ندبةُ القُرْبِ
غَرَسْتُ الهَوَانَا فِي قُلُوبِهِمُ
وَبَاحَ الأَسَى فِي خُطَاهُمْ وَيَكْتُمُ
سَقَيْتُ جُرُوحِي مِنْ غَرَاسِهِمُ
وَبِتُّ أُقَلِّبُ أَمْسَانَا وَأَسْلِمُ
دَعَوْتُ اللَّيَالِي أَنْ تَرُدَّهُمُ
فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا جُرْحُنَا وَيُتِمُّ
تَنَادَى الدُّمُوعُ عَلَى جِرْحِهِمُ
وَحَالَ الهَوَى فِي سُكُونٍ وَيَكْظِمُ
سَجِينُ الغَرَامِ بِبَسْمَتِهِمُ
يَرَى الضِّحْكَ دَمْعًا بِعَيْنٍ وَيَغْرُمُ
تَنَاهَدَ قَلْبِي لِوَجْدِهِمُ
فَمَا نَالَ مِنْ وَصْلِهِمْ مَنْ يُعْظِمُ
تَفَرَّقَ بَعْدَ السُّرُورِ بِهِمُ
وَفِي الصَّدْرِ نَارٌ لِشَوْقٍ يُعَظِّمُ
حَنِينُ المَسَاءِ إِلَى وَجْهِهِمُ
يُسَافِرُ فِي أُفْقِنَا وَيُعْلِمُ
تَمَادَى الغُيُومُ عَلَى بَابِهِمُ
وَغَابَ الرَّجَاءُ فِي دُرُوبٍ وَيُسْدِمُ
بَقِيتُ أُجَاذِبُ صَدْرِي الهُمُومَ
وَأَجْمَعُ أَشْلَاءَ وُدٍّ وَأُكرِمُ
تَنَاثَرَ وَقْتِي عَلَى ذِكْرِهِمُ
وَأَبْصَرْتُ فِي عَيْنِ نَجْمٍ يُنْعِمُ
أَرَاكُمْ غِيَابًا عَلَى قُرْبِكُمْ
وَكَمْ بَيْنَنَا جُرْحُ وَدٍّ وَيَسْقُمُ
تُعِيدُ اللَّيَالِي بَقَايَا سَنًا
وَتَبْكِي عُيُونُ الحَنِينِ وَيَحْرُمُ
تَسَابَقَ حُزْنِي إِلَى مَوْعِدٍ
يُضِيعُ بِصَمْتِ الفِرَاقِ وَيَنْعِمُ
تَوَارَى الرَّبِيعُ عَنِ المُقْبِلِينِ
وَبَاتَ الخَرِيفُ بِدَرْبٍ وَيُعْدِمُ
شَجَى فِي المَنَازِلِ مِنْ عَتْبِهِمُ
وَصَدْرِي يُعَانِقُ جُرْحًا وَيَلْزَمُ
سَجِينُ الأَمَانِي بِظِلِّ اللُّهَى
وَيَبْكِي الزَّمَانُ لِشَوْقٍ وَيَحْكُمُ
وَيَحْتَرِقُ العُمْرُ فِي أَرْضِهِمُ
وَيَبْقَى وُدَادِي طَوِيلًا وَيَخْدُمُ
أُرَجِّي القَرَابَةَ فِي ظِلِّهِمُ
وَأَسْقِطُ صَبْرِي عَلى كُلِّ مَنْ يُلْزِمُ
حَمَائِمُ صَدْرِي تُغَادِرُهُمْ
وَتَسْكُنُ ذِكْرَى القَرِيبِ وَتَلْهُمُ
أُرَاوِدُ قَلْبِي بِمَا قَدْ هَمَمْ
وَيَحْزَنُ وَجْدِي عَلَيْهِمْ وَيَسْهُمُ
وَتَجْرِي دُمُوعُ الغَرَامِ عَلَى
وُجُوهٍ غَفَا فِيهِنَّ صَبْرٌ وَيَنْظُمُ
فَمَا أَخْلُقُ الجُرْحَ فِي مِحْرَبِي
وَلَا يَسْكُنُ الحُزْنُ جَنْبِي وَيُسْرِمُ
وَلَيْلِي يَمُدُّ النَّدَى فِي يَدِ
أُخَيٍّ تَنَاءَى وَشَاخَ وَيَعْتِمُ
فَقُلْ لِي أَيَا قَلْبُ لَمْ يَبْقَ دَرْبٌ
سِوَى الدَّمْعِ يَسْكُنُ جَوْفِي وَيَنْظُمُ
وَمَاذَا سَنَجْنِي مِنَ القُرْبِ إِلَّا
مَزِيدًا مِنَ الحُزْنِ يَخْفُتُ وَيَكْدُمُ
تَدَاعَى الزَّمَانُ عَلَى جُرْحِنَا
وَيَبْقَى الرَّجَاءُ بِعَيْنِي وَيَنْظُمُ
خُطَانَا تُسَافِرُ فِي ظِلِّهِمْ
وَتَبْقَى الرِّيَاحُ تَهِيمُ وَتَسْهُمُ
يَحُطُّ الغَرَامُ عَلَى شُرْفَةٍ
وَيَبْكِي الهَوَى فِي الضُّلُوعِ وَيَغْرُمُ
وَيَشْرَحُ جُرْحِي قَصِيدَ القَرِيبِ
وَيَسْكُنُ بَيْنَ الضُّلُوعِ وَيُسلِمُ
بَكَيْتُ الهَوَى وَشُجُونَ القَرِيبِ
وَضَاعَ الوِصَالُ بِنَارٍ وَيُعلِمُ
تَنَاءَى الرَّفِيقُ بِظِلِّ الهَوَى
وَبَاتَتْ جِرَاحِي عَلَيْهِمْ وَتَنْدُمُ
وَحَالَ الزَّمَانُ عَنِ الرَّائِحِينِ
وَغَابَ الهَوَى عَنْ قَلِيلٍ وَيَحْسُمُ
تَمَادَى أَلِيفُ الهَوَى فِي البُعَادِ
وَبَاتَ الوِدَادُ جَرِيحًا وَيَكْلُمُ
عَجِبْتُ لِدَمْعِي بِقُرْبِ القَرَابَةِ
وَيَبْكِي جُفُونِي وَحُزْنِي وَيَفْهَمُ
تَوَارَى الجَمِيعُ بِعَيْنِ الرَّجَاءِ
وَبَاتَتْ لَيَالِي بِصَمْتٍ وَيَنْظُمُ
تَبَاعَدَ حُلْمِي عَنِ العَائِلَةِ
وَسَكَنَتْ ذِكْرَايَ دَرْبًا وَيَخْدُمُ
وَيَبْكِي الهَوَى فِي جُفُونِ القَرَابَةِ
وَيَبْقَى الحَنِينُ بِصَدْرِي وَيَحْسُمُ
وَمَا أَبْقَى الزَّمَانُ لِقَلْبِي دُرُوبًا
سِوَى الدَّمْعِ يَسْكُنُ جَرْحًا وَيَكتُمُ
فَهَذَا القَرِيبُ أَضَاعَ الرِّضَا
وَبَاتَ الهَوَى فِي صُدُودٍ وَيَلْزَمُ
تَنَاءَى الهَوَى فِي بِلَادِ النَّوَى
وَصَارَتْ لَيَالِي غَرِيبًا وَيَسلُمُ
تَوَارَى السَّمَاحُ بِبَابِ القَرِيبِ
وَبَاتَتْ جِرَاحِي صَبُورًا وَيَغْنُمُ
وَمَا لِلْوِدَادِ سَبِيلٌ لَدَيْهِمْ
وَبَاتَ الفُؤَادُ حَزِينًا وَيُسلِمُ
دَعَوْتُ السَّمَاحَ إِلَى جُنَّتِي
فَغَابَ الأَمَانُ عَنِ القَرْبِ وَيُكرِمُ
تَسَاقَطَتِ الذِّكْرَيَاتُ عَلَى
قَلِيلِ الوِصَالِ بِعَيْنِي وَيُنسِمُ
وَضَاعَ الهَوَى فِي جُرُوحِ القَرَابَةِ
وَبَاتَتْ قُلُوبِي لِدَرْبٍ وَيُكرِمُ
يَبِيعُونَ صَبْرِي بِسُوقِ الهَوَى
وَيَشْرَحُ أَلَمِي بِحُزْنٍ وَيُقسِمُ
يَرُدُّ اللَّيَالِي صَدًى فِي دُمُوعٍ
وَيَبْكِي الغَرَامُ عَلَيْهِمْ وَيَنْظُمُ
أُسَافِرُ حُزْنِي عَلَى جُرْحِهِمْ
وَأَجْمَعُ أَمْسِي بِقَلْبٍ وَيُعظِمُ
فَسَامِحْ قَلِيلَ القَرَابَةِ يَوْمًا
لَعَلَّ الغَرَامَ يَعُودُ وَيَنْعِمُ
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 07.12.2020
Time: 3pm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق