الخميس، 31 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{في دجى الليل}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{محمد الهادي الحفصاوي}}


‎(في دجى الليل)
‎حين يسدل الليل سواد ستائره
‎ويرين على المدينة سكون قاتم
‎ويخلو الشارع الطويل 
‎وتطاول الاضواء فيه عتمة الدجى
‎متعبة خافتة..
‎يتنزل القطر رذاذا فاترا
‎فيزيد ليلي وحشة....
‎يقطع الصمتَ الرهيبَ
‎مواءُ قطة جائعة 
‎تمشي وئيدة واهنة 
‎وترصد الأبواب 
‎وترتجي من العباد رحمة
‎عبثا تموء وتستغيث
‎لا احد يسمعها
‎كل الأبواب موصدة
‎ولا حراك
‎تموء القطة يائسة..تتناءى ..
‎والورى نيام..
‎واطل من نافذتي فلا أرى 
‎سوى نهاية الطريق 
‎بعيدة تغوص في الظلام
‎في زاوية  من الشارع الطويل
‎يظهر كلب شريد
‎يقعي برهة 
‎ثم يعدو ..ويختفي
‎أشعل سيجارتي..أرشف قهوتي
‎وأغوص في شجني 
‎وتتيقظ هواجسي 
‎واراني تائها مغتربا
‎صمت يرين على المكان
‎كل المدينة موات..
‎كمقبرة
‎تعج في باطني هواجسي 
‎وتصطخب الفِكَر
‎واراني سندبادا وسط الأنواء 
‎تعبث الرياح بأشرعتي
‎وتتلف الامواج مجدافي
‎والواح سفينتي
‎خيط الزمان فر مني..
‎لاشيء يشدني لأمسي الآفل
‎وأنا معلق في حاضر مرتجف 
‎حيران بلا عنوان
‎والافق كالليل البهيم 
‎ مجاهل 
‎وغد..من يدري ما غد؟
‎القادم المجهول يهجم زاحفا ...
‎وانا ارنو اليه 
‎وفي يسراي أشواك التهيّب والوجل 
‎وأقبض بيميني 
‎برعم حلم نديّ
‎وشعاعا خافتا من رجاء..وأمل... 
‎                      محمد الهادي الحفصاوي-تونس🇹🇳
‎                       (بقلمي)

‎ 

ليست هناك تعليقات: