الأحد، 31 أغسطس 2025

مقال تحت عنوان{{الانتحار.. جرح الإنسان بين الفلسفة والدين والأدب}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{ أحمد الموسوي}}


 "الانتحار.. جرح الإنسان بين الفلسفة والدين والأدب"


أعرف ان الحديث عن الانتحار يشبه المشي على حافة مرآة: ترى الوجوه كلها في وقت واحد، الموجوع والقلق والواقف بعيدا يفتش عن معنى. ليس الانتحار حكاية فرد يقرر فجأة ان يغادر، بل قصة طويلة من اسئلة المعنى والعدالة والقدرة على الاحتمال، تتشابك فيها النفس والمجتمع والدين والادب والفلسفة.

حين تضيق الروح، يميل الانسان الى تصديق ان العالم لا يسمع، وان الالم سيبقى الى الابد. لكن التجربة تعلمنا ان الالم نفسه كائن متقلب؛ يعلو ويهبط، ويتبدل لونه اذا دخلته يد رحيمة او كلمة صادقة او خطة علاج. هنا ينهض الوعي الديني والاخلاقي ليحرس الحياة: في القرآن نداء صريح يحوط النفس بحرمة وكرامة، “ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما” و“ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة”، ثم باب واسع للرجاء لمن اثقلته اخطاؤه او آلامه: “قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله”. ليس هذا خطاب تهويل، بل تذكير بانك عزيز على ربك، وان اليأس ليس قدرا، “انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون”. وفي السنة تنبيه حازم الى خطورة الاعتداء على النفس، مقرونا بادب الدعاء عند الشدة: لا نتمنى الموت، بل نقول “اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي”. مقصد هذا الخطاب ليس ادانة الموجوع، بل سحب يده من الحافة ووضعها في يد رحيمة تؤنس وتداوي.

على الجانب الفلسفي، سأل كامو يوما: هل الانتحار هو المسألة الفلسفية الجدية الوحيدة؟ كان يريد ان يقول ان سؤال المعنى يسبق كل الاسئلة. ظن قوم من الرواقيين ان الخروج من الحياة قد يكون خيارا اذا انعدمت الكرامة او اشتد الالم، لكن اخلاقا اخرى رأت ان الكرامة نفسها تتجلى حين نصون ذواتنا ولا نستخدمها كوسيلة للهروب، كما قال كانط. والواقع الاجتماعي يضيف طبقة ثالثة للمعنى: دوركهايم يذكّرنا ان الروابط حين تضعف، والمعايير حين تضطرب، والبطالة والفقر والعزلة حين تطبق، يصبح الفرد هشّا، لا لانه ضعيف الخلق، بل لان الشباك الممزق لا يمسك الطيور. الفلسفة هنا لا تعظ، بل تضيء: الانتحار ليس قرارا في فراغ، بل نتيجة منظومة تحتاج ترميما.

والادب؟ الادب مرآة القلب. لا يبرر الفناء، لكنه يقرأه. من اوفيليا التي تبتلعها المياه في مخيلة شكسبير، الى مأساة روميو وجولييت حين تغلب الحماسة على البصيرة، الى آنا كارنينا التي سحقها خلل المعايير والجفاء، ومن يوميات فرجينيا وولف وسيلفيا بلاث الى مأساة خليل حاوي في عالمنا العربي، نلمح كيف يمكن للجمال حين يعوزه الحضن الاجتماعي ان ينكسر. ليست هذه الحكايات دعوات الى تقليد المصير، بل تحذيرات بليغة من ثمن السكوت، ومن خطورة التجميل الرومانسي للهاوية.

وللانتحار اسباب تتشابك كما تتشابك الجروح: اضطرابات مزاجية حادة، ادمانات، آلام مزمنة، صدمات طفولة، الى جوار عزلة قسرية وفقر وبطالة وعنف اسري وحروب ونزوح. يضاف اليها زمن رقمي يضخم المقارنة، وينشر التنمر، ويفتح ابواب عدوى سلوكية اذا غاب الوعي الاعلامي. حين يشتد هذا كله، يسمع الفرد همسا خبيثا يقول: انته الامر. والحقيقة ان الامر لم ينته؛ ما يزال هناك طبيب ورفيق ومرشد وروح تتنفس.

تأثير الانتحار على المجتمع لا يمر كغيمة صيفية. هو دائرة تتسع: عائلة تفقد ركنا، اصدقاء يتقلبون بين ذنب وغضب وحيرة، مؤسسة تخسر خبرة، ومدينة تشعر بان ناقوسا ضرب في ضميرها. الاعلام حين يسيء التغطية يضاعف الجراح باثر العدوى، وحين يحسنها، يفتح مسارات طلب العون. الخطاب الديني حين يختزل الامر في الوعيد فقط يزيد العزلة، وحين يجمع بين التحريم والرحمة يرد الناس الى الحياة.

لمسة واقعية لوجعٍ حقيقي
هل تعلم أن الإحصاءات تشير إلى أن الانتحار هو السبب الثاني للوفاة بين الشباب (15–29 سنة) عالميًا؟ وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، تحدث حالة انتحار كل 40 ثانية، أي حوالي 800,000 حالة سنويًا. في العالم العربي، تُظهر بعض الدراسات كيف أن كل حالة انتحار تُحدث في مدونة الحياة صدى عاطفيًا طويل الأمد، يقوده الحزن نحو الفجيعة، والخجل نحو الصمت، ما يجعل من الجرح مهمّة جماعية لرفع الحاجز عن النفس المتعبة.
هذه الأرقام ليست جردًا جامدًا، بل وقود لصوت الرحمة الذي نريد أن يكون أعلى من همس اليأس.

ماذا نفعل اذا؟ اولا نلتقط الاشارات قبل ان تستفحل: يأس معلن، وداع غير معتاد، عزلة مفاجئة، ترتيب وصايا، حديث متكرر عن انعدام الجدوى، تعاطي مفرط. لا نستهين ولا نجلد، بل نصغي. الاصغاء نفسه علاج اول. نمد الجسر الى اهل التخصص، فالعلاج النفسي والدوائي ليسا ضعفا ولا قلة ايمان، بل ادوات رحمة. نعين الموجوع على كتابة خطة امان: بمن يتصل اذا هاجمه الاندفاع؟ اين يذهب؟ من يرافقه؟ كيف يبعد نفسه عن الوسائل الخطرة؟ ونفتح له باب المعنى العملي: مهام صغيرة قابلة للتحقق، جسد يتحرك، نوم منتظم، عمل تطوعي يعيد للروح احساس الجدوى، عبادة تلم القلب وتعيده الى مركزه.

على مستوى الاسرة، نبدل لغة اللوم بلغة الحضن. نسأل دون تحقير، ونرافق دون فضول. في المدارس والجامعات ودور العبادة، نصنع “حراس بوابة” يتدربون على التقاط الاشارة الاولى. وفي السياسات العامة، نقلل التعرض لوسائل الانتحار، ونيسر الوصول الى خدمات الصحة النفسية، ونصنع مسارات علاج مغطاة وميسورة. اما الاعلام، فيلتزم اخلاق التغطية: لا تمجيد، لا تفاصيل عن الوسائل، دائما روابط الى خطوط المساندة. وبعد كل مأساة، لا نترك العائلة وحدها؛ الدعم اللاحق ليس ترفا، بل سد للثغرة ومنعا لانتقال الوجع.

يبقى الدين، وهو ليس سوطا في يد الناس، بل ماء بارد يسكب على قلبهم. حين يقول القرآن “ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما”، فهو يجمع بين النهي والرحمة في جملة واحدة. كأنه يقول: حياتك امانة، وانت محبوب، فلا تسلم نفسك لليأس، وتعال نبحث معا عن باب. وحين ندعو “اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي”، فنحن نعلن ثقتنا بان للخير طرقا لا نراها حين يغيم الرأس.

لست اكتب هذا لاضيف ورقا الى رف، بل لاشير الى حبل يمكن لكل واحد ان يمسكه. اذا شعرت ان الهاوية تقترب، تكلم. اذا رأيت شخصا يلوح له اليأس، اقترب. كلمة واحدة صادقة قد تغير مسار يوم كامل. والايام، شاءت ام ابت، هي المادة الخام التي نصنع منها معنى جديدا.

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 08.30.2025
Time:10pm

قصة تحت عنوان {{جحيم نُورا الوحيدة}} بقلم الكاتب القاصّ اللبناني القدير الأستاذ{{محمّد الحسيني}}


مقهى السّاعة الرّابعة 3
"جحيم نُورا الوحيدة"

الرّابعةُ وجهُ ساعةٍ يَشقُّ صدرَ الليل...
يَشقُّ صدرَ الليل بسكّينِ الذّكرياتِ الملعونة، حين تقفُ نُورا وحيدةً أمامَ مرآةِ روحِها السّوداء.
تتحرَّرُ الوحوشُ المدفونةُ في قبرِ قلبِها، وتبدأُ الذّكرياتُ تنزفُ دمًا أسودَ على أرضِ المقهى الملعون.

المقهى يتشكَّل حولها كجحيمٍ شخصي... الجدرانُ تصيرُ شاشاتٍ من لحمٍ تعرضُ كوابيسها، والنادلانِ الأشباح يضعان أمامها كؤوسًا مملوءةً بدموعِ زوجِها الميّت وصُراخِ كريم المسجون.

صاحبُ المقهى الشّيطاني يشيرُ إليها بإصبعٍ كالعظم:
«تكلَّمي يا نُورا... تكلَّمي، وإلّا ستنفجرُ روحُكِ من الدّاخل!»

نُورا تبدأُ النّزيفَ النّفسي...
تبدأُ تحكي، وصوتُها يَنكسِرُ مع كلِّ كلمة:

اعترافُ الدَّمِ الأوّل:
«كنتُ سكرى... سكرى مثلَ خنزيرةٍ في وَحلِ الخمر!
زوجي قال لي: دَعيني أقود، أنتِ تترنَّحين.
لكنّني... لكنّني ضحكتُ وقلت: أنا مَلِكةُ الطّريق!»

فوق رأسِها يَنفرِجُ الصّراع:

صوتٌ يصرخ: «قودي! أنتِ أقوى من الخوف!»

صوتٌ يرتعد: «ستَقتلين نفسَكِ وإيّاه!»

صوتٌ يَحكم: «المرأةُ العاقلةُ تُطيعُ زوجَها!»
لكنَّ الغُرورَ انتصر... والغُرورُ مَقتلة!

المقهى يهتزُّ، والسُّكرة تتجسَّدُ كوحشٍ أخضر يُراقِصُها: «أنتِ قتلتيه... أنتِ قتلتيه... أنتِ قتلتيه!»

اعترافُ العارِ الثّاني:
«في المستشفى... رأيتُه ينزفُ كنهرٍ أحمر، والأطبّاءُ يركضونَ حوله كالنّمل.
وأنا... واقفةٌ أبكي وأرتجف، وأكذبُ على نفسي!»

الذِّكرى تخرجُ من الجدران كشبحٍ دموي:
زوجُها يموتُ وحيدًا، يمدُّ يده نحوها وهو يهمس: «أحبُّكِ نُورا... سامحيني لأنّني لم أحْمِكِ من الحادث.»

«قال لي سامحيني! هو يطلبُ السّماحَ منّي وأنا قاتلتُه!
والأطبّاءُ يسألونني: من كان يقود؟
وأنا أكذبُ... أكذبُ كشيطانة: زوجي... زوجي كان يقود.»

فوق رأسها الحربُ تشتعل:

صوتٌ ينوح: «قولي الحقيقة! أنقذي روحَه من الذّنب!»

صوتٌ يهمس: «لا تقولي شيئًا! أنقذي نفسك!»

صوتٌ يصدرُ حكمًا: «القاتلةُ يجب أن تعترف!»
لكنَّ الجُبنَ انتصر... وزوجُها ماتَ وهو يحملُ ذنبَها!

اعترافُ الخيانةِ الثّالث:
«وبعدَ الجنازة... أتى كريم، أخو زوجي الطيّب، شابٌّ في السّابعة والعشرينَ بقلبِ ملاك.
رآني أنهار، وظنّ أنّني حزينةٌ على زوجي.
قال للشّرطة: أنا كنتُ أقودُ السّيارة!»

الخيانةُ تتجسَّد كأفعى سوداء تلتفُّ حولَ عُنقها وتهمس: «اتركيه يذهبُ إلى الجحيم مكانك ...»
«والضّابطُ نظر إليّ وسأل: هل هذا صحيح؟
وأنا... والله... فتحتُ فمي لأقولَ الحقيقة، لكن...»

فوق رأسِها المعركةُ الأخيرة:

صوتٌ يزأر: «قولي لا! أنقذي البريء!»

صوتٌ يتوسّل: «قولي نعم! أنقذي نفسَك!»

صوتٌ يَحكم: «البَراءة أهمُّ من السّلامة!»
لكنَّ الشّيطان فيَّ انتصر... وقلتُ: نعم، كريم كان يقود.

المقهى يمتلئُ بالعقاربِ السّوداء... عقاربُ الذّنب تَزحفُ على جسدِها وتَلدغُها، كلُّ لدغةٍ ذكرى مؤلمة.

اعترافُ الجنونِ الرّابع:
«ستّةُ أشهرٍ يا إلهي... ستّةُ أشهرٍ وأنا أرى كريم في السّجن مثلَ طائرٍ مكسورِ الجناح، وأنا حرّةٌ أتنفّسُ هواءَه المسروق!»
كوابيسُها تتراقصُ حولها: كريم خلف القضبانِ يبكي، كريم ينحف، كريم يشيخ قبل الأوان.

«زرته مرّةً واحدة... مرّةً واحدة فقط لأنّني لا أستطيعُ النّظرَ في عينَيه الطيّبتين.
قال لي: كيف حالك يا نُورا؟
وأنا... بكيتُ مثل مجنونة وقلتُ له: سامحني.
قال: على ماذا؟ أنا اخترتُ حمايتك!»
تصرخُ في المقهى: «اختارَ حمايتي! البريءُ اختارَ حمايةَ القاتلة!»

اعترافُ الجنونِ الخامس:
«كلُّ ليلة... كلُّ ليلةٍ ملعونةٍ منذ مئةٍ وثمانين يومًا، أستيقظُ في السّاعةِ الرّابعة... ساعةِ موتِ زوجي في المستشفى!»

الكوابيسُ تملأُ المقهى: وجهُ زوجها الميّت يطيرُ حولها، وجهُ كريم خلفَ القضبان، صوتُ الضّابط يسأل: مَن كان يقود؟
«أحلمُ أنّني في المحكمة... والقاضي يحكمُ عليَّ بالإعدام، وأنا أصرخ: لستُ مذنبة! لستُ مذنبة! لكنَّ دمي يصرخ: أنتِ قاتلة!»

الأرواحُ الثّلاثةُ حولها تبكي، والمقهى يُصبحُ جحيمًا من الذّكرياتِ المحترقة.
نُورا تسقطُ على رُكبتيها: «أنا... أنا لا أستطيع! أنا مجنونة! قتلتُ زوجي وسجنتُ كريم وأعيشُ حرّة! أنا لا أستحقُّ الحياة!»

وفجأة... ينشقُّ سقفُ المقهى، ويدوّي الرّعد...

✍️ محمّد الحسيني ــ لبنان 

قصيدة تحت عنوان{{يا قيثارةَ الحروف}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة{{ملفينا توفيق ابومراد}}


يا قيثارةَ الحروف 🎸
بكِ يستوطن الشجن
كمْ تسعى إليكِ الألوف
لتنسى ثِقَلَ المحن

أنتِ للفكر وبالفكر،
دواءٌ للقلبِ المحفوف
بالمخاطرِ، بأهوالِ الزمن

لا يُستهانُ بطنينكِ
الحاملِ مآسي المحن
لا يستكينُ لصَفعاتِ قهرٍ
قد تُرغمنا أن نرتهن

لكنّا أقوى وأمتن
من غدراتٍ غادرة
وأحقادٍ متأخرة
وتنمّراتٍ متآمرة

أوتاركِ نغمةٌ 🎵🎶🎼
برنينٍ متجاسر
تكسرُ عدوَّ الفكر
الطاغي على الأنوف

تمنحينَ العزاءَ للحزين
والفرحَ للروح تنشرين
للسمّاع كم تُبهجين
وكيف لا؟ أيتها البديعة،
وليس فيكِ الكسوف 🌟
ملفينا توفيق ابومراد 
لبنان

٢٠٢٥/٨/٣١ 

نص نثري تحت عنوان{{عيناي شاهدتان}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مصطفى محمد كبار}}


عيناي شاهدتان

تراكماتٍ فكرية 
كحدود الصمت بلا أفق 
للكلام
إنها ممارسات النظام الفوضوي
لأنظمة مجتمعية 
إنها تجمعاتٍ الأموات القدامى بين فراغات 
المقابر الواسعة 
إنها إنشقاقاتٌ بين الكلمات و تمرد الوقت 
على الفكاهةِ الخبيثة 
عابرون كثر كانوا يمرون فوق جسور لحمنا و
راحوا غائبين 
و عابرون كثر كانوا يستقبلون بحفاوتهم سقوطنا
البعيد لينجوا بأنفسهم بموتنا من 
وجع الحياة 
إنه تشردٌ فكري بمجمع الأفكار على دروب 
المتاهات القاسية 
ربما هي انقساماتٌ ذاتية و داخلية محزنة
و مثيرةً للجدل و للشفقة
أو هي قد تكون التحايل على مبادئ الشريعة 
أم جهلٌ و تخلفٌ و حرام 
و قد نراها من البعيد  ك ترسباتٍ مكيدة تعلو 
جدار السنوات كمشهدٍ 
خيالي  
أم إنها شعورٍ من اليأس فتكسرنا من الشوق و 
الحنين 
لتلك الروح التائهة بين بّعد المسافات الطويلة 
في عالم النسيان 
فَلمن سأُغني في هذا الصباح من كلام شعري 
العاطفي
و الصباح لم يطلع بعد من بين نهدين تائهين
لتخبراني عن موعد القبلة 
فما علاقة الراحلين البعيدين بوجع قلبي إن 
بكى و أجهش في الهلاك 
فهناك في قلبي يوجد صور الكثيرين 
و في ذاكرتي يوجد أسماء الكثيرين من الموتى 
الأحياء  
أهكذا  هي  نعم  هكذا  هكذا 
فكيف لا أستطيع أن أحتضن أحدٍ منهم إذاً لأخبره 
عن إشتياق الروح لتلك الروح 
و عن سر  البكاء الكاسر العنيد حتى بلوغ
الفجر 
عن سيرتي الذاتية الطويلة مع العذاب من 
الحرمان
عن جسدين كانا كتوأمين حميمين بصورة 
البيت الواحد  
سافروا غرباء و لم يخبر الآخر للآخر عن سبب 
وجعه في الرحيل فكسرتنا دروب
السفر  
فماذا كان ينقصني لأحيا هناك بحلمي
البسيط 
كيف لا يمكنني أن أجمع ما بين صور الضياع
و بين الموت بصورة
واحدة 
أو بقصيدة واحدة من اللعنة لتشهد لنا بالحقيقة 
ما الحقيقة  إذاً ...؟
قد تكون تلك الدروب لذات القبور 
قد تكون تلك الاحلام التي خسرناها و 
نحن صغار 
أو ربما  أقول ربما  قد تكون أشياء كثيرة و بسيطة
كانت من حقنا أن نعيشها
فتاهت عنا للأبد  و تهنا نحن  ورائها 
للأبد فيا الله 
يا الله هل هي مثل نوافذٍ للأرواح التي حلقتْ 
بموتها لتلك الغيوم المسافرة لحدود 
الإنكسار 
أم إنها ساحات التعذيب للأموات الخاسرين
لكلا  الدنيتين 
فلما  لا تفتح تلك النوافذ علينا إلا إذا شاء الريح 
ذلك 
ياليتنا متنا صغاراً  يا ليتنا كنا من الحجارة
و لا  غدنا حروب الهزائم بتلك
التوابيت 
سأفكر لألف مرةٍ بشكل الرحيل البعيد بموطن
حزني و بكل التفاصيل 
سأبكي عدماً  سأختذل كل خسارتي و سأحتكر
كل  الكلام و أعوي سراباً 
سأمارس الجنس مع المطر الخفيف إن سقط 
على طريقتي ... 
لكني  أخجل من الليل بجسد القصيدة 
إن شاهدني و أنا أقطف وردةً من صدر أنثى 
عابرة
سأعانقها  سأعبدها  لألف قرنٍ و حتى قيامتي 
الكبرى 
و قد أسكن في عينيها الجميلتين الواسعتين
اللامعتين  كضوء الشمس الأولى 
و أقول للرب شكراً 
فدعني يا آخري أستميت وحدتي بين زوايا
الخلاء لأنجو منك 
دعني أشرب الخمر بكؤوسٍ من الفخار 
القديم 
و الحديث يجب أن يكون عن القديم فسكرتي 
ملكي وحدي 
لكن عن ماذا سيكون هناك الحديث و مع 
من ......؟
فالجميع قد نكلوا بجثتي و ذهبوا ليعيشوا
و ليحلبوا أثدائهم لمن
كفروا 
فأنا أبكم و حجر و لا أجيد لغة العربية الفصحى 
لأبوح لهم عن زمن العودة 
فالإسطورة قد أخذت مكانتها و شكلها اللاطبيعي
و صار كل شيء مقلد 
لقد  قلدوا موتي البعيد في وجع الموت 
و قلدوا  بجرحي بكل ثانيةٍ و نزفوا بدمي على
دروب النسيان و الخذلان 
فحتى بكائي قد قلدوه و باعوه و غنوه في 
حفلاتهم الراقصة العنصرية   
فلا تعاتب مقتولاً نسي نعشه القديم يا أناياي
و كم مرةً قد  مات
بل  قل  لقد سرقوا مني كل الحياة و لم 
يرحلوا لأنساهم 
أما أنا فمن أنا لأقول كما قالوا عن صمت القرابين 
عند غادروا سعداء
فعيناي مليئتان بالدموع و عيناي لا تحملان عبء 
اللقاء الذي جمع بين قتلين ماتا 
متخاصمين 
الأول ضحى بكل شيء و قتل من جسده آخرهُ 
لينعم بحلمه البعيد 
و الثاني قد مات متضرجاً من الطعن الأول له 
فلم يمت إلا بوحدة الروح 
من أنا يا أناياي لتحملني كلمات القصيدة 
و لأرتب لذاتي المكسور كل هذا
الهواء 
فهل وجدتني في النكسات وحدي بكل فصول 
السنة الأربعة و الخمسون
هل عثرت على رفاتي لتقول عني بسخرية 
المساء لا أعرفه قط
أم تركتني لوحدي و مضيتَ كما الآخرين عني 
مضوا و نسيت تاريخ الزواج 
المبكر 
فمن أنا لأعانق بمنفاي جدران الغرباء و أبكي 
على غيابهم 
من  أنا  لأقول للناس هناك قفوا صامتين على
باب قصيدتي الأخيرة 
و لا تنطقوا بشيء عن زمن السلام و عن 
موت الحمام بسماء
الحدس 
فأسأل خيالك الواسع من تحرر من 
الوجع 
ثم مات من القهر خلف الجنازات دون أن يكون 
في الموكب 
هي نهفة مهرج على خشبة المسرح بزحمة 
التافهين 
أو يمكن أن تكون هي انقلابات الأشباح البدلاء 
بليال الضجر 
أو ربما هي تلك المرآة المشعة بالجاذبية لإمرأة 
تدلك نهدها بصورة راحلها 
البعيد 
أو إنها تعويذة مسنة في كهوف العابربن
لكل الإحتمالات
مازلت أبحث عن صورتي في قهوتي الصباحية
الخالية من الصحبة 
مازلت أبحث عن تلك التي نطقت بشهادة 
موتي البعيد 
هي رحلاتٌ طويلةٍ لطيورٍ تركت أعشاشها فارغة 
و أسرعت لأرض الغرباء
فالكلاب  هناك تنبح في أغانينا الرومانسية 
لكنها لا تموت من التصفيق 
و على  ظهري خمسون تابوتٍ حجري لأمواتٍ 
غريبين لا أعرفهم 
سوف أقرأ و سأقرأ للراحلين عن خيبتي من 
ألف قصيدة 
و سوف أنتظر و أنتظر حتى قدوم الليل 
الطويل 
لأعبر  سماء الإنكسار بكل ثقلٍ  و أعود للقصيدة
و أنا حر  خالي من كل صور
الحياة 
إنه عبثية الكلام في الكلام 
إنه تردد ابريل على موعد اللقاء من بعد 
النسيان 
إنه خجل السلحفاة من مسيرة السير الحافي
في الخريف
تتساقط الثلوج على السرو  و تنحسر دفئ
القلوب في ثبات 
و قد تكون حكمة حمارٍ لا يعرف أن ينطق ليغني 
في نهق
ربما هي محطات بلا سفر و سفرٍ طويل 
دون رحيل 
إنها سقوط الآلهة بولادة الكلب السعيد
إنه حرمان الطفل المسكين من شراء ثياب 
العيد قد دامت اللعنات .....
هي قصائد ورقية كهربائية مغناطيسية
أو هي خشبية و قديمة
لا ..... فقط هي قصائد تشل بالأسماء في 
العدم
لا .... بل هي حكاياتٌ مذهلة عبر التاريخ 
أو كشبه حكايات 
ربما تقول عنها هي فلسفة المجانين أو حماقة
في أوجه العصور الحديثة 
أو ربما تقول هي مواكبٌ للراحلين خلف التوابيت
المليئة بالأرواح المقتولة .......
فلا تنسى نفسك على حدود الأسماء بوقت 
الرحيل لأنك ستأتي نادماً 
فهل عرفتني ...!؟  فماذا لو  قرأت لكَ
عن سيرة الحرمان فهل
ستبكي  ....
إنها قبلةٌ من البعيد و حسرة لأمٍ تبكي على 
الوداع 
و وداعٌ مخشب على جسور الهياكل البشرية 
في بلد  الحرام 
إنه عبثية الفكر الواحد و إختلافاتٍ بين القادمين 
الغرباء و القريبين الراحلين 
إنها صراعات الكافرين على حصتهم المحرمةِ 
من جسد الضحية و من الزمان 
و قد تكون هي اقتباساتٍ مسروقة من خيال 
الغياب 
أو  ربما هي محطات للسفر الأبدي دون موعد
على منحدرات النسيان 
إنها مدائح الموت بوحدة الروح الملعونة من 
زمن الآلهة الكئيبة
هل هي نظرات التأمل بإنكسار المدى خلف الجنازات 
العابرة لحدود الأشقياء لحدودنا
أم هي متلازمة الكوابيس المولودة من أحلام 
الأموات الأحياء 
أم هي إنها ففط خربشاتٍ فارغةٍ بلا معنى 
بجسد القصيدة
إنه توحد الشكل مع اللاشكل بصورة الموت 
المتعدد
إنها مجرد عبارات مخذلة من ذاكرة تنكر بالوجود 
الذاتي و لا تؤمن بشاعرها 
إنها الأمواج التلك الهاربة من الخلل الدائم 
في الأصوات
التي تسرق من جفاف اليابسة ملوحة الإحتضار
ما قبل الرحيل  
قد كانوا مخلصين و كانوا يزرعون في الشمس 
نرجساً و أسماء موتاهم 
لقد  ناموا صغاراً كالفراشات بين 
زهورهم
و ناموا كباراً في فراش نومهم مع الأحزان و هم 
واقفين
لم يأخذوا من الزهور كل الزهور و لم يمدحوا
كل الدروب 
لقد  تاهت كل الدروب الطويلة بين خطوات 
الراحلين
ثم جلسوا مع الحجر على الحجر بمنفاهم 
و قالوا 
لقد كسرتنا الأمنيات المسلوبة من تاريخنا
الأسود 
إنها أيامٍ زاحلة من لعنة ...... 
السراب 
إنها رسائل شفاهية معاتبة من بقايا الكتب
المنسية 
إنه سكرة الموت من نشوذ العمر الضائع بين 
اللكمات الضاربة في العواء 
الأخير
عيناي  مزرقتان 
عيناي محمرتان 
عيناي فجرٌ من الدخان لا تنكسر 
في الأبدية 
عيناي تبكي في جرحٍ عميق و تنهمر في 
مائها المالح الظالم 
عيناي دمعتان حزينتان مصفرتان ساقطتان 
أمام القصيدة 
عيناي تبكي و تشكوانِ من الغياب ...
عيناي ......
فلا أحد يصدق خيبتي و عيناي
في البكاء .........

ل ابن حنيفة العفريني 
مصطفى محمد كبار    ٢٦ /٨/ ٢٠٢٥

حلب سوريا 

قصيدة تحت عنوان{{ظِلال الخريف}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{محمد الهادي الحفصاوي}}


 ‎(ظِلال الخريف):

‎حين يقبل الخريف
‎ويعتري شعاعَ الشمس رَهَقٌ
‎وترتدي السماء غلالة غيوم كامدة
‎وتخرّ على أديم الأرض
‎أوراق الغصون ذاوية
‎وترتجف الأفنان
‎ تهزها نسائم الخريف الفاترة
‎فتنتفض عجفاء عارية..
‎تغرد البلابل شجيّ لحن 
‎ كسيرة متقاوية
‎حينها . .تستيقظ أحزاننا القديمة
‎وتنفذ الأشجان من أكفانها
‎وتمثل أمامنا  مغبرة شعثاء
‎...تطل برؤوسها الهواجس 
‎تهب من كل صوب وناحية
‎وتنسدل ظلال الذكريات سادرة
‎ترتسم طيوفا مبهمة
‎تومي إلينا من وراء الأفق
‎بسحنة ثلجية قاسية
‎نستذكر منانا وقديم أحلام لنا
‎تهاوت تباعا في قرار الهاوية
‎نبدو ضئالا كبقايا ريش
‎في مهب ريح عاتية
‎حين يأتي الخريف
‎تستيقظ الهواجس القديمة
‎تساور نفوسنا المكدودة
‎نعنو وجوهنا  للآتي في وجل 
‎ونظل نرنو  للفجر الوليد.
‎ونرسم  طيف رجاء وأمل
‎على بوابة الأشجان والهواجس
‎جنى زكيا .....وقطوفا دانية!
‎حين يهجم الخريف 
‎يشوقنا الترحال والسفر
‎فننصب الصواري 
‎اليها نشد بقايا  حلمنا شراعا
‎ونبحر عبر  تيار الزمن 
‎متهيبين خبايا الغيوب الخافية....
‎   بقلمي/محمد الهادي الحفصاوي/تونس🇹🇳

قصيدة تحت عنوان{{سرقتَ فؤادي}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عباس كاطع حسون}}


 سرقتَ فؤادي


سرقتَ فؤادي فعلَّمْتَني
فنونَ اللصوصِ وورطْتَني

وأنتَ الّذي تَسرقُ العاشقين
فلستَ سِوى زائرٍ مَرَّني

وانتَ الذي تسرقُ الغافلين
فلستَ سِوى جائرٍ غرَّني

ولمّا اعترضتُك قَرَّعْتَني
وقلتَ عليَّ غداً تَنْحَني

وقدْ قُلتَ حقّاً فأنتَ الَّذي
سرقتَ فؤادي وأذْللْتَني

جَنابُكَ قبليَ كنتََ الَّذي
 جَلَستَ بعيني فأسهرْتَني

وورََّطْتََني ثمَّ لمْ ترْعَني
وانِّي الذي كنتُ لا أنحني

قسوتَ عليَّ فأرهَقْتني
ولمّا اعترضتُكَ عزَّرْتني

سرَقتَ الفؤادَ فأولعْتَني
وانتَ الغويُّ وأغويتَني

فأضحَكتَني ثمَّ أبكيتَني
وأبكيتَني ثمَّ أضحَكتَني

وأسعدتَني ثمَّ أشقيتني
وأشقيتني ثمَّ أسعدتَني

وأنتَ الملومُ وقدْ لُمتَني
فُرُد فؤادي ولاتَرْمِني

لماذا علی الحب ادخلتني
وكيف من الحب اخرجتني

لي
عباس كاطع حسون /العراق

خاطرة تحت عنوان{{عقد لساني}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


{ عقد لساني }

----------------------------

الذي يعرفك بألأمس 

لا يعرفك اليوم

حبيبي

أنا التي كنت تبثها هواك

ولساعات طوال 

ترتمي بأحضاني 

حين أسالك كم مكثنا

تجيبني 

هن مجرد لحظات أو ثواني

كنت رقيقا همسك نسيم

اليوم ما الذي جرى

أين رحل ماضينا

أصبحت جداً شديد

هذا الذي أعياني

أتعلم 

لم أتوقع هذا التصرف

منك بالتحديد

عن الكلام عقد لساني

علي أن أعيد حساباتي

بكل الذي جرى بيننا

لكن سؤال

هل نسيتني فعلا

أم تريد أن تنساني

بقلمي 

فيصل عبد منصور المسعودي 

قصيدة تحت عنوان{{العراق}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{رمزية مياس}}


العراق
ايها البلد الحبيب
ويحي من امرك العجيب
اصابتك عين الحسود 
ولعنة سوداء لاتبيد
صيفك سعير
وشتاؤك زمهرير
ربيعك عواصف ترابية
وخريفك رهيب
جبالك صماء
وانهارك ضمياء
كنوزك كثيرة 
وخيراتك وفيرة 
نخيلك الباسقة مقطوعة
وحقولك محروقة
حكامك سراق جبناء
وشعبك جياع اشقياء

رمزية مياس ،كركوك، العراق 

قصيدة تحت عنوان{{لن أقبل اعتذاركِ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمان كااااامل}}


لن أقبل اعتذاركِ
بقلم // سليمان كاااامل 
***************************
رُبما .............أسرفتُ في غزلي 
وملأتُ أذنيكِ .......حُلو الأماني 

وأججتُ .........بالقلب نار شوق 
تَوقَّدت........ ولا تنطفيء لأزمان

وطارت بأحلامكِ..... للعلا كلماتي
فما وطِئتْ أرضاً...ولا النجم داني 

مُعلقة .............بين الأنا وعبثي
يُغريكِ........فوضى الحب الأناني 

غير أن..................... لي هنا عذر  
أنني أحببتكِ ...........بكل كياني 

وأن قلبي ............قد دق يوماً 
وحدثني عنكِ.....بروعة وامتنان 

وأنك الأنثى............ التي ماخُلق 
مثلها بالدنيا .....بأزمان وأوطان 

وأنك المعني..........الجميل للحب 
من ذاقه ..........أحس باطمئنان 

ومن عاشه....تحدث العشاق عنه
كان هنا.........محباً رائع الخفقان

ماجنيت سوى.........بعض الدلال
فهل جريمة........غفلتي ونسياني؟

أترحلي عني؟..... وتُبدي اعتذاراً
كيف وأنتِ.......سجني وسجاني؟ 

أتتركي في القلب... نبضاً حائرا؟
لايدري له................سواكِ أبوان

وتلك الرؤى.........التي تطوف بي 
ولا تعرف غيركِ...سترحل وتنساني 

والأنفاس التي......تعودتُ عطرها 
من ذا الذي..........يحييها بتحنان 

وكم لمسة من......أياديكِ تسألني 
كان هنا.............. بارا بي بإحسان 

فكيف هان............... الود الذي 
قام بيننا........على هدي و أركان 

أتعتذري ؟...........لن أقبل اعتذاراً 
ولن أفرط......بالحب الذي أحياني 

إرحلي أنتِ... أو ...عني لاترحلي
أنت هنا......بنبض قلبي وشرياني 

فإن رأيتِ......... أن الحب دنيا 
ماعاش فقيراً.... يوما ولا يومان 

وإن رأيتِ.................أنني عاجز 
عن ..........ترجمة الحب لمعاني 

فبكِ ..........سأبني لي قصوراً
وبكِ .....أستعيد بالحب ميزاني 
**************************
سليمان كااااامل...... السبت

2025/8/30 

خاطرة تحت عنوان{{قبلة الحياة}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{رائد كُلّاب ابو احمد}}


 ( قبلة الحياة..) 

أنثى مغزولة من خيوط فجر الحب ..
تتقن فنون الغرام..
شقية متمردة تتغنى بحروف الغزل..
أنثى اغتسلت بماء الورد المعطر..
تُغري بفتنتها سنا قلم ثائر على أقدار التوق..
تتغلغل بخلايا القصائد..
 تراود الكلمات بثغر مبتسم..
عيناها بهجة ونور..
ألحان الحنين..
تترنم على آيات العشق..
تشاكس النجوم والقمر..
همساتها رذاذ شوق تغازل
نسمات الصباح..
تسير على أجنحة الموج
متفردة بأشرعة اللهفة..
تسامر نوارس الغرام..
بجنون وسكون.. 
أنثى بنكهة شراب مثمل.. 
تلج إلى عالمك بسكرة العيون.. 
تطبع قبلة الحياة على الجبين.. 
تصهر رضاب جسد متيم بعشقها المجبول...... 
بقلمي رائد كُلّاب ابو احمد
فلسطين

قصيدة تحت عنوان{{جاء الحبيب بالضياء}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة{{نيفار أحمد عبد الرحمن}}


 قصيدة/جاء الحبيب بالضياء

بقلمي/نيفار أحمد عبد الرحمن 

ولد الكريم 
للكون قد جاء يتيم 

أخلاقهُ كانت ضياء
لصراط ربي المستقيم 

هو رحمةً اُهدت إلينا
قد كان بالخلقِ رحيم 

الشجر والجحر نداه
بلغاتهِ كان عليم

والجمل من الناس اشتكى
لرسول ذي قلبٍ سليم 

النور مربع مَبسمه
بل خدرهُ كان نديم

كان حياء رديفهُ
من دون عوج يستقيم

ما صاب فوحش وما رمى 
قد كان فى الضُرِ كَظيم

ما جزع يوماً من بلاء
بالرشد قد كان حليم

الله أيد ذكرهُ
فى الذكر واللوح العظيم

صلوا على خير الآنام
من كان لليل يُقيم

بقلمي/نيفار أحمد عبد الرحمن

قصيدة تحت عنوان{{رحيل البنفسج}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{نجم درويش}}


رحيل البنفسج                                                          

مساءُ الخير ياريمة
مساء القهوة المُرّة..
على الشرفاتِ نشربُها
ونزرعُ ضحكةَ الأطفالِ نرويها
لتنموا في صحارى القلب
أزهاراً وورداً مثل خدّيكِ
أُخبىءُ فيه أسراري 
واعدوا نحوَ سُمّاري
وأحرقُ كلَّ أشعاري 
وأُلغي كلّ أسفاري
لأغفوا بين عينيكِ.                                                         أميراً فوق احلامي
وأشربُ نخبَ مَن وهبوا
إلى الجلّاد ايامي..

أولُ الخطواتِ أخطوها إلى عينيك وحدي ..
أولُ الأتينَ من أسري أُغنّي ملء وجدي ..
فانزعي  عن خافقي مُدن الضياع
لستُ مَن دلّ الذئاب إلى المراع

لاتنكئي جُرحي فتكثر في المسامات الجراح..
دنيا العواصم اعلنتني
واستباحتني الرياح. 
هذا البنفسجُ ياصغيرتي
يستعدُ إلى الرحيل
والجدول المسروق من مطري
بذيّاك الأصيل ..

مَن قال ياريمة مساء الخير مات
وصامَ نُذراً عن حديثِ الذكريات..
أصغيرتي..ووصيتي..
لاتدفنيني عند ابوابِ المدينة
لاتنثري الأزهار ..
لاتجعلي قبري شعاراً ومزار
فالريحُ أدمنتِ الهزائم ..والديار ..
....نجم درويش..صاحبة المقام العالي 

           مِن على شرفات الشتات 

خاطرة تحت عنوان{{باب الطوارئ}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{شيماء الكعبي}}


 باب الطوارئ 


أجعل للقلب بابًا للخروج،
استحالة أن يدوم اللعب،
أصبح القلب لعبة.

من جاء على عجل انتهى بلمح البصر،
فلا يعرف البقاء أو الفرار.
في داخلك تقول:
تمنيت لو كنت أقدر.

فاكتب أيها القلم بين الأسطر:
حبيبة لا تغيب عن العيون،
أنتظرها كظل الشتاء،
اكتفيت منها كما تكتفي النار من الحريق.

زارني الحب يومًا،
وهي لم تزر سوى أشياء أخذها مني الزمن،
فنسيته وتذكرتها هي.

ثمة أشياء في صدري،
أتيه بين السطور كعاشق لا يكفّ البكاء،
فاختارت الرحيل بدهاء.
فتمزقت تراتيلي،
وتسكعت بين أروقتي،
وصمدت طويلًا،
فقلبها كان زيفًا.

وعلى واحة الشغف نصبت لي فخًا،
فلجأت إلى الورق،
فكتبت: الإفراط بالحب جريمة،
يدفع ضريبتها الصادق المحب.

تجذبهم الأراجوزات والأقنعة الملوّنة،
فظنوا أنهم الأقوى والأفضل،
فوق مسرح البدايات... ممثلون.

وأنا المشتاق،
وقلبها الكاذب أدهشني في بُعدها،
أرتجف، وفي ذكراها أجلس كالتائب من الذنب،
إذ جعلت للقلب بابًا للطوارئ،
والنيران في قلبي لم تبرد بعد.

فحذارِ من فخّ الحب،
ونحن نتسوّل ونأخذ الخسارات.

قلمي شيماء الكعبي العراق

السبت، 30 أغسطس 2025

خاطرة تحت عنوان{{غصة وفراق}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة{{هبة الصباح}}


((((( غصة وفراق )))))
في عيني شوق وحنين 
في عينيك  وداع.. ورحيل ..
تعثرت بخطواتي من اشواك تركتها على رصيف 
الامنيات..على طريق ملأنه بهمسات لازال صداها
 يعزف على زوايا عمت بلقاء الاشواق....
على أغصان الياسمين ...نبتت بانفاس القبلات 
كلما مشيت هناك...
 تضج ثورة الحنين  وحسرة 
آهات...و دموع تحجرت في كيان عيناي ..
كيف لفؤادك يعبر طرقات؟.. كتبنا على جدارنها 
الروح فداك يامقلة الفؤاد ...
ياليتك ما رافقتني ولا أمسكت بيدي ..!!!
ولا سرقت أنفاس كانت   هادئة  ريحها 
المسك وطيب العنبر ....
لك اقول.... ماعدت اطيق العثرات 
قلبي تحجر ..
وعيوني جفت دمعا 
والروح على وشك الرحيل ..
وماذا تنتظر بعد..؟.
على رسلك خمرة حبي.. 
انا ..ثائرة لكرامتي وبنت 
أصول واجواد ...
وبعد..!!!
فارسة ابقى على فرسي شامخة 
احن لاول الزمان ......!!!!!

هبة الصباح سورية 

نص نثري تحت عنوان{{سجدة الروح}} بقلم الكاتبة السورية القديرة الأستاذة{{كاتيا الرباعي}}


سجدة الروح


*******************


حين لمحوني افتش في اعماقي

ظنوا انني تائهة

وما علموا ان قلبي كان يطوف

كأنني اسجد بخشوع امام سر الله

استنير بنور خفي

وارتوي بسلام يسكن روحي

ابحث عن حضور يسكب المحبة في وجداني

عن نسيم يلمس الروح في خفاء


جلدوني ظلما

كما يجلد من يحترم ضميره

لكنني لم اكن ضائعة

كنت عاشقة للخير والنور

ادور حول قلبي كما تدور الروح حول خالقها

افتش عن نعمة تتلألأ في الظلام

واجِد في صلاتي ملاذي

وفي صمتي صلاة صافية

تحملني فوق الالم

وترفعني الى حضرة المحبة الابدية


احيانا امشي وحيدة بين ظلال الالم

استمع الى دقات قلبي كما تستمع السماء الى المطر

احنو على جراح الماضي

وازرع فوقها ورود الامل

كل لحظة صمت هي حوار مع الروح

كل نفس عميق هو صلاة خفية

تجعلني اطير فوق صمت العالم واماله


فقلبي لا تخيفه الوحدة

وهو يفتش عن النور

و روحي لا تنحني امام الظلام

ففيها قوة المحبة الخالدة

فاسجد ارتقي استنير

واجِد في كل دمعة في كل ابتسامة

حضرة للسلام الابدي


كاتيا الرباعي

سوريا 

قصيدة تحت عنوان{{عَسَلْ وُخَلّْ}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{المستعين باللّْه}}


 

*عَسَلْ وُخَلّْ*

    مُرّْ عشقك طعمته 
    ماتسر خاطر
    لامرحبا بعشق طعمه 
    علقم،،، مُرّْ
    
    كنت أنوي أصير
    كل أهلك
    لاحيعلى  من يرفض
    يصير لنا،،، أهلّْ
    
    المطفوق ما ينفع 
    بديوان ربعك
    جمالك غبي مايستر 
    الغبا،،، ضِلّْ
    
    مايكفي   بديع 
    الشفايف  ورمشك
    الوفا قاموس فيه
    الحرام،،، والحِلّْ
    
    تعلمها قبل يودع 
    شبابك
    وتمسي  وحيد 
    والجمال،،، يرحلّْ
    
    عطينا جمال
    وهبك  الله
    ونعطيك دم 
    وورد،،، وفُلّْ
    
    ماني على درب 
    المذلة مجبر
    والحاجة  بغير 
    طيب  مالها،،، ظِلّْ
    
    رح دور من 
    بالمال يِذِلَكْ
    ماعندي إلا خافقٍ
    بهمة،،، رَجْلّْ
    
    أعيش يومي بفرح 
    وأمل
    والرحمة من الله  
    وفاقدها،،، مْخَتَلّْ
    
    غرك جمالك تعيسه 
    باقي أوصافك
    أكثر الجميلات عسل 
    أفسده،،، اّْلخَلّْ
    بقلم،،،، 
      غريب الدار العربي 
    *المستعين باللّْه *
             
    1447/2025 
    2022 /1443

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
        بقلم :
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
   القلب الكبير 
         -٤-

إستمر ذلك العناق الذي تسبب لي بالخمول والخدر، حتى وصلت الحافلة إلى أول شاطىء العقبة الصحراوي والخالي من السكان ،توقفت الحافلة قرب الشاطىء . بعد دقائق فتح الباب ،رأيت صديقي حسن أمامي في الحافلة يرعشني ويقول  لي:
-هل فقدت حاسة  سمعك ياصديقي، لقد بح صوتي وأنا اناديك ؟
-من حسن .
-لا أنا حسنين ،هيا إنزل وساعدني على إشعال النار ؟
نهضت ،تلفت حولي كان الجميع نيام بما فيهم شهرزاد، فخرجت مع صديقي حسن.
لفحني  الهواء الساخن ،كانت حنان جالسة على الشاطىء وابتسمت ابتسامتها الجميلة عندما رأتني  وقالت:
-اسعدت مساء أستاذ غريب ؟
-مساء الورد ياعزيزتي الجميلة أشرقت الأنوار ليلا.
قال حسن وهو يجذبني من يدي:
-دعك من أملاك الأخرين  وتعال معي ؟
مشيت معه ،فتح صندوق الحقائب ،أخرج منه كيس يحتوي على الحطب والمواد المساعدة على الاشتعال ،وبسرعة كانت النار مشتعلة ،بعد أن أعد حسن القهوة قال لي وفي كلامه نبرة سخرية  واصحة :
-الأن أحضر عودك وأسمعنى مالديك ياسيد الغناء العربي؟
-حاضر ياصديقي .
توجهت إلى الحافلة ،كانت شهرزاد تطل علي من وراء الحافلة ،جريت إليها واحتضنتها بشوق وشغف كما وإنا لم نكن في عناق طوال الرحلة ،
قلت لها :
-الأن إنتظريني هناك عند أصدقائي حتى أحضر عودي ياعزيزتي وسوف اغني لك وحدك؟
-حسنا ياعزيزي.
دخلت إلى الحافلة، كان الجميع لازالوا نياما ..أخذت عودي وعدت إلى الشاطىء ،كانت شهرزاد تجلس بعيدا عن النار ،أما حسن فامسك بذراع  حنان وجذبها إليه طالبا منها بفعلته تلك الاستلقاء ووضع رأسها على ركبته ،لكنها وعندما رأتني نهضت بضيق من فعلته الهمجية  رافضة ذلك الوضع مفضلة الجلوس.
  قلت وأنا صادق بقولي:
-الأن كل مع حبيبته، وأما أنا فسأعزف وسأغني؟
قال حسن :
يامسكييييين ههههههههه.
لحظات و خرج الجميع من  الحافلة وإلتفوا  حولنا جاعلين حلقة كبيرة وبدأ الرقص والغناء كالسابق،وبدأت الغناء : ياريم وادي ثقيف ..لطيف جسمك لطيف ..ماشفت أنا لك وصيف ..في الناس شكلك غريب  ..."
شعرت حنان بأنها هي المعنية بالأغنية فوقفت في وسط الدائرة وبدأت بالرقص  .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بينما كنت أعزف على عودي  وأغني وقد انتصف الليل ،نهضت حنان قائلة :
-من بعد اذنكم أنا ذاهبة  إلى التواليت ؟
ثم نظرت إلي وقالت :
-توقف عن الغناء حالما أعود ياغريب ،أسمعت، إنتظرني حالما أعود، لا أريد أن  يفوتني شيء؟
قلت :
-كما تريدين ياعزيزتي. 
قال حسن لحنان  ممازحا :
-أأ ذهب معك.
ردت ضاحكة :
-لا..بل استطيع الذهاب  وحدي؟
وضعت عودي جانبا وقلت لحسن وأنا أمسك بيد شهرزاد ونبتعد عن وهج النار :
-لنبتعد قليلا عن نارك وسنرجع بعد أن تعود حنان ؟
-ولماذا صيغة الجمع ياصديقي. 
وقبل أن أجيبه  رجعت حنان صارخة ،فزعة وقد بللت ثيابها ،أحتضنها حسن وقال:
-مابك ياعزيزتي، فلاشي يدعو إلى الخوف هنا؟
قالت وهي لاتزال تصرخ فزعة:
-هناك..هناك .. في الداخل ؟
قلت :
-هل يمكن أن تكون ذعرت من الكلاب والقطط ؟
قال حسن :
-ماذا تقول أنت ،أي كلاب وأي قطط ،ومن أين ستأتي الكلاب والقطط ؟
جرى حسن إلى الحافلة ،كنت سألحق به لولا أن حنان جرت إلي واحتضنتي كالطفلة الصغيرة المذعورة .
لم أستطع ابعادها بسبب تشبثها بي وشعرت بالحرج منها ومن شهرزاد ،
أحطتها بذراعي اليمنى  وقلت وأنا أربت على ظهرها باليد الثانية:
-إهدئي  ياعزيزي إهدئي؟
لحظات وعاد حسن ثائرا كالمجنون يصرخ ويلعن وبيده الكتاب ،وعندما رأى حنان بين أحضاني إزدادت ثورته وقال :
-ماهذا الذي في حوزتك،أنك لست فقط خائن للصداقة بل مشعوذ حقير ،كتاب لتحضير الجان ،كتاب لتحضير الأرواح وتدعي بأنك فنان رقيق ،الأن علمت   لماذا  تحمست للسفر معي ،لقد كان ذلك  لأجل حنان، كعادتك تحاول اختطافها مني بسبب غيرتك وحسدك لي ،تريد أن تسحرنا أليس كذلك،طول عمرك تغار مني ياغريب ؟
-حسن ،ماذا تقول أن ماحدث كان رغما عنا أنها مذعورة ؟
ثم أبعدت حنان عني  برفق بينما قام حسن
بشق  الكتاب إلى نصفين ومن ثم رماه في النار لتلتهمه  النيران بسرعة ،قلت :
-لماذ فعلت ذلك أن الكتاب لم يكن  لي  وهو يخص صديقنا مأمون ،وهو أمانة معي؟
قال وهو لايزال ثائرا:
-أنت ومأمون مجانين ،سحرة ،مهزوزين ؛تحسدون غيركم على مايملكون؟
-لا يمكن لإنسان أن يمتلك إنسانا أخر ياصديقي ،وأنا دائما أتمنى لك الخير ،وثم إن كانت حنان تحبك بصدق فلن تتخلى عنك أبدا ،لماذا تتهمها هي أيضا بالخيانة؟
-لاتتمادى بخبثك أيها اللعين ،ثم جرى إلى عودي أيضا  يريد تحطيمه أو إحراقه، لاأعلم  ،جريت إليه لامنعه وقلت له محذرا :
-لا تلمس عودي ،أفعل أي شي لكن  لاتلمس عودي ؟
قال :
-حسنا ..سأفعل .
ثم دفعني بطريقة لم أتوقعها ،وقعت على أثرها  أرضا وإنقض علي وبدأنا بالتدحرج على الرمال،لم أكن أريد رفع يدي عليه ،ولم أتوقع أن أفعلها يوما فقد كنت أكن له الكثير من المودة والمحبة ،وإنما  كنت أصد لكماته فقط .
لم يتوقف ذلك العراك الذي كان مابين مهاجم ومدافع حتى صرخت حنان:
-يكفي ..يكفي ؟
ثم أجهشت بالبكاء.
قال حسن:
-حسنا  من الأن سنفترق و إلى الأبد  إنسى أن لك صديقا أسمه حسن؟
قلت :
-الحمد لله أني لم أسيء إليك ياصديقي ،بينما أنت من أساء إلي ،لكني موافق وسأخرج من حياتك ؟
قالت حنان موجهه كلامها لحسن:
-أين ستترك صديقك في هذا الظلام الحالك ،قد نكون بعيدين عن المدينة ؟
-ليذهب إلى الجحيم ،فهو لم يعد صديقي، أنه خائن ،لقد كنت مخدوعا به طوال الوقت .
-لم يخنك أبدا ،أنت وأهم.
تركتهم وتوجهت إلى الحافلة لأخذ حقيبتي وقد إختفى من أمامي الجميع ،جميع الضيوف بما فيهم شهرزاد ،
وسمعت حنان تقول لحسن :
-على الأقل هو لم ينظر إلى جسدي كأنت ،لم أكن أعلم بأنك تعتبرني من ممتلكاتك ياحسن؟
-هل سمم أفكارك هذا  اللعين ..هل سحرك هذا الساحر .
حملت حقيبتي وعدت إليه وقلت قبل أن أستدير :
-حسنا أنت إتخذت قرارك وأنا وافقت وبكل أسف  ياحسن ،الوداع؟
قالت حنان :
-أين ستذهب في هذا الظلام ، نحن قد نكون  بعيدون عن المدينة لابد أن نوصلك بالحافلة؟
قال حسن :
-إتركيه يذهب إلى الجحيم لن يبقى معنا دقيقة واحدة؟
-قلت :
-أشكرك آنستي ..أعتذر  عما تسببت به والذي كان رغما عني ولاعلم لي به،
بل وكنت حتى تلك اللحظة لا أؤمن بتلك الخزعبلات  أبدا ؟
قالت حنان :
-أنا أصدقك .
في تلك اللحظة وقف حسن بيني وبينها ومد أصبعه يشير لي إلى الشاطىء  طالبا مني المغادرة ،
ثم إستدرت ومشيت بينما أجهشت حنان بالبكاء من جديد ،وحسن لايزال ثائرا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مشيت إلى جانب  الشاطىء الطويل جدا  وأنا أنظر إلى المدى البعيد  عسى أن أرى تلامع  الأضواء من بعيد، مشيت  ولا أنيس لي سوى القمر في السماء .
وقد أدركت في تلك اللحظة بأن شهرزاد وقومها لم يكونوا سوى قوم من الجان حضروا بسبب كتاب صديقي مأمون ،وقد إختفوا بمجرد حرق الكتاب .لأعود وحيدا..غريبا من جديد.

                                "إنتهت القصة"
                              وإلى قصة أخرى

تيسيرالمغاصبه 

ج (الثاني) من قصيدة {{مُقيَّدة}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{عائشة ساكري}}


 مُقيَّدة، (2)

 
بينَ الحنينِ، وبينَ وجعي،
تنهضُ الأساطيرُ في دمي...
تُكبّلُ الأيّامَ في صدري،
وتُسقطني كأنّي زهرةٌ
في قبضةِ المجهولِ أختنقُ.

كلُّ السكونِ وكأنَ مهدي خانَني،
والصوتُ غابَ منّي،
والحرفُ...أضناهُ الغيابُ.

أيا شمسي التي عبرَ التلالِ تلألأتْ،
لا تختفي، وأمدّي شعاعَكِ في وريدي،
لا تَنامي،
كوني يدي...
كوني دمي...
كوني اشتعالي.

ويا نجومي، أن شئتِ
عودي أو لا تعودي بخيطِ اللّيلِ،
واسكنِّي قليلاً في مداركِ،
عودي،
فإنّي من صقيعِ الصمتِ
أرتجفُ ارتجافَ الطفلِ
في غفواتِ داركِ.

لي كونيَ المذبوحَ من قيدٍ قديمٍ،
لي فلكي المنفيُّ في الأعماقِ...
ينساني.
أنا ظلُّ المرافئِ في الرحيلِ،
وغدًا، سأنطفئُ كنجمٍ
خابَ في نسيانِ أغنيةٍ قديمةٍ.

نورُ الفجرِ يوقظني،
وضوءَ القمرُ يطري على حلمي،
وتخدعني طيوفُ الليلِ
تسكنُني وتَسحبُني
لألفِ بدايةٍ أخرى…
لألفِ نهايةٍ،

وأنا التي
من وهجِ عطري كنتُ أزهرُ،
لا أزولُ،
افتحْ لي القلبَ الثقيل،
واسكنْ
كأنّك نبضُ حلمي المستحيل.

بينَ الحنينِ، وبينَ عينيْ،
جئتني...
لكنَّك الآنَ تُقيدني...
فدعني نسغَ حلمٍ ناحلٍ
ينسابُ
في جذعِ انتظاركَ،
ولا تجعلْ من الحبِّ الجميلِ
سجناً يموتُ به النهار.

عائشة ساكري_من تونس 
8 أوت 2025

الجمعة، 29 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{على أعتاب العقد السابع}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الطائي}}


( على أعتاب العقد السابع)
يمّمتُ وجهي واعتصرتُ دَواتي
وتلوتُ ما يَخفى من العَبراتِ
وقصمْتُ ظهرَ القلبِ حين نهيتهُ
من للعيونِ تفيضُ بالدعواتِ
فإذا الأنينُ بداخلي رجعُ الصّدى 
وإذا بهذي الروحِ كوم شتاتِ
وأنا أشاكسُ بعض ما سكنَتْ بها
من ذكرياتٍ هُنّ كالآياتِ
قد خانَني زمَني فصِرتُ زَمانةً
وعلى الزمانِ تَحمُّلُ العقباتِ
فرجعتُ أدراجي أسامرُ خافقي
يهذي بما قد مَرَّ مِن صَبواتِ
تاهَت ظنوني خلفَ مدٍّ أشتهي
خلجاتِهِ والجَزرُ كالمشكاةِ
وأنا وهذا العمرُ والغسقُ الذي 
أبلى بيَ الآمالَ ،طوقَ نجاتي
أزفَ الرحيلُ محمّلاً بمواجعي 
وخطايَ تثقلُ في مدى آهاتي 
يا خيبةَ الستّين قَسَّمَكِ الأسى
هي ستةُ الآجالِ تسكنُ ذاتي
في كل عقد أستفيقُ هنيهةً
فأعودُ ذكرى ترتمي لسباتِ
هذي الصحائفُ في خريفِ فصولِها
تبكي على ماضٍ يضمُّ رفاتي
دوَّنتُ فيها ما يَنوءُ بحملهِ
سِفْرُ الحياةِ لِحرقةِ الكلماتِ 
يا ركبَ ستٍ من نهاياتي التي 
أبلَت بلفحِ هَجيرِها قسماتِي
ما بين فجرٍ والعشيةِ رحلةٌ
مرّتْ كطيفٍ تاهَ في صلواتِي
----------

٠جاسم الطائي 

قصيدة تحت عنوان{{مَعْشوْقَتِي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{يونس المحمود}}


...... مَعْشوْقَتِي......... 
عَرْبِيدَةٌ سَكِّيرَةٌ
 فِي هَوَاهَا 
حَذَرَهَا قَلْبِي مِرَارً
 وَعَنْ هَذَا الْحُبِّ نَهَاهَا 
طَيِّبَةً وَالطِّيبُ يَشْكُو 
مِنْ طِيبِهَا تَتَنَشَّقُ
 طِيبَ الْيَاسَمِينِ
 عِنْدَمَا يُطْرَى ذِكْرَاهَا 
فَهِيَ لِرُوحِ مَسْكَنِهَا
 عِنْدَمَا تُطْلِقُ الْأَنْفَاسُ
 تَتَلَقَّفُهُ الرُّوحُ 
وَبُرُوحِ حَبِيبَتِي مَأْوَاهَا
 وَالْقَلْبُ تَهِيمُ عَوَاطِفُهُ
 كَنَارٌ تَقْذِفُ لَظَاهَا
 تَصِلُ بَرْدً وَسَلَامً
 لِأَنَّ الشَّوْقَ وَالْحَنِينَ
 بِمَاءِ الْحُبِّ
 أَخْمَدَهَا وَرَوَاهَا
 مَابَيْنَ الشَّفَتَيْنِ 
عَامَتْ أَشْرِعَتِي
 قَذَفَهَا حَنِينُ الْهَوَى
 عَلَى شَطِّ الشَّفَتَيْنِ
 كَانَ مَرْثَاهَا 
عَلَى رَمْلِ بَحْرِ
 الْغَرَامِ تَتَمَايَلُ 
مَابَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ 
وَبِلْمْدٍ تَضُمُّنِي يَمْنَاهَا 
أَشْهَقُ كَغَرِيقٍ تَحِنُّ 
لِحَالِي تَهِمُّ
 لِإِنْقَاذِي يُسْرَاهَا

السفير الدكتور يونس المحمود سورية