ثُلاثِيةُ الأَعذَار
-------------------------------------------------------------------
عُذراً أبقَيتُكَ عَلَى العَرشِ وأنتَ
وأنتَ رمَادٌ عَلى الأرضِ
واستَأمَنتُكَ عَلَى حَدَائِقي وأنتَ
تَكرهُ حيَاةُ الوَردِ
وأسكَنتُكَ بِوَادٍ لا يَسكُنَهُ مِثلُكَ
ومِن خَيبَاتِكَ صَنعتُ لَكَ المَجدِ
وسَقَيتُكَ كَأسَ مَا أغنَاكَ عَنِ القَتلِ
ومَا أثنَاكَ. أبدًا عَن نبذِ العَهدِ
عُذرًا وعُذرًا فَمَا حِيلَةُ الأعذَار
وفي سَاحةِ الغَدرِ صَرحُ الهَوى إنهَار
أتَيتُكَ بَاكِيًا وعُدتُ بَاكِيًا
فَمَا أغنَاني الحُبُ عَنِ الدَمعِ
ومَاأغنَاني الشَوقُ عَنِ الوَجدِ...عُذرا
عُذرا
أسكَنتُكَ حُبًّا بِفُؤادِي ومَاكَانَ الفُؤادُ
أبداً مَسكَنك
وزَرعتُكَ أفراحًا وأحلامًا في دُنيا
كَانت تَقلَعَك
وضَاقَتْ عَلَيكَ الأرضُ بِمَا رَحُبتْ فَكَانَ
صَدري مَوسِعَك
وكُلُّ الشَوَاطِئِ كَانت لَكَ مَنفىً وعَيني
كَانتُ مَوطِنك
عُذرًا عُذرًا وخِتَامَهُ أعذارٌ
لاَ كُنتَ لي حِصنٌ ولاكُنتُ لِي دَارٌ
أتَيتُكَ زَهرًا وعُدتُ غَدرًا
فَمَا أثنَاكَ الحُبُ عَنِ القَتلَ
ولاَ هَذَا الحنَانُ أبطَلَ السِمُ بِفَمَك...عُذرا
عُذراً
جَعَلتُكَ قِبلَةَ أشعَاري وأنتَ كَافِرٌ
بِقُدسيةِ الشِعرِ
ووَليتُكَ مُدُني العَبَاسِيَة وحُزني
الشِيعِي المُنتَشرِ
سَألتُ الليلَ يَأتِيني بِشِعرٍ تُؤمِنُ بِهِ
وفي صَدرِكَ يَرسٌو
فَمَا أتَاني الَليلُ إلا بِأبيَاتٍ تَبكِي عَلى
الحُبَّ وتَعتَذرُ
بَرِأتَ مِنْ كُلِّ مَاكَتَبتَهُ مِنَ الشِعرِ
وعِشتُ بِواقعِيَة المَوتِ ومَرَارةِ القَهرِ
عُذرًا وعُذرًا فَشِعري صَارَ أعذَارَا
لاَ الحُبُ كَانَ حُبا ولاَ المُنى هَزمَ الأقدارا
أتَيتُكَ سَائٓلاً وعُدتُ مُتَوسَّلاً
فَمَا أغنَاني رِحَابُكَ عَنِ الألمِ
ولاَ بَرَأتي أوقفت رِيَاحَ الغَدرِ
عُذراً
••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى / ديوان / قال لي سنلتقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق