الجمعة، 18 أبريل 2025

نص نثري تحت عنوان{{نرجس}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{محمد الصغير الجلالي}}


*** نرجس ***

سألتني نرجس لِمٓ جعلتني عاشر الأسماء ؟
فأجبتها : أنتِ الأديبة لا تسألي هذا السؤال !
سألتني و ما أقسى سؤالها : كيف تراني ؟
و كيف السِّنونُ كرُّها و فِرارها ؟
فأجبتها : هي عشر ثم عشر ثم عشر ثم عشر
ثمّ ثِنتان من قاسي السنين !

لست أدري
لِمٓ عوقبت حتى لا تكوني من نصيبي ؟
و اللّه ما لقيت في لغة العُرْب 
و أنا المُروِّضُها ما يليق من كلام
لأقول لمن أهوى : إني أحبّك
و لبيان ما ألاقي
من هُيام و سقامِ

لست أدري 
و أنا المجبول أصلا 
على الجهل بالغيب
و بأسباب الغرام
كلّ ما أدريه أنّ الحبّ مِحنهْ
جرّحت قلبي و روحي 
و كياني .

أنتِ من أنتِ ؟
أنتِ أخت الجنّ أم أخت الأَنامِ ؟
أم همس معسول الكلام ؟
أنتِ عطر الورد أو عبقريّ لحنٍ 
عزفته الجنّ بعودٍ و كمانٍ .

أنتِ من أنتِ ؟
ابنة البحر أم ابنة المتحف ؟
أم ابنة الماضي ؟
أم ابنة الحاضر ؟
أنتِ وزنٌ في قصيدْ
إن ضاع ضاع عذب الكلام.
يا حبّا قديما
غبت ثم عدت .

أنتِ عَبَقُ الماضي المُحلّى .
و لقاءات مساءات جميلهْ .
أنتِ طيف في خيالي .
أنتِ تفاصيلُ قديمهْ 
و جديدهْ .

أنتِ لحْنّ عبقريٌّ
من لُحونِ أُغنياتي.
أنتِ نسمةٌ 
من نُسيماتٍ عليلهْ.
هل أنتِ نرجس
أم حنينُ الذّكريات ؟
كيف أنساكِ
و حبُّكٌ بين لحمي و عظامي ؟

أ. محمد الصغير الجلالي / تونس. 

ليست هناك تعليقات: