امرأةٌ مِن نار
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وهَبتُ لَكِ الأزهَارَ والرِمَالَ والأرضِ
والمراكِبَ والبِحَار
وهَبتُ لَكِ الدَارَ والقَلبَ ومِيراثَ الأشعَار
وهَبتُكِ نَفسِي دُونَ أنْ أُخَيَّرَ ولَو خُيَّرتُ
لَكُنتِ أنتِ مَن أختَار
وأطَحتُ بِكُلِّ عَاداتِكِ ونَفختُ فِيكِ النَار
وزَرعتُ شِعرِي فِي صدرِكِ وسَقيتُ بِدَمِي
الأشجَار
وأتقَنتُ فَنَّ الحُبِّ وفَنَ العِشقِ وفَنَّ الثَلجِ
والنَار
ووَلْيتُكِ الأمرَ، واعتَلَيتِ العَرشَ عَلى كَتفِي
ولَقبتُكِ سَيدة الأزهَار
وأودَعتُ ثَروتِي فِي عِينَيكِ لا هِي دِرهمُ
ولاَ ذَهبٌ ولاَ دِينَار
ثَروتِي كَانت طِفلًا غَرِيبًا فِي الأرضِ والنَاجى
الوحِيدَ مِنَ الإعصَار
حَملَتهُ يَدُ النِسَاءِ ولَمْ يهدأ وشَرِبَ مِن ألف
ألف صَدرٍ ولَم يَشبَع ولَمَا رآكِ هَدأَ وبَاحَ
بِكُلِ الأسرار
استَحلفتُكِ ألَّا تَقتُليى الطِفلَ فِي صَدري
ولاَ تُغَيري المَسَار
وأبقِينِي بَينَ يَدَيكِ طِفلًا وبَينَ جَفنَيكِ
رَجُلَ الأقدار
وغَطِينِي بِثَوبِ عَينَيكِ واسقِيني إنْ
جَفت الأنهَار
وسَمِيني اسمًا جَدِيدًا وامنَحِيني عُمرًا
جَديدا وشِهَادة مِيلادٍ جَديدة فيها يَكُونُ
الحُب وطناً وشِعَار
واستأمنتُكِ عَلى حُلمٍ زَرعتُه في أرضِ
الخرابِ والدمار
وسَقَيتَهُ بِدَمي ودموعي وأهدرتُ سنينَ
أهدرتُ سنينَ إنتِظَار
كَانَ صَدري لَكِ أرضًا وعَينِي كَانَت لكِ مدَار
وأضأتُ كُلَّ الظلاَمِ فِيكِ كُنتُ النُّجومَ لَكِ
والشَمس والأقمَار
واعتَزلتُ الدُّنيا وأقَمتُ فِي مِحرَابَكِ لَيلَ نهار
أكتُبُ الشِعرَ ولا يَكفِيني وأبكِي ولا يكفِيني
وأتمزَّقُ فِيكِ ولا يكفيني حَتَى حَاولتُ الإنتِحَار
وأيقَنتُ أنَّ الزُهدَ فِيكِ كُفرٌ بَيِّنٌ والتَصَوُّفَ فِيكِ
عَارٌ يُورِثُ عَار
أنَا فقط مَنْ رأيتُكِ آيَةً ونَجَوتُكِ دُعَاءً وأذكَار
كَضَالٍ فِي قُريشَ اتَّبعَ السَحَرةَ . والكُفَار
فَثَروةُ الفَقِيرِ وإنْ كَانتُ حُبًّا لا تُغنِي امرأةٌ
إمرأةٌ مِن نَار
وبَرَاءةُ الطِفلِ وإنْ كَانَت نَادرةً لاتَحمِيهِ أبدًا
مِنَ الإنكسار
مَاحِيلَةُ الطِفلِ إذا ألقَيتِ بِهِ في جَحِيمِ البَحرِ
وإن هُدمَ العُشُ مَاحِيلَةُ الصِغَار
لا حِيلَةَ لِي فِي غَدرِ امرَأةٍ سَقَيتُهَا دَمِي وحينَ
استَنَّ سَيفُهَا ضَربَتنِي في لَحظَةِ احتِضَار
سَقتنِي الكَذبَ كُؤوسًا ورَمتْ بِي جَرِيحًا
كَأُمٍّ بِلا رحمَةٍ تركَت وَليدَها تحتَ البردِ والأمطَار
لا حِيلَةُ لِي فِي مِثلكِ إنْى شَكَوتُكِ للعَزِيز الجبَّار
••••••••••••••••••••••••••••••••••••