“نَشِيدُ العَهْدِ وَالقَسَم"
فِلَسْطِينُ، يَا أُولَى القِبْلَتَيْنِ فِي الدِّمَاءِ،
لَكِ العَهْدُ لَا يَبْلَى بَلَغْنَا بِهِ الحَرَمُ.
وَيَا أَقْصَانَا، فِي اللَّيْلِ تُزْهِرُ دَمْعَتِي،
فَيَخْضَلُّ صَخْرُ القُبَّةِ الشَّمَّاءِ وَالعَلَمُ.
نُصَلِّي وَقَلْبُ الرُّوحِ يَهْتِفُ خَاشِعًا،
فَيَرْتَاحُ فِي ظِلِّ المُصَلَّى لَنَا القَلَمُ.
وَنَسْقِي رُبَاكِ الدَّعْوَةَ العُذْرَاءَ صِدْقَنَا،
فَيُبْرِقُ مِنْ كَفِّ الثَّبَاتِ لَنَا الأَلَمُ.
نُقَبِّلُ تُرْبَ الأَرْضِ نَسْتَرْجِعُ الهُدَى،
لِتُفْصِحَ عَنْ سِرِّ السَّلَامِ لَنَا السِّلْمُ.
وَإِنْ ضَاقَتِ الدُّنْيَا فَكَمْ نَتَسَلَّقُ الرُّقِيَّ إِلَيْكِ،
وَفِي عُيُونِنَا السَّلَمُ.
نُرَتِّلُ آيَ الصَّبْرِ نَحْمِلُ رَايَةً،
فَيَسْقُطُ وَهْمُ الحِلْفِ تَرْتَفِعُ الهِمَمُ.
وَمَهْمَا جَرَى مِنْ لَيْلِ قَهْرٍ مُعْتِمٍ،
سَيَضْحَكُ فَجْرٌ لَا يُرِيدُ لَنَا النَّدَمُ.
إِذَا صَعِدَتْ أَرْوَاحُنَا نَحْوَ السَّنَا،
رَأَيْنَا عَلَى قِمَمِ العَلَاءِ لَنَا القِمَمُ.
لَكِ التَّارِيخُ وَالتِّينُ وَالزَّيْتُونُ،
مَا تَخَضَّبَ مِنْ مِسْكِ البَقَاءِ بِهِ القِدَمُ.
وَفِي رَحْمِ أَرْضِكِ نَبْتَةُ حَقٍّ نَمَتْ،
تُهَذِّبُ قَلْبَ الكَوْنِ إِذْ يَقْسُو الرَّحِمُ.
نُنَادِي الأُمَمَ هَلْ تُجِيبُ نِدَاءَنَا،
فَفِي أُذُنِ الدُّنْيَا يَتَرَاجَعُهُ الصَّمَمُ.
وَنَحْلِفُ لَا نَلْقَى سِوَى حُرِّيَّةٍ،
وَفَوْقَ الثَّرَى يَشْهَدُ عَلَى صِدْقِنَا القَسَمُ.
سَتَأْتِي كَمِثْلِ الغَيْثِ نَصْرًا رَاحِمًا،
فَيُسْنِدُنَا فِي وَقْتِ شِدَّتِنَا الأُمَمُ.
وَمِنْ مِحْرَابِ الأَقْصَى يَطِلُّ بَيَانُنَا،
فَيُقْنِعُ أَهْلَ العِلْمِ أَنَّ الهُدَى العِلْمُ.
وَإِنْ زَلْزَلَ البَغْيُ الطُّرُوقَ مُدَافِعًا،
يَرُدُّهُ وَقْفٌ لَا يَمَلُّ بِهِ الحِلْمُ.
نُرَتِّلُ تَكْبِيرًا وَنَسْكُبُ دَمْعَنَا،
فَيَرْقُصُ فَوْقَ الجُرْحِ مِنْ قَهْرِهِ النَّغَمُ.
وَمَهْمَا رَمَى الظُّلْمُ السِّهَامَ بِغَدْرِهِ،
تَرُدُّ سُيُوفُ الحَقِّ عَنْ حَدِّهَا السُّهُمُ.
نُقَدِّمُ مِنْ أَحْلَاكِ عُمْرًا خَالِدًا،
وَإِنْ ضَحَّتِ العَيْنَانِ يَشْهَدْ عَلَيْهَا الدَّمُ.
وَنَخْتِمُ بَابَ القَوْلِ دُونَ مُرَاوَغٍ،
فَمِيثَاقُنَا فِي القَلْبِ تَرْعَاهُ القِيَمُ.
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي /العراق
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 09.12.2025
Time:9:31am
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق