الثلاثاء، 1 أبريل 2025

قصيدة تحت عنوان{{عودي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمد رشاد محمود}}


 (عودي) - (محمد رشاد محمود)

في مطلَع أكتوبر من عام 1998 كانت جفوَةٌ أسالَتْ على قَلَمي هذه التَّنَهُّدات :
عُـودي فــــما انبَـــعَثتْ ألحــانُهُ عودي
مُنـــــذُ ارتَحَلـــتِ وجافَتنـي أغـاريـدي 
قَـــدْ صَوَّحَ الهَـــجرُ أزهــاري وبَـرَّحَ بي
حَـرُّ الرَّجـَــــاءِ ومــــا رَفَّـــت أمالــيدي
واستَبدَلَ الـــدَّمعَ بالأفراحِ مِنـــهُ جَوًى
مِــلءَ الجوانِـــحِ ثَـــرًّا غَيــرَ مَشهـــودِ
يــَـــا أُنــسَ ذاتي وكَـأسي لِلــرَّواحِ إذا 
أعيـَـــا الشَّـقاءُ ومَرســـاتي وموعودي
ورَائِـــــــدي لِلــــــرِّضا إن راغَ بي أرَبٌ
وأَسْــلَـــــمَ السُّــهْــدُ آمالــي لِتَنهيــدي
مُذْ غـَـابَ وجْهُـــكِ عَـنْ عَينَيَّ فارَقَني
طِيــــبُ الـرُّقــاد وأَضوَتْني مساهيدي
واسْتَصحَبَ النَّــوحُ أشواقي ودَرَّجَني
مِـنَ المَواجِــــعِ عِربيــــــــدٌ لِعِربيــــــدِ
أُولِي النَّـدِيَّ مَراحًــــا غَيــــرَ ذِي مَرَحٍ
وعـاصِفُ الهَمِّ ضَــــــارٍ في تَجَـــاليدي
وألتَقي الصَّحبَ طَلــقَ الوَجهِ ذا لَهَـفٍ
جَمِّ النُّـــــزاءِ كَظيـــــمِ الوَجدِ مَحشودِ
عُودي عَدَدتُــــكِ ذُخري عِنْـدَ جائِحَتي
ومُرتَجــــايَ إذا أعيَــــتْ مواجِيـــــدي
ما إنْ سَلَوْتُ رُضــــــابًا كُنـْـتُ أرشُفُـهُ
أندَى على الـقَلــــبِ مِنْ صَفوِ العناقيدِ
ومــــا سَــرَى النَّـسمُ إلا خِلـــتُهُ أرَجًــا
مِنْ نــَـاهِدَيْكِ ونَفحَ النَّحرِ والجِيــــــدِ
لَو رَفَّ بالـقَفْـــرَةِ الجَـرداءِ رَقرَقهـــــــا
واحًـــــا ورَقَّ لــهُ فَــــــظُّ الجَـــــلاميدِ
أَو حَفَّ بالأُفــــــقِ سـالَـــتْ كُلُّ غائِمَةٍ
مِن السَّحَـــــابِ وأضرَى اليَنْـعَ بالبِيــدِ
أَو جازَ بالأنْفُسِ الكَــدْراءِ راوَدهــَــــــا
بِشْرُ الـصَّفــــاءِ وتَرديــــدُ الأناشِـــــيدِ
عُـودي فَكُـــلُّ جَمــــالٍ كُـنـْــتُ آنَـسُـهُ
في ظِــــلِّ أهْـــدَابِكِ الوَطْفاءِ مُرصودِ
قَــــدْ وَسَّدَتْهُ جِــــراحَ القَلبِ كُــــربَتُهُ
حتَّى تَجَهَّــمَ لـي فـي غُــرْبَتي عيـدي
تَنَكَّرَ الكَــــونُ غَيـْــرَ الكَــونِ وائْتَزَرَتْ
مِنْــهُ الـفِجَاجُ بِشَـامٍ في الأَسَى سُــودِ 
هِيَ الحَيـــاةُ وِصَــــالٌ لا فِصــــامَ لَـهُ
أَو شِـقـْــــوَةٌ راتِـــــعٌ فيهــا كَمَـــوءودِ
عُودي إلى كَنَـــــفٍ رَخوِ الـظِّلالِ فَمـَـا
يَسـتَنْــضِرُ الــــوَردَ إلا وارِفُ العُـــــودِ
(محمد رشاد محمود)

ليست هناك تعليقات: