"عهد القَسَم"
تَرَفَّقْ بِقَلْبٍ لَا يُجَارِيكَ فِي الأَذَى،
وَعُدْ لِلصَّفَاحِ فَذَاكَ هُوَ السَّلَمُ.
وَلَا تَحْمِلَنْ حِقْدًا فَيَحْرِقَ نُورَكَ،
فَأَشْرَفُ مَا يُزْكِي القُلُوبَ الحِلْمُ.
وَخَالِطْ أُنَاسًا يَسْتَبِينُ نُضُوجُهُمْ،
فَأَرْفَعُ مَا يَهْدِي العُقُولَ العِلْمُ.
أَحِبَّ البَرِيَّةَ لَا تُبَالِ مُسِيئَهَا،
فَأَوْسَعُ مَا يُهْدَى لِقَلْبِكَ الكَرَمُ.
وَلَا تُطْلِقَنْ قَوْلًا يُهَوِّي سَامِعًا،
فَأَعْدَلُ مَا يُرْضِي العُقُولَ الحُكْمُ.
تَخَيَّرْ كَلَامًا ثُمَّ زِنْهُ بِتُؤْدَةٍ،
فَأَبْلَغُ مَا يَسْمُو بِمِيزَانِهِ الفَهْمُ.
تَسَامَحْ وَكُنْ لِلنَّاسِ بَابًا رَحِيمًا،
فَأَحْسَنُ مَا يُرْضِي الإِلَهَ العَزْمُ.
وَقُلْ: رَبِّ هَبْ لِي سَلَامَةَ نَفْسِنَا،
فَأَكْمَلُ مَا يُؤْتَى لِعَبْدٍ النِّعَمُ.
وَزَيِّنْ فُؤَادَكَ بِالتُّقَى وَتَوَقُّرٍ،
فَأَجْمَلُ مَا يُحْيِي الوَرَى الشِّيمُ.
وَإِنْ زَلَّ قَوْلٌ فَاسْتَعِذْ مِنْ زَلَّةٍ،
فَأَوْقَى الطُّرُقِ لِلْعَاقِلِينَ النَّدَمُ.
وَعَوِّدْ نُفُوسًا أَنْ تُصَادِقَ فِطْرَةً،
فَتَسْمُو عَلَى أَهْوَائِهَا القِيَمُ.
وَلَا تَتَّبِعْ نَفْسًا تُؤَزُّكَ لِلرَّدَى،
فَمَا يَعْرِفُ النُّورَ المُقِيمَ الظُّلَمُ.
وَصُنْ عَهْدَكَ المَحْفُوظَ سِرًّا وَعَلْنًا،
فَأَغْلَى مَوَارِيثِ الكِرَامِ الذِّمَمُ.
وَخُذْ بِزِمَامِ العُمْرِ قَصْدًا مُحَكَّمًا،
فَبِالجِدِّ تَرْقَى فِي الطُّرُقِ الهِمَمُ.
وَلَا تَرْضَيَنَّ الدُّونَ فِي سَعْيِكَ الْمُضْنِي،
فَمَنْ طَالَ جِدًّا بَلَّغَتْهُ القِمَمُ.
وَأَحْسِنْ إِلَى الجَارِ القَرِيبِ مُوَدَّةً،
فَبِالحُسْنِ تُبْنَى فِي الزَّمَانِ الأُمَمُ.
وَنَزِّهْ ضَمِيرًا عَنْ دَخِيلٍ وَغِلَّةٍ،
فَمَا يُورِثُ الأَرْوَاحَ إِلَّا السَّقَمُ.
وَبَادِرْ بِلُطْفٍ يَسْتَرِيحُ لِظِلِّهِ،
فَيَسْكُنُ فِي أَعْمَاقِنَا الأَلَمُ.
وَجَدِّدْ رَجَاءً كُلَّمَا ضَاقَتِ السُّبُلُ،
فَيُجْلَى مِنَ الأَرْوَاحِ يَوْمًا السَّأَمُ.
وَقُلْ: لَنْ أُضِرَّ الخَلْقَ مَا عِشْتُ مُرْتَجًى،
فَهَذَا عَلَيَّ الدَّهْرَ عَهْدٌ وَالقَسَمُ.
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 08.17.2025
Time:12:54am
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق