هؤلاء هم البشر..!!
........................
يا صديقي..
لاتهتم لشخص دخل حياتك كريح عابرة..
نعم يسقط بعض أوراقك..
ولكن لا يسقط منك إلا ما يجب أن يسقط..
فالريح لا تسقط إلا الورق الجاف..
تتألم..
تتمزق..
تموت..
ولكن تمضي بك أو من غيرك..
فلا تهتم..
كعبور شاحنة على صدرك..
ستمر..
بعضها حلو..
كثيرها مر..
ستمر..
ستمر..
وما يضر؟!..
لماذا؟!..
ببساطة لأن أحدهم يتخذك ممر(ا)..
،بعضهم يا سيدي يتخذك مفر(ا)..
وبعضهم يتخذك مستودعا ومستقر(ا)..
فالكل يتعامل معك حسب قيمتك عنده..
فلا تستجدي قيمتك من أحد..
واعلم أن لكل بداية من نهاية..
فقط ستتألم جدا لأنك أشرعت للود على غير أهل الوداد..
وعلى حين غفلة منك سيعبر بعضهم..
انتهازي..
وصولي..
أناني..
لا يهتم إلا بما يجمع..!!
لا يألم لقلب تقطع..!!
ولن يهتم لعين تدمع..!!
وسينسى تماما أننا لسنا سواسية في تحمل الألم..
فالبعض يتجاوز وينسى ويكمل مسيرة حياته..
وبعضهم يقتله الوجع لفراق أيا كان نوعه..
يتوجع حد الموت صمتا دون أن يدري ذلك العابر حجم ما أخلفه ذلك الرحيل الخاطف..
سيمر..!!
وينسى تماما أنه سائل الأمس الذي وقف ببابك يسأل القرب..
فلما كان له ما أراد عبر..!!
وكانك محض قطعة من حجر..!!
لن تتمزق أبدا ولن تنكسر..!!
سينسى أن كل من يدخل حياتنا يستقطع معه جزء" منا حينما يخرج..
وسيتناسى ذلك العابر أن خلفه فراغ يألم..
لماذا؟!..
لأننا نمنح بلا تردد ولا نوصد الأبواب جيدا..
ولأننا أوصدناها زمنا قد طال..
فقد داعب خيالنا الاشتياق لضوء الشمس بعد سنوات من العزلة..
ولأننا عانينا وحدة فرضتها علينا الظروف يوما..
سنستسلم مع طرق رقيق على أبواب الرفض..
لنشرع الأبواب عن آخرها لذلك القادم من بعيد..
وسننسى للحظة أن خلف كل ربيع يأتي صيف حار يعقبه خريف غادر يليه شتاء قارس..
سيضربك تياره..
وتزمجر رعوده..
ويصعقك برقه على غير استعداد منك..
لأنك ما زلت مغمض العينين..
تأخذك نشوة كاذبة..
ولذة مزيفة..
ومظاهر خادعة..
من طيب لسان..
أو حسن مظهر..
أو تمسح خلف دموع هي لدموع التماسيح أقرب من دموع البشر..
لتكتشف أن التماسيح والله قد تصدق..
ويكذب هؤلاء..
فيتسلل خلسة إلى حياتك..
يستقضي ما قدم لأجله ويمضي..
وأنت أيضا في غفلة..
ما زال يلعب برأسك سكر خمر إدعاءه الكاذب أنه صديق..أو حبيب..أو حتى عابر سبيل..
ولن تسلك أبدا دهاليز الحكايات..
لتعرف السر الدفين..
لأنه سيقطع كل الدروب خلفه..
ويمزق الخرائط..
ويوصد كل النوافذ..
ويمحو الأثر..
ولن تتمكن ما حييت من معرفة ما وراء الكواليس..
سيمحوك من ذاكرته ومن حياته كلها بضغطة زر سيدي..
ليترك فيك ذلك السؤال المعذب ويمضي..
وتظل تردد السؤال ملايين المرات..
دون جواب للأسف..
جريمة مكتملة الأركان مع سبق الإصرار والترصد..
تعاقب عليها كل القوانين بالإعدام..
ومع استعمال الرأفة..
السجن المؤبد..
ومع ذلك..
ولانتكاس الفطرة..
ستنصب المحكمة فجأة وسيكون هو قاضيها وشاهدها وسجنها وسجانها وجلادها..
وناطق حكمها المجهز سلفا..
بل وجدران سجنها وقضبانها..
وسيكون قوله هو القول الفصل..
وبقدرة قادر ستجد أنك أنت القاتل الأثيم..
لتقبع أنت في سجن بلا أسوار ولا قضبان..
مساحته ذاكرة لا تصدأ وقضبانه ضلوع تئن..
وسجينه الوحيد هو أنت..
وجلاده حضره العابر الغابر..
ابن الزمن الذي لا تعرف ما إذا كان العيب فيه..
أم أنك ولدت من رحم أمك مشوها معيبا..
أرضعتك ثديا من إخلاص..
وأخرى من وجع من كل شئ حتى الهواء..
لا مراجعة ولا استئناف ولا استشكال ولا معارضة..
ولا التماس لإعادة النظر..
لا لشئ إلا لأن حضرة محكمته لا تعترف بأي شئ بخلاف كونك مذنبا ومدانا..
آثما مهما قلت..
ولأنه في كل القوانين..
السماوية منها والوضعية..
مبدأ،،،،المتهم برئ حتى تثبت إدانته،،،،
ولأن جلالته يصر منذ البداية ودون محاكمة أنك مذنب،عاص تستوجب العقاب..
ستجد أن مبدأ عدالته..
أنت متهم عندي حتى تثبت براءتك..
حتى ولو ثبتت..
أيضا أنت متهم في ساحتي..
لن تبرأ من وزر جريمتك..
التي لا تعرف بالأصل ما هي..
وتقضي حكما بالغربة من جديد..
والعزلة من جديد..
والوحدة من جديد..
دون سند أو معين..
وستتعلم يا صديقي في وحدتك الطويلة وعزلتك التي لن تنتهي..
أن توصد الأبواب جيدا..
وستعلم أن بعضهم ما كان يستحق الدخول إلى حياتك أصلا..
حتى ولو على سبيل عابر سبيل يستظل بك قليلا ويمضي..
لأن بعضهم حرام عليهم حتى ذلك الظل..
ولأنك أسرفت في العطاء..
دون ثمن..
أو ربما كان المقابل بخسا زهيدا..
ستتألم طويلا..
فلا عليك..
فالوجع أيضا قدر..!!
وهؤلاء هم البشر..!!
وفي لحظة ما سيؤذيك كل شئ..
حتى الصمت سيؤذيك..
لدرجة أنك ستكف عن كل شئ..
حتى ذلك السؤال..
لن تسأل داخلا لماذا دخلت..
ولن تسأل خارجا لماذا خرجت..
فقط ستكف..!!
وتبقى دموع لن تجف..!!
وسر لن ينكشف..!!
وحينما يحل موعد الليل والظلمة والدجى..!!
ستنزوي إلى ذلك الركن البعيد لتقبع تلملم بقاياك..
وتجمع حصائد الخذلان في موسم جديد..
للخذلان والأسى..!!
وتملأ الجعبة وجعا استعدادا لزمن أخر غير الزمن..!!
تمنح فيه بلا حساب..
وتعطي فيه بلا ثمن..!!
وماذا ستجني من هؤلاء..
غير المرارة..
والخسارة..
والعفن..!!
فلا تهتم ولا تحزن..
لأن الأصل فينا..
الحزن..!!،،،،،،،،،،،،بفتح الحاء المهملة..
(نص موثق)
النص تحت مقصلة النقد..
...............................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي