَباً ومَنهَل
يَانَوبَاتِ عِشقٍ تَضرِبُ بِجنونٍ وبِجنُوني أكتُبُ
وبِجنُوني أعشقُ وسَيبقَى جُنُوني إلى يوم أرحَل
اقتَرِبي إنِّي بِحَاجَةٍ إليكِ وبِحَاجَةٍ إلى التَأمُلْ
•••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى /ديوان/بقايا حلم

ليست هناك تعليقات: