{ صَهِيلُ خَيْلِنَا وَخلخالِنَا }
سَبْعُونَ سَنَةٍ
وَنَحْنُ نَشْحَذُ سُيُوفِنَا
مِنْ أَجْلِ يَوْمَ النَّصْرِ
سَبْعُونَ سَنَةٍ
وَنَحْنُ نُسَمِّنُ وَنَعْلِفُ خَيَّلْنَا المُحَرِّرَ
فَقَدْنَا ثَرْوَاتِنَا
وَأَكَلْنَا مِنْ أَجْلِهُ عَفَنَ خُبْزِنَا الأَخْضَرُ
دُونَ وَجَلٍ
سَبْعُونَ سَنَةٍ
زَرَعْنَا بَيَادِرَ أَحْلَامِنَا بِزُهُورِ الآَمَلِ
رَوَيْنَاهَا بِأَنْهُرِ الدُّعَاءِ
وَاِنْتَظَرْنَا أَنْ يَأْتِيَ الحَصَادُ عَلَى عِجْلٍ
فَحَصَدْنَا سَنَابِلُ الخَيْبَاتِ
بَعْدَ أَنْ طُحِنَتْ بِخَنَاجِرِ النَّكَسَاتِ
وَعُجِنَتْ أَنْفَاسِنَا بِآلَافِ الآهَاتِ
عَلَى حُلْمِنَا المُنْدَمِلُ
.... 2
سَبْعُونَ سَنَةٍ
نُخَيِّطُ أسرجة لِخَيْلِنَا
مِنْ خُيُوطِ فَجْرِنَا وَلَيْلَنَا
غَسَلْنَاهَا بِمَاءِ دُمُوعِنَا
حَتَّى جَفَّتْ وَغَارَتْ
وَاِبْتُلِيَتْ بِالعَمَاء
لِكَيْ تُهَمْهِمُ خُيُولِنَا بِالمَيْدَانِ وَتَصْهَلُ
سَبْعُونَ سَنَةٍ
وَنَحْنُ نُرَاقِبُ خَيْلَ عُرُوبَتِنَا
إِنْ تَطْلِ بِرَايَاتِنَا المُظْفَّرَة
وَخَلْفَهَا تَزْأرُ وُجُوهُ فُرْسَانِنَا
وَلَمْعَة سُيُوفُهُمْ تُضِئْ السَّمَاءَ
اِنْتَظَرْنَاهَا كُلَّ فَجْرٍ وَكُلُّ مَسَاءٍ
فَلَمْ نَرَى فِي سَمَائِنَا طَائِرا
وَلَمْ يَلْفَحْ وَجْهَنَا عَجَاجِ خَيْلِنَا الثَّائِرِ
اللاَهِثُ المُحَمْحِمَ
وَلَمْ يَمُرَّ مِنْ أَمَامِنَا جَيَّشَ العَرَمْرَمَ
وَلَمْ تَتَكَحَّلْ الأَرْضُ بِظِلَالِهَا
وَلَمْ نَرَى نَاقَةً وَلَا جَمَلٌ
.... 3
سَبْعُونَ سَنَةٍ
دَاقَ صَبْرِنَا
كَتَبْنَا بِهِمْ شَعْرًا
حَتَّى جَفَتْ المحبرة
هَجَّاهُمْ دَرْوِيشٌ وَالقَاسِمُ
وَنِزَارُ وَمُظَفَّرْ
فَلَاحَقُوهُمْ إِلَى أَبْوَابٌ المَقْبَرَة
رَسَمَهُمْ عُرَاةٌ حُنْظَلَة
فَشِيدُوا لَهُ عَلَى أَبْوَابُ مَدَائِنِهِمْ مِقْصَلَة
قَرَأْنَا لِهُمْ المَعُوذَتَيْنِ
فَلَمْ تَرْحَلْ مِنْهُمْ لَعْنَةُ الشَّيَاطِينَ
وَلَمْ تُنَفِّعْ الرُّقْيَةُ وَلَا المَبْخَرَة
فَاضَ يَنْبُوعُ قَهْرِنَا
فَلَمْ يُهْمِمْ الأَبْجَرَ
وَلَمْ يَرْكَبْ صَهْوَةَ خَيْلِهِ
وَيَتَنَحْنْحٰ عَنْتَرَة
مِنْ فَوْقِ التِّلَالُ وَيُصَيِّحُ للنزال
وَلَمْ تُحَزِّمْ لِحَمْلَة التَحْرِيْر سَنَائِمُ الجَمَالُ
وَلَمْ نَرَى خُيُول
مَالكِ وَعَوْفٍ وَصَالِحٌ
وَاِبْنُ هِلَالٍ
وَلَمْ نَسْمَعْ صَهِيلُهَا
وَلَمْ تَرْفِسْ حَتَّى البِغَالُ
وَالصَّبْرُ بِدَاخِلِنَا ذَابَ واضْمَحَل
.... 4
سَبْعُونَ سَنَةٍ
وَصَرَخَاتُ الدُّعَاءِ وَصْلَتْ أُذُنُ السَّمَاءِ
فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُمْ حِسًَّا وَلا هَمْسًا
أَوْ صَوْتًا يُرْعِدُ أَوْ نِدَاءٌ
أَوْ سَيْفًا يُلَمِّعُ كَعَيْنِ العَنْقَاءَ
مِنْ فَوْقِ صَهْوَةِ الشَّهْبَاءِ
أَوْ هَمْهَمَةُ سُلْطَانٌ مِنْ السَّلَاطِين
يَشْبَهُ صَلَاح الدِينِ
يَقُولُ لِلقُدْسِ
أَيْنَ مِنْكِ الوِصَالِ
سَأُعِيدُ الرُّوحَ لِمَعْرَكَةِ حِطِّين
وَلِيَكْتُبَ التَّارِيخَ نِضَالِي
فَزَمَنُ الاِحْتِلَالِ
فِي عَهْدِ الرِّجَالِ قَدْ آفَلَ
..... 5
سَبْعُونَ سَنَةٍ
ووإِسْلامَاه
أَصْدَاءَهَا سَمِعَتْهُ الشُّهُبُ
مِنْ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ
وَمَالَتْ نَحْوَ الجَنُوبِ وَالشَّمَالِ
وَأَيْقَظْتْ غَفْوَةَ رُؤُوسِ الجِبَالِ
وَفُرْسَانُ عُرُوبَتِنَا
فِي أَنْدِيَةِ اللَّيْلِ تَغْفُو
عَلَى أَحْلَامُ الخَيَالِ
تُعَرْبِدُ وَتَتَلَكَّعُ عَلَى دَرْبِ الجُنُونِ
وَ بِالخَمْرِ تَتَعَطَّرُ
تَرَفُّعُ الكَأْسِ وَتَتَكَرَّعُ
وَتَقُولُ للغَاوِيَاتِ تَعَالَيْ
خُذِي مَا تُرِيدِي مِنْ خَيْلِنَا وَأَكْثَر
خُذِي سُيُوفِنَا المُذَهَّبَةَ وَاِصْهَرِيهَا
وَاِجْعَلِيهَا خلخالًا فِي عُنُقِ قَدَمِكِ
يتغاوى وَيَتَبَخْتَر
وَمَدِينَةُ القُدْسُ تَتَحَسَّر
عَلَى حَالِهَا وَحَالِنَا تَدْمّعُ مُنْكَسِرَة
بَعْدَ أَنْ خَابَ الرَّجَاءُ
وكنيسة القيامة
تَدُقُّ أَجْرَاسَ الحُزْنِ كُلُّ مَسَاءٍ
وَالأقصى كُلَّ فَجْرٍ لِهِدَايَةِ أُمَتِنَا
يقرأ سُورَةَ الكَوْثَر
علاء الغريب / كاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق