الخميس، 22 أبريل 2021

قصيدة تحت عنوان{{أمنيات بعيدة}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سامر الشيخ طه}}



قصيدة بعنوان ( أمنيات بعيدة )

تمنيتُ آهٍ كم تمنيتُ أن أرى

                      بلادي وقد صارتْ تسيرإلى المجد

وقد أصبحتْ في قمةٍ لا تطالها

                             بلادٌ وصارتفي الرُقيِّ بلا حدِّ

وكلُّ بلاد الأرض صارت تهابها

                              فليس لها بعدالتمكُّن من نِدِّ

وقد أصبحتْ مهوىً لمن كان طامحاً

                          بلوغ الذرا يأتمُّ طوعاً ويقتدي

تمنَّيتُ لو صارت بلادي منارةً

                            يؤمُّ إليها من يضِلُّ ليستهدي

                   -------------------------

تمنيتُ لو أني أعيش مواطناً

                        كريماً على أرضي وتربتَها أفدي

أنال حقوقي دون جهدٍ ودونما

                      إراقةَ ماء الوجه أرجو وأستجدي

وأرعى حقوق الغير عهداً قطعته

                على النفس أن أوفي بما كان من عهدِ

وأشعر أني في أمانٍ وراحةٍ

                      فلستُ أخاف اليومَ شيئاً من الغدِ

أنام والا أخشى إذا نمتُ سارقاً

                       ولا من على ملكي يُغيرُ ويعتدي

                ---------------------------

تمنيت لكنَّ الأماني بعيدةٌ

                         وبعض الأماني لاتفيدولا تجدي

وإن خلتها في الشكل تبدو قريبةً

                        فإنَّ الذي ترجوه ينحو إلى البعدِ

إذا كان ما ترجوه ليس محققاً

                       فما نفع أن ترجو وتبذل من جهدِ

وما نفع أن ترجو الربيع وأنت في

                           شتاءٍ وفي كانونَ تشعر بالبردِ

               المهندس : سامر الشيخ طه 

الأربعاء، 21 أبريل 2021

قصيدة تحت عنوان{{رفيق العمر}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{رشاد القدومي}}



 رفيق العمر

البحر الوافر 

نظمت قصيدتي لرفيق عمري

لأخبره بآلامي وقهري


رسمت له حنان القلب شوقاً

وقد أبديت للمحبوب عذري


رفيق العمر هل للوصل يوما

اعبر فيه عن آهات صبري 


سألته هل تريد البعد عني

وقد أفنيت في الإطراء عمري 

 

فيا من كان في قلبي أميرا

لماذا البعد قد اضنيت فكري


 ألا يكفي فقد كثرت ظنوني

شعرت بانني قد ضاق صدري


إليك الروح ترنو يا رفيقي 

وقد عانقت بالأوهام فكري


حبيب الروح أن القلب يشدو

بذكراكم فهل أخفيت ذكري


قضيت العمر للاسرار بئرا

وفيك اليوم قد اودعت سري 


غيابك بات يرهق لي كياني

ودمع العين بالخدين يجري


سأنزع قيدكم وأعيش حرا

وأنسى كم صدحت لكم بشعري


لتذكر أن قلبي ضاق صبرا

وقد فوضت للرحمن أمري

كلمات رشاد القدومي 

خاطرة تحت عنوان{{هسيس الإيمان}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة {{ملك أول}}


هسيس الإيمان
..
استدع
 لرمضان قلبك الصافي
صلي 
على النبي الهادي
قل
 يا حي ياقيوم يا باقي
اجلي
 صدئ قلبي الدامي
..
اللهم
 هب لنا التوبة  وعافينا
اللهم
 اشف قلوبنا وداويها
اللهم
 على دين محمد أمتنا
اللهم 
تقبل صيامنا وقيامنا
  ما أحييتنا

#ملك أول/ حلب/ سورية 

قصيدة تحت عنوان{{تعانق قلبي أمنية}} بقلم الشاعر الجزائري القدير الأستاذ{{زيـان معيلبـــــــي}}


(( تعانق قلبي أمنية ))
.
وعلى أجنحة الأحلام 
أرتحل إليك 
تارك خلفي أحزاني وآلامي ..
فما عادت أقوى على 
البقاء وأنتِ ليس 
بجواري 
أنا الآن أعانق الخيال.  
والأماني 
و أعد الساعات والأيام 
مرتحلاً أبحث عنك 
في دنيا أحلامي 
مرتحلاً  
إلى عالم 
أبحث فيه عن أرض 
لا تعرف مسالكها الأشواك 
تحيا بالحب أزقتها 
وعلى أرصفتها تنبت 
الأزهار 
تكتسي الحياة فيها ألوان 
خضراء تبعث في النفس 
الأمان 
في رحلتي أمنية 
أحملها وفي قلبي  
أدعو الله أن يمن علي
بلقياك 
ولقائي بك هو الحياة لعمري 
الذي أصفرت أوراقه 
وماتت  جذوره من 
الأعماق
بعد غيابك فارقت 
روحي أحلامها و الحيـــــــــــــــاة .....!

_ زيـان معيلبـــــــي _ الجزائر 

قصيدة تحت عنوان {{ليلة ديجور}} بقلم الشاعر السوداني القدير الأستاذ{{السيد نجيب العربي}}


** ليلة ديجور ** 
في ليلة ديجور مخيفة ومرعبة التقينا 
وأجراس الليل تنبض فزعا وتهز أرضنا
وتنظرنا سويا لشجر الليل الزاهي لونا 
فضحكت الأرض والسماء لنا وبكيا فرحا
ونجوم الليل البديعة سرت بلقاء مشتها  
وستار الليل غازلة القمر شوقا  وحبا 
وشهد السمر  يغازل قمرا جميل خلقا 
وأسراب الليل البديعة بحت صوتا خوفا 
من سكون الليل الهادئ المريب  لونا 
وفح من الليل عطر اللقاء المنتظر دهرا 
وصوت اللقاء جعل من أصداء الليل طربا 
وراح الحزن المميت عندما تنظرنا شوقا
وسلاسل الليل تكبل وتقيد سحب وسحابا  
وسر كل منا بعد فراق جعل من النهار هما 
وجمال اللقاء أبرد نارا وسر سرور  نفسا 
ولقاء بعد فراق أليم جعل منا كل باسم فرحا
وتجمل المكان بحبيب العمر المفارق دهرا 

ليلة ديجور : ظلماء 

# الكاتب / السيد نجيب العربي 

السودان / الخرطوم 

قصيدة تحت عنوان{{إحترمهنّ تنل رضاهنّ}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{فاطمة البلطجي}}


إحترمهنّ تنل رضاهنّ

             

ماذا تعرف 
عن النساء

حتى بسهامك 
رميتهن

الوانهن 
شقراء وصهباء

وبهذا   كنت   
وصفتهن

بيضاء جلدها 
أو سمراء

اتحسبها  قبّرة 
او خنفساء؟ 

اذا ما  قالت 
الأنثى لاء

تقول عنها 
حرباء  بلهاء

ماذا   تعرف   
عن  حواء

ومنها يا  آدم 
ماذا  تشاء

ليست  البنات  
كما  تظن

فإحداهنّ 
مريم  العذراء

أتلفّ   وتدور   
بالخلاء

لتوقع احداهنّ 
بالدهاء

في كلامك 
تنتقصهن

تبرّأ من شعرك  
الحياء

ربما لها توسلت 
وبها تغزلت

وعلى حبها  
أقسمت  بولاء

إحترم المرأة 
فكل من 

حولك يا ذكر 
نساء

ولدت من بطن 
إحداهن 

و أختك وبنتك
مثلهن

فتذكّر هذا 
يا من تظن

إنّك  فائق 
الذكاء

وفكّر قبل 
إحصائهن

بعدد من حولك 
من نساء

إحترمهن
تنل رضاهن

فالرجولة
تعني لهنّ

بطولة وشهامة
ووفاء

فاطمة البلطجي

لبنان /صيدا 

قصيدة شعبية تحت عنوان {{لوحدي في غربتي}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{حازم حازم الطائي}}


 //لوحدي في غربتي //

١٨ /٤ /٢٠٢١ 
واقف وسط الزحام. 
وضائع وضائع وتائه. 
لوحدي في غربتي.
وممزق ومقطع الأوصال. 
وفي كل لحظة وثانية.
تسرقني الريح.
 وقلبي جريح.
لاأعرف ماكتبته لي.
الدنيا والأيام من اقدار. 
ضائع وضائع. 
واقف وسط الزحام. 
وغريق في بحر الهوى.
لاأحد يقدر ينجدني.
ويأخذ قلبي في دروب. 
الهوى والأشواق.
ضائع وضائع. 
واقف وسط الزحام.
وليلي أظلم ولاقمر.
ولاضوء نجوم.
وزحام زحام.
وأنا في الزحام. 
ومن تتلاعب في الريح.
ومن قتلني غدر.
قلب حبيبي.
وهو من كان ساكن قلبي.
وصديقي وعشرة عمري.
ورفيق دربي.
وكل عالمي ودنيتي.
وضائع وضائع. 
واقف وسط الزحام.
لاأحد ينور طريق دنيتي.
ويشعل لي شموع قلبي.
ويفرحني ويسعد شفاهي.
بضحكتي بضحكتي.
واقف وسط الزحام. 
وغريق في بحر الهوى.
لااحد يقدر ينجدني.
ويأخذ قلبي في دروب. 
الهوى والأشواق.
يارحلة عمري.
إللي عمرها متنتهي.
بالكيف ولابالأفراح. 
فمتى يكون حبيبي.
نفسي وروحي.
ومن تطمأن له مهجتي.
ولاتسكب عليه دمعتي.
فمتى ومتى ياحبيبي. 
د... حازم حازم
الطائي.
العراق.

قصيدة تحت عنوان{{أنوثتك عنوان العشق والقهر}} بقلم الشاعر الأردني القدير الأستاذ{{عمر حبية}}


أنوثتك عنوان العشق والقهر
وعذابات الروح وشقاء  القلب وبداية الصبر
وأضطرابات الفكر وطول السهر وغرام القمر
أنوثتك وليدطفل من  أول العمر
تكبر  خلجات الشوق و أفقد البعد و حان القدر
أنوثتك عشيق ليل وعشيق العيون و السهر
أصبحت لا أخشى حفايا الحياة و الحكم علينا صدر
تلملم الأجزاء من بعد تعب اليوم و أبقى أنتظر
سيرتنا فضحت القلم و أسقطت حديث السطر
أنوثتك لا حواء كانت..... و حواء سحرها النظر
غربة عين
'. '.'. عمر حبية '.'. '. بوحات أمل '.'. '. 

omar Hebbieh 

قصيدة تحت عنوان{{حلمي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{مصطفى مزريب}}


* حلمي *
كنت حلمي رغم شيبي صرت شمسي..
                      غمر' الدفء حياتي مثل عرسي 
    ***  ***
 فرح' الشرق بفجري في سخاء
                 أبعد' الرعب' وهامت°شمس بأسي
لاتخافي من غيوم في سمائي
                    فهواك العذب نور..شق' نحسي
عظم'الحلم وعزفي في جمال
                      ورياضي في بهاء مثل قدسي
نهرك الدفاق دنيا من عطور
                      بارك' الغابات أحيا مجد نفسي
لم أجد°سرب' طيوري في غياب
                   ياحياتي طل' فجري° زال'تعسي
فلنا الدنيا على راحات نور
                     ولنا في رائعات المجد كرسي
أنت عشق المصطفى يافجر عمري
               رغم شيبي أنت نهجي أنت شمسي
شعر؛مصطفى مزريب.أبوبسام

جبلة.سوريةمباشرالآن 

قصيدة تحت عنوان{{أمنية}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة {{هيام الشوربجي}}


أمنية

كلامك أسرني بسحره

من لوعة الأشواق فيه

أحن إليه من قلبي

سكنت الروح  به

القرب منه حياة 

يهتز كياني
 عندما تمر الذكريات

لأصبح في عالم آخر من الأحلام
وترحل  الأيام

من غير وجودك أتوه 

أكون غريبه ذابلة كالوردات

شغلت البال وعقلي

تمنيت ان تعود لي

لأحيا في جنان عشقك
لكي أعيش أجمل الأمنيات

#هيام_الشوربجي ✏️ 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{لسة_الامل_م}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{ايمن شتا}}


#قلم_ايمن_شتا
#لسة_الامل_م
لسة الأمل موجود... مدام بقلينا حياة
متخافش من بكره.. واللي فات انساه
لسة الأمل فينا... حاضن امانينا
هنشوفها بعنينا... والجرح يلا انساه
لسة الأمل موجود... مدام بقلينا حياه
لسة يا نور فالفجر... مستني انا شروقك
ومهما كان الهجر... مستاق انا لنورك
تنده تلاقينا... بنبص بعنينا
 ونطل مالشباك...
مدام بقلينا حياه...
لسة الأمل موجود...
مها هنلقي جراح... الدنيا لسة براح
انسى اللي فات أو راح...
والجرح يلا انساه...
طول مالامل فينا... لسة بقلينا حياة
لسة الأمل موجود.. مدام بقلينا حياه
متخافش من بكره.. واللي فات انساه
لسة الأمل فينا... حاضن امانينا
مدام بقلينا حياة
مدام بقلينا حياه
لسة الأمل موجود

#ايمن_شتا 

قصة قصيرة تحت عنوان{{اللصقة}} بقلم الكاتب القاصّ السوري القدير الأستاذ{{مصطفى الحاج حسين}}


 ///  اللصقة ...


                             قصة : مصطفى الحاج حسين .  

      كان زملاؤه في الجامعة ، يسمونه " اللصقة " فما من مرّة رأوه مقبلاً نحوهم ، إلاّ وسارع أحدهم لتنبيههم ، قائلاً في حذر :
- جاء اللصقة .! .

      فينسحب بعضهم قبل وصولهِ ، بطريقة ذكيّة قائلين :
- لنهرب .. قبل أن يحلّ بلاؤهُ علينا .

       وسبب هذا يعود إلى ظروف " عبد الله " القادم من الريف ، ليتابع دراسته في كليّةِ الآداب.

       جاء إلى حلب من قرية " عامودا " الواقعة على الحدود الشرقية ، محمّلاً بآمال عظيمة وطموحات عالية ، وأحلام غزيرة ، وموهبة متقدةٍ، مخلّفاً وراءه أباً طاعناً في الشيخوخة
  لا يقدر على فعل شيء، سوى تحدّي " عزرائيل " ، فكثيراً ما شاهد والده ، يعارك ملك الموت ويرغمه على التقهقر ، في حين يبقى العجوز متمسكاً بروحه المهترئة .. ولولا عمل أمّه وشقيقاته في حقول الآخرين ، لما تمكنت العائلة من العيش .

       كان " عبد الله " في كثير من الأحيان ، يندم لأنّه لم يسمع كلام والدته ويترك الدّراسة ، فهو بشكل دائم في حاجة وعوز ، ولو لم يكن ينزل إلى " باب أنطاكيا " حيث معرض العمال، للبحث عن رزقه ،لما تمكن من اجتياز السّنوات الثلاثة
 الماضية بسلام .. وخاصة بعد أن حرم من القرض الجامعي ، بسبب رسوبه في السنة الماضية . في كلّ عام وخلال فصل الشتاء ، كان يمرّ بمثل هذه الضائقة ، فالعمال المختصون لا يجدون عملاً في هذه الأيام الباردة والماطرة ،  لولا طموحاته وأحلامه القوية ، لترك الجامعة منذ أمدٍ بعيد . ومن حُسنِ حظّهِ أنّه يقيم في بيت زوج شقيقته الذي يعملُ في الخليج ، كان يضطر إلى الاستدانة من أصدقائه ، ريثما يجد عملاً فيردّ إليهم دينهُم ،وكانت ظروفه السيئة ترغمه على فرضِ نفسه ضيفاً مكسور الخاطر ليتناول الطعام في منازل أصدقائه ، جاهلاً أن أصدقاءه يطلقون عليه لقب " اللصقة " ، ولكنّهم رغم كلّ سخرياتهم التي يطلقونها وراءه ، يعاملونه باحترام وودّ ، وذلك بسبب شاعريّتِهِ الكبيرة .. " فعبد الله " شاعر موهوب ، له حضوره في الملتقيات الأدبية التي ترعاها
الجامعة ، وكان معظم زملائه يشاركونه ذات الميول، لذلك هم يحسدونه لتفوقه عليهم في الشّهرة ، وامتداح النقاد والتفاف المعجبات حوله..ولمّا كانوا عاجزين عن النيل من شاعريته .. أخذوا يسخرون من نقطة ضعفه الوحيدة ، ألا وهي سوء حالته المالية  ، وعوزه الدائم إليهم  ، لذلك وصفوه بال " لصقة " .

      وفي هذا الصباح الممطر ، استيقظ " عبد الله" مهموماً مكروباً ...فهو في حالة إفلاسٍ لا مثيل لها،مضى عليه أكثر من عشرين يوماً دون أن يتمكّن من العمل.. فالأمطار لا تنقطع
  والعمل في ورشات البناء معدوم ..و " عبد الله " يقتصد .. في كلّ شيء يقتصد ...في عدد وجباته القميئة ، في نوعية وكمية سكائره .. في حلاقة ذقنه .. وشرائه لتذاكر باصات النقل الداخلي ..في الصحف والمجلات ..وتردده إلى المقصف المركزيّ .. ومرافقة صديقاته اللواتي اضطر أخيراً أن يستدين منهنّ رغم شعوره بالخجل . وعاد أيضاً لبيع الكتب التي تمكن من جمعها خلال الصيف ..فهو في كلّ شتاء ، يضطّر لبيعها من جديد ، حتّى أنّه في الأونة الأخيرة ، اضطّر إلى بيع ساعة يده التي هو بأمسّ الحاجة إليها . ومع هذا فقد وقع يوم أمس بين فكّي الإفلاس ، ونام ليلته وأمعاؤه نتضوّر من الجوع .

    نهض من سريره المنحني والمزعج في صريره، واتّجه نحو المطبخ النتن الرائحة، وراح يبحث عن لقمة يسدّ بها رمقه ، رغم علمه بأنّه يبحث عن لا شيء .. عنده زيتوناً ولا يوجد خبز ، ولديه سكّر ولا وجود للشاي .. ويملك قليلاً من البرغل في حين أن السّمن والزيت غير متوفرين ، فكيف له أن يتدبّر أمره ؟! .. فكرة أن يستدين من الجيران خبزاً ليست واردة ، لأنّه استدان منهم في مرات سابقة وكثيرة وعجز عن ردّ ما استدان لدرجة أن رفض جميع جواره أن يعطوه رغيفاً واحداً يوم أمس .وتساءل :

- (( ماذا أفعل ؟.. أمعائي تزقزق طوال الليل ، صرت أخجل من طلب الاستدانة ، أنا مدان للجميع ، مامن شخص أعرفه إلاّ واستدنت منه ، ديوني لسبعة وثلاثين شخصاً ، بمبلغ / 4645/ ليرة سورية .. فإلى متى سأظلّ معتمداً على الدين
؟!.. أخذ أصدقائي يتهربون منّي ، " يطنشون " إذا ما شكوت لهم سوء حالتي المادية ، حتّى أنّ صديقاتي اللواتي كنتُ أخجل أن أظهر فقري أمامهنّ ، أصبحت مداناً لتسعٍ منهنّ ، بما فيهنّ " انتصار " التي تحوّل حبّها لي إلى دروسٍ في الاقتصاد 
والاعتماد على الذات .)) .

            ولأنّ " عبد الله " جائع ولا يملك حلّاً لمشكلته سوى اللجوء إلى أصدقائه ، فقد قرر أن يذهب إلى صديقه" بشير " ، الأكثر رفاهيةً من الجميع ، سيداهمه في بيته قبل أن يغادره ، ويتناول معه فطوره ، ويطلب منه بضع ليرات .

       أسرع بارتداء بذّته الجامعية العتيقة ، وخرج مسرعاً ، فكان المطر بانتظاره ، ولأنّه لا يملك نقوداً ولأنّ باصات النقل الدّاخلي تتأخر في المجيء ، قرر أن يذهب سيراً على قدميه ، من منطقة " الأعظمية" إلى حيّ " الجميلية"غير عابئ بسقوط 
المطر فوق رأسه الأصلع بعض الشيء .

      في تمام السابعة والنصف ضغط على زر الجرس ، وهو يأمل ألاً يكون " بشير " قد تناول فطوره ، وانتظر برهة
والحياء  يلسعه ، كم مرّةً يفرض نفسه . 

         مامن أسبوع إلاّ ويحلّ عليه ضيفاً ثقيلاً ، اللعنة على الجوع ، لو لم يكن " بشير " أفضل أصدقائه لما زاره هكذا .. عاود الرّنين مرّةً ومرّتين ، وقلبه ينبض من شدّة توتره وخجله
 وسمع وقع أقدام تقف خلف الباب، واختفى بصيص الضوء المنبعث من العين السحرية ، فغضّ بصره حتى لا تلتقي عينيه بعين الناظر ، وفجأة سمع صوتاً أنثوياً يسأل :

- مَن ؟؟ .

تنحنح " عبد الله " .. وقال :
- أنا صديق بشير ، هل هو موجود؟.

     لم بأته الجواب .. بل أبصر الضوء ينبعث من حدقة العين السّحرية ، فأدرك أنّها دخلت لتنادي أخاها " بشير " .. مضت لحظات اعتقد أنها توقظه، ولهذا عذرهم عن التأخر، سمع وقع
 الخطا من جديد ، أبصر العين السّحرية تظلم ، وعاد صوت الأنثى يخاطبه :

- مَن حضرتُكَ ؟.
بادر يُجيبها على الفور ، والحرج بادٍ في نبرات صوته :

- أنا صديقه .. عبد الله الحجي .

      وابتعدت عن الباب مرّة أخرى ، وانبعث الشّعاع من العين
 السّحرية .. غابت في هذه المرّة مايزيد عن الدقائق الثلاث ، لدرجة أنّه شعر بالضجر والندم على مجيئه في هذا الوقت المبكر ، فكّر أن ينسحب ولكن فات الأوان ، فها هو يسمع وقع الخطى ، ولابدّ أنّ " بشيراً " استيقظ ، وتفاجأ من زيارته غير المتوقعة .

       لكنّ الباب لم يفتح ، كلّ ماحدث أنّه سمع ذات الصوت الأنثوي :
- بشير غير موجود ، لقد خرج في السّادسة والنصف .

       لعن نفسه لأنّه فكّر في هذه الزيارة ، وتيقّن أنّ صديقه موجود في الداخل، أحسّ أنّه أهان كرامته ،ليس من المعقول أن يبقى متطفلاً على أصدقائه ، لدرجة أنّهم باتوا يسدّون أبوابهم في وجههه ، داهمته موجة من الانفعال ، فامتزجت دمعته التي طفرت من عينيه بحبّات المطر ، المنسابة على وجهه الشّاحب .

    سار في الطرقات حاملاً خيبته في صدره ، ومعدته تتقطّعُ من شدّة الجوع ، ولمّا كان لا يملك سوى سيكارتين ، قرر أن يدخّن واحدة منهما .. وتساءل :

- (( أين أذهب ؟ .. هل أتوجّهُ إلى عبد الناصر ، الذي استدنت منه خمسين ليرة منذ أكثر من شهرين ، ولم أردٌها إليه حتّى الآن .؟ )) .

       ولأنّه لا يملك إلاّ هذا السبيل ، فقد عزم على زيارته ، فمنزله قريب بعض الشيء ، يقع في " الحميديّة " .

            لحسن حظّه لم يعتذر سكان البيت عن عدم وجود
صديقه ، فها هو " عبد الناصر" أمامه بشحمه ولحمه يفتح الباب ، بينما يمضغ شيئاً ما .

       استقبله " عبد الناصر " وأدخله غرفته الخاصّة ، وقبل أن يتّخذ مكانه على الأريكة، بادره " عبد الناصر " قائلاً :

- أشعل مدفأة الكهرباء وتدفأ ، ريثما أكمل فطوري مع أهلي .

      كم ودّ أن يسأله صديقه ، إن كان قد تناول فطوره . وأخذ يقارن بين عادات المدينة والريف ، هناك ما إن يحلّ الضيف ، حتّى يهرع أصحاب البيت لإحضار الطعام .

       وبعد أن أشعل المدفأة وأخذ يدفء جسده الهزيل ،تناهى إلى سمعه ، صوت " عبد الناصر " من الداخل .. قائلاً :

- أرجوك ياأمي دعيني أقدم له الفطور .

وجاءه صوت امرأة منفعلة تزعق :

- والله أنا ماعندي مطعم لك ولأصدقائك ، قلت لك افطر معنا ، وإلاّ ستبقى جائعاً .

       انصعق " عبد الله " ، دارت به الغرفة ، وكأنّ صفعة قوية باغتته فجأة على رقبته، هل بلغ الأمر إلى هذه الدرجة ؟؟!!.. هل أصبح مزعجاً لأسر أصدقائه دون أن يدري ؟؟!!.. ينبغي عليه أن يخرج من هذا المنزل،وبأقصى سرعة ، لقد بات يقرف من نفسه ،.كان يجب أن يسافر إلى أهله ، قبل أن ينفق أجرة 
المواصلات ، فالامتحان لا يهم ، فليرسب هذه السّنة كما رسب في السّنة السّابقة ، كرامته أهمّ من دراسته .. اللعنة عليه يوم فكّر أن يتحدّى ظروفه ، ويتابع إقامته في حلب ، حتّى يتقدّم لامتحان الفصل الأول ..إنّه غبي عديم الإحساس
  كان على والده أن يوافق على بيع قطعة الأرض البور التي يملكها ، فهو رجل عجوز لا يقدر على العمل بها ، و " عبد الله " يطمح أن يكون أستاذاً كبيراً ، فمن سيعمل في الأرض ؟.

      وتمنّى أن يقصف الله عمر والده ، الذي طالت حياته أكثر ممّا ينبغي .وحيداً كان في الغرفة مع أفكاره ، في حين كانت
أمعاؤه تنهشه بعنف وجنون ، وشعر بالدوّار، وأحسّ أنّه يوشك على التقيّئ .

      وفتح عليه " عبد الناصر " حاملاً صينية عليها كأسان من الشّاي السّاخن ..في حين كان يبتسم ويردد :

- أهلاً وسهلاً .

           وضغط على نفسه ، أجبر ذاته على الجلوس، وتظاهر بعدم سماعه بما دار من حوار ، فهو على كلّ حال ممتن من " عبد الناصر " .

       ودّع صديقه فور انتهائه من احتساء الشاي ، كان عليه أن يمشي تحت وابل المطر الذي تضاعف انهماره .. بينما كانت النار في أعماقه تغلي من مرارة القهر والشعور بالذلّ والإهانة ، راح يحدّث نفسه :

- (( هل كان عليّ أن أشارك " حمود " في بيع الدخان المهرّب 
؟! .. حتّى أتمكّن من العيش دون أن أحتاج الآخرين .)) .

          سيتخذ قراره بعد أن يسدّ رمقه ، آلام الجوع تمنع عنه القدرة على التفكير ، سيذهب إلى " عماد " يطلب منه عدّة ليرات تكفيه للسفر إلى أهله ، لا حلّ أمامه إلاّ هذه الطريقة .. أصدقاؤه منقطعون عن الدّوام ، بسبب اقتراب موعد الامتحانات .

       قبل أن يدخل باب العمارة ، برز " عماد" أمامه حاملاً مظلّة سوداء .فرحّب به ودعاه أن يصل معه إلى الفرن ليشتريا خبزاً ويعودا إلى البيت . 

     ساعة ونصف و " عبد الله وعماد " يقفان تحت المطر وسط هذا الازدحام ، حتّى تمكّنا أخيراً من الحصول على أربعة كيلو من الخبز .

       من شدّة تلهفه على قطعة من الخبز السّاخن ، أسرع ليتناول الخبز عن " عماد " ، وقبل أن يصله ليلتقط قطعة ويلتهمها، وقف أمامهم والد " عماد " وبعد السلام .. قال الأب :

- هات الخبز ، واذهب لتسديد فاتورة الكهرباء ، ثمّ عودا إلى البيت .

             أحسّ بخيبة كبيرة ، فأخذ يردد في طيات نفسه الجائعة :

- (( كم كان حظي سيئاً ، لماذا لم يتأخر والد " عماد " دقيقة عن الوصول إلينا ؟! .)) .

       لقد خطر له أن يتناول رغيفاً ، لكنه في النهاية خجل ، لو كان " عماد " بمفرده لكان الأمر أسهل .

       في الطريق راودته فكرة أن يستدين من " عماد " مبلغاً بسيطاً يكفيه لشراء " صندويشة " ، وتذكّر أنه مدان " لعماد " بأكثر من ثلاثمئة ليرة ، فأحجم عن الكلام ، لأنّه خجول .

           تابع طريقه مع " عماد " آملاً أن يتناول عنده وجبة الغداء، بعد أن يسددا فاتورة الكهرباء ، لم يكن يتصوّر أنّ تسديد الفاتورة،.سيحتاج لكلّ هذا الوقت .. الازدحام كان هائلاً .. ومن جديد كان عليهما أن ينتظرا الدّور ، ولم ينتهيا من أداء المهمة حتّى انتصف النّهار .

       أخيراً سيعود مع " عماد " إلى بيته ليتناولا الغداء .. كان يمشي ولسان حاله يقول :

- (( ياالله .. متى سنصل ؟ .. ريقي فرط ،  أمعائي تتمزّق ، أمّا أقدامي فلم تعد قادرة على حملي .)) .

      انتبه " عماد " إلى حالة صديقه ، تفحّص وجهه ، ثمّ سأله :

- مابك يا " عبد الله " .. ولم وجهك مصفر؟!.

       وكاد أن يصارحه بحقيقة جوعه ، فهو يتوقّع أن يغمى عليه .. لكنّه فضّل الصمت:

-(( لماذا أفضح نفسي ، طالما أنا ذاهب معه ، لأتناول الغداء .. هل من الضروري أن أطلعه.على حقيقة وضعي التعس ، لا لن أتكلم.)).

       وعند المنعطف .. أي بالتحديد، عند تقاطع الطرق الأربعة الرئيسية ، أذهله " عماد " عندما مدّ له يده مودعاً ، وابتسامة
الحرج على شفتيه :

- أنا آسف يا " عبد الله " ، عندي موعد هام وضروري مع خطيبتي ، لن أستطيع أن أدعوك إلى زيارتي الآن .

        امتقع لون وجهه أكثر ، واضطربت شفتاه حينما رددّ :

- بسيطة .. أزورك في وقت آخر .

       وبعد أن تصافحا ومضى كلّ في سبيله. خطر له أن يتشجّع فينادي " عماداً " ليستدين منه بعض الليرات ، أسرع خلفه مهرولاً غير عابئ بأنظار المارة :

- عماد .. يا عماد .

       استدار " عماد " ، توقف حينما شاهد " عبد الله " يتبعه ، ويناديه .. واقترب " عبدالله " والاضطراب والخجل يسيطران عليه :

- عماد .. أريد منك أن تقرضني بعض النقود.

    ابتسم " عماد " ، أطلق زفرة قويّة خرجت من أعماقه ، راح يتأمل أنامله في حيرة .. ثمّ قال :

- والله يا " عبد الله " لا أعرف ماذا أقول لك، أنا جد آسف، وأقسم لك أنّي لا أحمل معي سوى بضعة ليرات ، لن تكفيني لو دعوت خطيبتي إلى فنجان قهوة .

     أحسّ بندم شديد ، وبانفعال مرير ، وأخذ يلوم نفسه لأنّه عرّض حاله لمثل هذا الموقف المهين :

- (( غبيّ أنا ، كان عليّ أن أوافق " حموداً " وأشاركه في تهريب الدّخان .. " حمود " أصبح مهرباً كبيراً .. جيوبه امتلأت خلال فترة قصيرة .. أمي تقارن بيني وبينه بشكل دائم ، تلومني بدون رحمة ، تقول : 

- انظر إلى حمود .. يدرس ويصرف على نفسه وعلى أهله ، إنّه رجل .. أنت يافرحتي عليك لحظة تريني صورتك منشورة في الجريدة ، وكأن الشعر سيمنع عنّا الجوع ؟!)) .

       سار بمفرده ، واجهات المحلات تتحدى فقره ، وتفقأ عينيه ببريقها الأخاذ ، ومرّ بالقرب من مطعم .. شاهد الفروج المشوي يتلوّى فوق النار ، فرددّ :

- (( أنا لا أطمع بتناول الفروج ، " صندوشة " فلافل تكفيني .. اللعنة عليّ يوم أغضبت " حمود " ، لقد أخطأت يوم شبهته بالجرادة ، كان أكثر ذكاء منّي . ولكن كيف لي أن أكون
شاعراً ، ومهرّب دخان في آن واحد ؟!.. كان يجب أن أرفض عرضه المغري .. فأنا لا أقدر أن أكتب قصيدة ، إن لم أكن راضياً عن نفسي . )) .

       شعر بشيء يشبه الغصّة في أعماقه تقهقه وتسأل :

- وهل أنت راض عن نفسك الآن أيها الشاعر المبجّل ؟! .
- ليتني أعرف عنوان " حمود " ، سأبحث عنه لا شك . أمّا الآن عليّ أن أذهب إلى المدينة الجامعية ، سأطلب " انتصار " وأصارحها بحقيقة وضعي .. إنّ أحشائي تتقطع .. تتمزقُ .. تتعاركُ .. تقرقرُ .. تعوي.. تنهشني .)) .

       وتوقف ، تحيّر .. وتساءل :

- (( هل أعاود الكَرّةَ من جديد ؟.. وأذهب إلى " انتصار " التي أحبّها أستجديها بذلٍ وانكسار ؟!.. وهل ستتكرر نفسُ المسألة . )) .

          توجّه إلى " المنشيّة " ، انتظر طويلاً ، وهو يرتعش من شدّة البرد والجوع على السواء .. بعد زمن جاء باص المدينة الجامعيّة ، اكتظّ بالركاب ، ولأنّه لا يملك تذكرة في هذه المرّة 
حدث أن توقف الباص ، وصعد إليه المفتشون، أخذوا يطلبون التذاكر من الركاب ، حاول أن يختفي ، أن يتملّص ، أن تنشق الأرض وتبتلعه ، أن يقذف بنفسه من النافذة المكسورة ، فلم يفلح . ها هو المفتّشُ ببذتهِ الزّرقاء يقف أمامه ويطالبه بالتذكرة ..وحتّى ينقذ نفسهُ من هذه الورطة السّخيفة ، بادر
على الفور وناول المفتش هويته الشّخصية ، ليقوم بحجزها ريثما يذهب إلى الصندوق ويسددّ الغرامة .
 
     ودمدم في سرّه : 

- (( أنا لا أصدّقُ الذي يحصل معي ، هل هذا اليومُ يومُ النّحس ؟؟!!.)) .

       لم يجد " انتصار " في غرفتها ، أخبرته إحدى زميلاتها في الوحدة الرابعة ، أنّها خرجت منذ ساعتين ، ولا تدري إلى أين ؟.

       تسمّر في مكانه ، واقفاً ينتظر مجيء صديقته " انتصار " ، مضت أكثر من نصف ساعة ، فأدرك أنّها لن تأتي .. فجرّ قدميه المنهكتين وابتعد .

       رفع رأسه المبلل بكامل صلعته ، نحو شرفات الوحدة الرابعة ، فتلاقت عيناه الغائرتان بالفتاةالتي أبلغته بخروج " انتصار" ، تقف مع ثلاث فتيات في الطابق الثالث يتغامزن ويضحكن بشدّة .

     فانتفض قلبه كسمكة قذفها الصياد فوق الرّمل ، وغصّت حَنجرتهُ بألمه فأراد أن يبصق ، وإذ به يجهش في بكاء مرّ .

       عاد أدراجه من المدينة الجامعية ، سيراًعلى الأقدام المنهكة والمتورمة ، والدنيا مظلمة في عينيه الزائغتين ، من شدّة الجوع :

- (( الموت أهون من أن أصبح سخرية ، كان يجب أن أسافر ، اللعنة على الجامعة ، كنت أطمح بالشهرة والمجد ، وها أنا تحوّلت إلى سخرية .. بنبغي لي أن أجد " حمود" سأعمل
معه ، صدق " حمود " في قوله :

- معك قرش تساوي قرش . )) .

       ولأنه لا خيار له إلاّ بالبحث عن صديق يطعمه وينقذه من جوع هذا اليوم ، قرر أن يعود إلى منزل صديقه " بشير " الذي ذهب إليه صباح هذا اليوم ..فما أدراه .. لعلّ " بشيراً " كان بالفعل غير موجود في البيت ،أو ربما كان نائماً فلم يشأ أن يستيقظ باكراً. على أي حال " بشير " أفضل من جميع أصدقائه .

       استطاع أن يلتقي " ببشير " ، وما إن استقبله حتى ضحك ، وقال :

- أنا آسف لأني لم استقبلك صباحاً .. كنت نائماً حقاً . 

          ابتسم بينما كان الأمل ينبعث من أعماقه في حصوله على الطعام :

- كنت واثقاً أنّك موجود في البيت .

       دخل إلى غرفة الاستقبال الفخمة ، وإذ به يصطدم بعدّة أشخاص موجودين . فرمى السّلام وجلس شاعراً بالحنق من حظه السيء . قال " بشير " :

- أعرّفك على شركائي في التجارة .

- ابتسم مندهشاً :

- هل أنت تعمل إلى جانب دراستك يابشير؟.

قهقه " بشير " وأجاب :

- بالطبع .. أتريدني أن أكون مدرساً في المستقبل ؟!.

اتّسعت دهشته .. وسأل :

- إذاً لماذا تتابع دراستك ؟!.

- حتّى أرضي غرور بابا وماما ،هم متمسكون بالشكليات ، الشهادة الجامعية ضرورية في تقاليد عائلتنا .

       واستطاع " عبد الله " أن يرسم على شفتيه ، ابتسامة المجاملة في حين كان يسأل :

- وبماذا تتاجر " يابشير " ، شغلني معك إن كنت أنفع .

       وانفجر " بشير " بضحكة مجلجلة ، صارخاً في هياج :

- أنت لا تنفع ياصديقي في شيء ، سوى في الشعر ، لأنّك رومانسي .

      احتج " عبد الله " وأراد أن يقنع صديقه بأنه ليس رومانسياً ويصلح للعمل :

- قل لي بماذا تتاجر ، لأبرهن لك أنّي إنسان عملي . 

      احمر وجه " بشير " وقطّب وجهه وأشار بيده إلى الرجل البدين ، الجالس قرب التلفزيون الملون :

- اسأل " أبا درغام " عن نوع تجارتنا .

       فما كان من " أبي درغام " إلاّ أن ابتسم، وتكلم بصوته المتهدّج :

- نحن يأستاذ نتاجر بشراء البطاقات التموينية .. فما رأيك ؟ .

       انصعق " عبد الله " وأراد أن يتكلم ، لكنّ صوت " بشير " أوقفه :

- مارأيك ياصديقي ؟ .. أنا مستعد أن أدفع لك خمسمئة ليرة ، على كلّ بطاقةٍ تشتريها لي .

وسأل " عبد الله " في حيرة :

- وكم تدفع ثمن بطاقة الشّخص الواحد ؟.

- بألفين وخمسمئة ليرة ، باستثناء ما ستتقاضاه أنت .
وجم " عبد الله " برهة ، ثمّ رددّ :

- هذا حرام .. أنا بالفعل لا أصلح لمثل هذا العمل .

        وضجّ المجلس  بالضحك ، في حين كان " بشير " يرددّ :

- ألم أقل لك ، أنت لا تصلح إلاّ لكتابة الشعر.

       قدّم " بشير " لضيوفه الشّاي ثمّ القهوة، وسكائر أجنبية فاخرة ، و " عبد الله " في حالة يرثى لها .. وكلّما همّ
بالانصراف راودته فكرة أن ينصرف شركاء صديقه قبله ، وبالتالي سيطلب الطعام من " بشير " حتى وإن تقاعس عن إحضاره .

      من خلال الجلسة علم أن شركاء " بشير" كانوا مدعويين على تناول الغداء ، ولقد تناولوا غداءهم قبل مجيئه بلحظات، وعرف أيضاً أن "بشير " قدّم لضيوفه( لحم بعجين) فقال حتى يحرّض " بشيراً " على إحضار بعض الأقراص له :

- والله ياأخي ( اللحم بعجين ) لذيذ ، أنا أفضله عن سائر المأكولات .

       فابتسم الجميع دون أن يحرّك " بشير " ساكناً .

       وبعد فترة شعر بالدوار .. وبالغثيان .. وبلعابٍ شديدٍ ، يملأ فمه ، وازداد شحوب وجهه ، أخذ جسده النحيل برتجف
 .. وانتبه الحضور إلى حالته، فأسرع" بشير " لإحضار  كأسِ الماءِ لهُ، وسألهُ شريكُ " بشير " الضخم الجثة :

- لعلّكَ جائع ؟!.

       أراد أن يغتنم الفرصة الذّهبية ، ويرغم  " بشيراً " على إحضار الطعام :

- والله أنا لم أفطر .. ولم أتناول الغداء .

       وأخذ الجميع يلومونه .. حتّى " بشير " دون أن يتحرّك :

- هذا لا يجوز .. الجوع كافر .. عليك أن تعتني بصحّتك .

      ولم يبادر " بشير " لتقديم لقمة لصديقه.

          حان وقت الغروب ، وأخذ القوم يتململون ، وينظرون في ساعاتهم . قال شريك بشير:

- متى وعدتَ الجماعة بحضورنا إليهم ؟ .

رد " بشير " :

- في تمام السّادسة .

     أدرك " عبد الله " أنّ القوم ، ينبهونه إلى ضرورة الانصراف
 .. نهض مستأذناً .. وما إن خرج حتّى صفعته الأمطار الهاطلة بغزارة لا مثيل لها .. حاول أن يحمي صلعته بيديه ، وانحنى راكضاً ومحتمياً بالشرفات .. وحين دوى الرّعد بقوة هزّت الأرض ، كان على " عبد الله " أن يقرفص فوق الرصيف ليتقيأ
فوق جداول الماء المتدفقة .

          الشوارع خالية ، مرعبة ، وعليه أن يجتاز طريقه من " الجميلية " إلى" حيّ الأعظمية" وهذه المسافة ستستغرق نصف ساعة معه بالتأكيد .

- (( سأترك الجامعة ..وأرجع إلى أهلي .. أعمل في أرضنا .. إن فشلتُ في تحقيق حلمي ، فهذا لا يعني أن أشارك " حموداً " أو" بشيراً " .. سأبقى إنساناً نظيفاً . )) .

       وفور أن دخل بيته ، وجفّف نفسه بعض الشيء .. هرع إلى المطبخ ليلتهم حبّات الزيتون . وبدرت في ذهنه فكرة .. جعلت الأمل يستيقظ في أعماقه الجائعة :

- (( نعم .. سأنزل وأبيع للسمّان كتبي الجامعية .. بالكيلو .)).
     أحضر حقيبة جلديّة يستعملها عند سفره لأهله ، ملأها بالكتب بسرعة جنونية .. لم يعد قادراً على الاحتمال، إنّه مهدّد بالسقوط .

       وبينما كان يهبطُ الدرجَ المعتمَ ، فجأةً توقفَ عن النّزول ، والدّهشةُ تقفزُ من عينيهِ الغائرتينِ ، هذا غيرُ معقولٍ .. إنّه لا يصدّقُ مايراه ، إنّه العجوزُ والده !!! .. يتوكّأُ على عكّازِهِ ، بينما يحملُ في يدِهِ الأخرى سلّةَ قَشٍ مليئةً لا شكّ بالأطعمة .
       لا .. لا يقدر أن يصدّقَ أنّ هذا المقوسَ الظهّرِ أبوه ..

         فوالدهُ مريضٌ لا يقدرُ على النّزولِ إلى المدينة .. تأمّلَهُ جيداً .. اقتربَ منّهُ أكثرَ ، والدّمعُ ينفرُ من عينيهِ .. وانبعثَ
صوتُهُ المخنوقُ من أعماقِهِ :

- أبي ؟؟؟!!!.

     كان الكهلُ رافعاً رأسَهُ الملفّعَ "بالجمدانة" السّوداءِ ، نحو " عبد الله " وفوقَ وجهِهِ المكسوّ بالتّجاعيدِ ترتسمُ على فمهِ الذي خلا من الأسنان منذ أمدٍ بعيدٍ ، ابتسامةً عذبةً ، دافئة . في حين كان يَلهثُ بعنفٍ وصعوبة :

- منذ الصباح وأنا أبحث عنكَ ياولدي .

       اندفَعَ نحوَ والدِهِ .. احتضنهُ بشدّةٍ .. بعنفٍ .. بقوّةٍ .. بشوقٍ .. بحنانٍ .. برقّةٍ .. بحُرقةٍ .. انحنى على يدِهِ التي تتمسّكُ بعكّازِها ، قبّلَها بحرارةٍ بالغةٍ ، أحسّ بدفئها، بنبضها ، بخلجاتِها ، بحنانِها ، فلم يكن يدرُكُ مدى حبّهِ وتعلقِهِ بأبيه ، قبل هذهِ اللحظة .

             وفجأةً .. تحوّلت يدُ والدِهِ المعروقةُ ، والراعشةُ ، والمتشققةُ ، أمام عينيهِ الدّامعتين إلى واحةٍ خضراءَ ، تشبه الرّيف بخيراتِهِ وعطاءاتِهِ ، وعاداتِهِ . 

     في حين كان " عبد الله " يصرخ ، بصوت شبيه بالنباح :

- آهٍ يا أبي .. لو تدري كم المدينة ابنة كلب ؟!.

                        مصطفى الحاج حسين .
                                    حلب

ومضة شعرية تحت عنوان {{بين عينيكِ وبيني}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


 بين عينيكِ وبيني 

ألفُ قبلةْ 
همسُكِ النُّسرين يحكيكِ
حكايَا
إنكِ في الروحِ نيسانٌ يغنّي
ألفَ هندٍ ، ألف دعدٍ   
ألفَ ليلى 
ألفَ عَبلةْ 
وفؤادي فيه منك 
ألفُ جفن ضاع مني 
 في عيون العشق 
أهداباً لنبلةْ ....!!

سهيل أحمد درويش 
سوريا _ جبلة

نص نثري تحت عنوان{{هل تعلم شيئا عن الأمان}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{لينا ناصر }}


هل تعلم شيئا عن الأمان؟!
ذلك الشعور الذي يرافق حضور شخص ما، 
وكأنه قابع تحت إبطه، 
لا يمكنك تذوقه إلا حين تستشعر حضوره؟ 
هل تعي مامعنى أن تكون أنت!! 
ذلك الشخص!!؟ 
هل تدرك أن القلب يعشق ،ويتعلق، 
ويتقلب في الهوى على سبعين محمل، 
ولكنه يشعر بالأمان في حضور شخص واحد فقط؟! 
نعم انا لا أعشقك!! 
لا أريد حتى!! 
ولست الرجل الذي لطالما حلمت به
ولا الذي يناسب مقاسات جنوني!! 
لكنك
الرجل
الذي يجعلني أتحدث مع نفسي في حضوره.. 
الرجل الذي أبكي أمامه ،
وأمارس سخافاتي دون خوف، دون خجل.. 
الرجل الذي أرتكب الحماقات وأخبره بها دون ارتباك
أو وجل من تأنيبٍ هنا ونقدٍ لاذعٍ هناك.. 
أجل،، 
يليق بك،، 
أن أسميك نفسي.. 
مرآة روحي.. 
لا لا تظن أنني أغازلك،، 
إنني أغازل نفسي من خلالك.. 
لانني من خلالك أعرفني، 
من خلالك أراني.. 
من قال ان الحب هو اعظم ماتمنحه الأنثى لرجل أو حتى مايمنحه الرجل لأنثى؟ 
أنت لست شخص يليق به عشق معلب،، 
 ولا شخص تنصفه بعض عبارات غزل جاهزة،، 
 ولا حتى ذاك الذي يليق به،، 
 ان يكون ضحية غزوات مشاعر،
 ونزوات زائفة.. 
تليق بك
أنا!! 
فقط.. 
أنثى تراك تارة طفلاً، 
وتارة رجلاً ،
وفي مكان ما عجوز ،
وعلى أرجوحة ذكرى ما ،مراهق..
تلك التي تبعثرك ،
تجعلك تعيش مراحل حياتك جميعها في لحظة..
وكأنك في كل لحظة معها ،
تولد من جديد..! 

لينا ناصر 

خاطرة تحت عنوان{{ماذا الآن ؟}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


ماذا الآن ؟
القهوة 
ماذا بعد ؟ 
الوحدة 
ماذا بعد ؟
المنفى 
ماذا بعد ؟
الجحيم 
ماذا بعد ؟
القلب الذي فقد الشرايين ..
ماذا بعد ؟
خربشة..
ماذا بعد؟
يزيد مجيد

ليبيا 

قصة قصيرة تحت عنوان{{خداع}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{محمد كامل محمد}}


خداع
أجلس على مكتبى منهكا، فعيوني لم تغمض طوال الليل، أحدق في الملفات المكدسة أمامى، ثم أدير نظري عنها، أرتشف فنجان من القهوه، فأستعيد بعض من حيويتي، ابدأ بترتيب أوراقي حسب أهميتها وأنغمس في عملي، أقوم بجميع المهام التى وكلت إليّ.
ينتهى اليوم الروتيني الثقيل فأخرج من عملي على عجل، أهبط درجات السلم، وعند المدخل يدهشني أجتماع حشد كبير من الناس، يلتفون حول شخص ممزق الثياب، ينهالون عليه ضربًا، بينما يصدر بعضهم السباب واللعنات عليه، يحاول بشتى الطرق الأفلات من بين أيديهم، فيحكمون سيطرتهم عليه، يستريحون قليلاً من عناء الضرب، ويعاودون ثانية منهالين عليه باللكمات والألفاظ الجارحة.
أدنو منه حتى يمكنني رؤيته بوضوح لتجنبه في مرات قادمه، الدماء تتدفق في سيلانها فتكسو وجهه، يطأطأ رأسه ليتخلص من وطأة الحصار حوله، يوجهون إليه أسئلة ولكنهم لا يمهلونه فرصة للأجابة عليهم، أقترح بعضهم أقتياده إلى مركز الشرطة، وافق الآخرون لمنعه من السرقة ثانية، 
يتقاذف إلى سمعى نحيب سيدة، أدير رأسي صوب الصوت، ألمح سيده عجوز تجاوزت الخمسين، تقبض بيديها على حقيبتها الصغيرة، ثم تخرج محتويتها وتبعثرها على الأرض، وتلملمها سريعًا وتنتصب واقفه وتبدي رأيها.
يتفق الجميع على تقديمه للشرطة ومثوله بين أيدى العدالة، يدنو منه أحدهم، يكيل له سيل من اللكمات المتتابعة، يصر على أن يقوده بنفسه للقسم، يجرجره من ثيابه الرثه الممزقة، وينصرف الجميع من حوله، فيعود الشارع إلى هدوئه وطبيعته، ولكن مشهد اللص لم يفارق خيالي، ببشرته 
الداكنة ووجهه المطلى بالدماء.
وعلى مشارف الشارع الذى أقطن به، أمر بجوار المقهى الشعبي الذى يجمعني بأصدقائي كل ليلة، بالصدفة تسقط نظراتي على اللص ممزق الثياب، أغتسل وغير بعض من هيئته، وأزال أثار الدماء من وجهه، وإن كانت قد تركت أثرًا على ملابسه، يجلس مبتهجًا واضعا قدم على الأخرى، يجلس بجانبه نفس الشخص الذى أقتاده من قبل إلى قسم البوليس، يتقاسمون أموالًا فيما بينهم وتجلجل ضحكاتهم.
محمد كامل محمد

مصر 

قصيدة تحت عنوان{{فاقد الشيء كريم}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{مقداد ناصر}}


 فاقد الشيء كريم 


فاقد الشيء اكثر من يعطي
و خير من يخفف عنك البلاء

لا كل مترف في انعامه مانح
و لا كل ذو عوز فيه شح البخلاء

فبعض رماد النار طهر للجروح
و رب محروق ينير الدرب بسخاء

بعض الماء يزيدك الما و عنى 
اذا صب في غير محله كدواء 

حريق القلب لا يطفأه قطر 
بل تحرقك أحيانا دموع البكاء 

خذ القناعة من رفيق العوز 
و يسلبك مترف جلبابك و الرداء 

الغنى غنى ألنفس لا الجيوب 
شحيح ألنفس غني بالخيلاء 

فاقد الروح في اوج عطائها 
ذاك من لا يعطي و ليس فيه رجاء 

مترف الخلائق و الانوار تحفه 
يعطيك ألنفس جوادا كالنبلاء 

مقداد ناصر.. العراق.. 21/4/2021
Mukdad #اريج_الذكريات#

قصيدة تحت عنوان{{لا أهواك }} بقلم الجزائرية القديرة الأستاذة {{حورية بن براهم}}


 (  لا أهواك  ) 


أطلتُ انتظارك 
و زاد عصيانك 
و فاق غرورك 
صرخ صمتي فوق رغباتي
عاندتني كبريائي و عزتي 
أنا ماعدتُ أهواك
إرحل دون رجعة
ليته يكون جميلاً من قبيلك 
إرحل و عجّل بخطاك 
قلتُها  بكبرياء ...
بدمعي لا أبكيكَ 
 خمدت الأشواق لا أشتاق
 لا رجاء عندي للقياك 
 أوصدتُ أبواب الهوى 
نعم مازلتُ بقلبكَ ..أعلم  !!
لكنّني أفرغتُ قلبي من هواك 
و عزفتُ لحن نسيانك نغما
 أردّده دون اشتياق ☝
دون وداع و فراقك ...
  إنّي لا أهواك  !!

                                       حورية بن براهم

قصيدة تحت عنوان{{سحب أمنيتي}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{رياض النقاء}}


 سحب أمنيتي

قد تبدو هي أمنيتي  
احالت مناي وبعثرتي
إلى ضجيج الصمت 
ومافيها سبل ملحمتي
الا ما جادت سر  رغبتي
حطامي بين موجيك
لعلي الملم اشرعتي 
وهذا البوح منك شراستي
اقطن في عرش ملكتي
بين صوت يزلزل ....
وبين حرفي شاخت احجبتي
الا ياسبيلي النابض ...
لعلك تقراني ....
وظلك ينساب ...
يلملم جراحي اللاهبة 
ويضرم نار الهشيم بشجوني
علها تبتسم ثغور شمسي
واسترق من نبض الحنين مهداي
إليك ياعزيزتي ومتقلب شططي
خذيني بين اروقة عرشك
وامنحيني تاج بسمتك الفاخرة
وهيبة عنفوانك يالذيذ الوله 
انتظر متراشق مطر امنيتي
ياحسا متدفقا نال مودتي 
رياض النقاء 
العراق

خاطرة تحت عنوان{{نبع الصفاء}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{منصور عياد }}


 " نبع الصفاء "


    شعر / منصور عياد 

بالقربِ من ربي الأمانُ
 يقودني 
 لسعادةٍ  بتلاوة الآيات 
أزهو بصومي
  في  النهار لأنّه
نبعُ الصفاءِ 
وزينةٌ لحياتي 
في ليلهِ 
 يبدو القيامُ منارةً
 والروح ُ 
تسرعُ نحوها  الخُطواتِ
شوقًا لطاعة  ِرِّبها 
 مسرورةً
  بصيامها 
ما أجملَ الطاعات ِ

قصيدة شعبية تحت عنوان{{ياللي إنت قلبك}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة {{ميرڤت ناشد}}


 ياللي إنت قلبك...

كان ليا سكن وبيت
ليه بعدت عني...
 وأستغنيت...!!! 
ياللي إنت قلبك...
 كان ليه دفا.... 
ليه حبك ليا.... 
راح وإختفي...!!!! 
ياللي إنت قلبك...
 كان ليا دنيا.... 
ليه سبتني...
 أتوه ف الدنيا...!!!! 
ياللي إنت قلبك...
 كان ليا حياة.... 
ليه خلتني أموت....
علي قيد الحياة..??? 

(ميرڤت ناشد)

قصيدة تحت عنوان{{رنت وغنت وقالت بيت شعر }} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عبدالسلام رمضان}}



رنت وغنت وقالت بيت شعر 

آلا من عاشق يهواني فأطرب


أفني له الروح والجسد وكيف  

ما شاء يلعب بي ثم يعرب


فقلت وما الأعراب فيك إلا تسلقا

كلما تسلقنا بسفح مشقة يصعب


عربنا أول شطر وتاهت دروبنا

أفعالك الياقوت والدر والذهب


إن كان نحوي بنحوك ضالعا

فمن يشعل النار غير النار والحطب


من قال فيك كلام بغير موضعه

فقد أشقاه عمره ونال الهم والتعب


أنا المعنى الوحيد الذي فيك غارقا

ومن دوني لكل الناس قد كذب


سأرسم من قاب قوسيك سلما

يحبس الأنفاس كما الفلك إن ركب


تشاطرني الروح ومجرى الدم فلذتي

كأني لدغت بناب أفعى وذنب عقرب


فسارت كما سار مجرى الدم بدوحتي

حتى غزانا الحب نواهلا وبات معذب


فهل أحدثك عن الشوق الذي أشتاقه

وكم أشتاق الى البيت الحرام ويثرب


تمنى الفؤاد آماني من سنين وكم رجا

من بئر زمزم مغتسل ومنه أشرب


،،،،د

بقلم 

عبدالسلام رمضان 

قصيدة تحت عنوان{{جلست والخوف بعنيها}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{علي جابر الكريطي}}



جلست والخوف بعنيها

والبؤس اغتال محياها 

ثلاث بنات تحضنهم 

تشكو من فقر أضناها 

لا أحد يسمع شكواها 

ثلاث بنات قد جعن 

وذلك فاقم بلواها

لا تدري جوعا ينهشها

فجوع بناتها أنساها 

لا تدري كيف تواسيهم 

والدمع أغرق عينها 

لا تملك قوتا تحضره 

ورغيف قد صار مناها 

كم كدت في الدنيا كدا 

والكد كثيرا أعياها

ثلاث بنات تحضنهم 

قد متن جوعا لولاها 

قد عاشت بؤسا أنهكها 

والدهر مرارا أسقاها  

والزمن الاغبر حاربها 

بالفقر القاتل أشقاها 

ما اهتمت للبؤس ولكن 

بؤس بناتها قد آذاها 

سحقتها الأيام سحقا 

وكثيرا مالت دنياها 

علي جابر الكريطي العراق 

قصيدة تحت عنوان{{نداء روح}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{نهاد احمد}}



نداء روح

تمحو ألم خصام نبضة عند سحر

فتهطل شوق على فؤاد لعناق ينتضر

ماكان نأيه ليمحو وله كجبل مستقر

ماض بخطاه راغب بجنان متيم وثمر

أويسلو عشق على القلب نقش حجر

أم يرمق خضر الدمن ولها من عرشه ينفر

كيف والروح معلقه وهواه بعمق جذر

بنابض لاعين له ولا أمنية بعتق من الجمر

انبأه ان آثر هجر ان له عودة كقمر

يأفل بحظرة شمس وبغسق خلفها يجر

آه لو أبصرت فناءه وكم ليله يعتمر

لاسوارك مكتحل بنضرة كسائل مصطبر

يبتغي رشفة من ضمأ تمده بعمر

أو قبس من نورهم يهبه البصر

لا عودة من هيام وان حكم الدهر

فكيف يلوذ بضله الهمام يتقهقر

وهو للروح بكفه بحملها ينثرها كدر

ليضيء السبيل لمن هو للقلب محتكر

أوردت روحي حياض وشهد نهر

أو تقطع كف كانت تروي العشق كشهد من علاه منهمر


نهاد احمد

بغداد 20/4/2020 

قصيدة هايكو تحت عنوان{{رمضان}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{محمد مهدي الخطيب}}



هايكو رمضان


رمضان

مازال الخير وفيرا 

أهلّ هلاله.


//////////////

في رمضان

مع العائلة تحلو

موائد الإفطار


////////////////


رمضان 

تتسابق الأيادي على المائدة 

مدفع الإفطار 


///////////////


رمضان 

كل الليالي متاحة 

مغفرة و رحمة.


////////////////


عند الفجر

فوانيس السماء الصافية 

يحلو الابتهال 


///////////


عند الفجر

يوقظ طفلي على السحور

المسحراتي 


محمد مهدي الخطيب/ سورية 

قصيدة تحت عنوان{{كيف أكون}} بقلم الشاعر الأردني القدير الأستاذ{{الأصيل_احمد_جغبير}}



كيف أكون

:

في وطني

بلا أبناء بلا إخوه

بلا أصدقاء

أين الوطن

عاري ليس ثياب

بل ظهيرة ومساء

ليلٌ ونهار 

بِلا حُلُم

بِلا أنيس يغار

الشر يغازلني

والأكف تتراقص حولي

بلا شُرطِي يُدافع عني

غناء لدمعة عين

وطرفةٌ لا رمش لها

غناء بلا أوتار

وبلا طبال

طيفٌ وخيال

كالشيطان يتكبر

على مفارش عمري

محلات بيع وشراء

بلا معرض

وعيون لا تعرف البكاء

خجل يعتريني

بين الفقهاء

وورد بلا أشواك

أين الحياة

وأين الصفاء

والأوطان بليغة الجراح 

في مآتم الشهداء 

ومسارح الضحكات 

:

#الأصيل_احمد_جغبير