"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الجميلة النائمة
-٢-
كدت أن أصدق قول المضيفة "الله يحفظها لك"
وما أدخلته إلى قلبي من شعور جميل ،فرديت:
-الله يحفظك.
-ماذا تطلب ؟
-كاسة نسكافيه .
-"والمدام الحلوه"؟
-إنها مستغرقة في النوم كما ترين.
-نوم العافية؟
-أشكرك .
-هه..يبدو إنها أصغر منك بكثير ..ههه..أنه الحب
الذي لايعترف بفارق العمر؟
-....................... .
إبتسمت وذهبت ..قلت في نفسي ليت ذلك كان
حقيقة ..علاقتي بتلك الجميلة النائمة ..ليتني
كنت الفارس الذي سيمنحها القبلة لتصحو بعدها
من نومها العميق .ونكون لبعضنا مدى الحياة.
بيدي الثانية أخذت أمسح شعرها الأملس كالحرير
فتتناقض الأفكار والمشاعر والأحاسيس في داخلي،
من تلك الأفكار أن تصحو من نومها العميق ..الغريب..تصحو ثائرة وأن تحملني مسؤولية نومها فوق ساقي
واحتضانها لذراعي وأن توبخني بشدة وتذهب.
ومنها أن تصحو لأعرف ماهي حكايتها ،أو أن
تبقى نائمة ليستمر ذلك الشعور الجميل .
الأجواء المعتمة بسبب إكتظاظ الغيوم السوداء
وإنهمار الأمطار بغزارة في الخارج؛كل ذلك
جعلني أنسج في مخيلتي الأحلام الجميلة غير
الرقصات الرومنسية الراقية ،والتحليق في السماء
والجري فوق الغيوم..و..و..لقد جاوزتها إلى لحظات العناق الشغوف والقبل المتعطشة.
وماأفتقده من أجمل وأرقى مافي الدنيا؛ الحب .
فنحن الأثنان ..أنا وهي ..أرادت لنا الأقدار أن
نلتقي ،خلقتي من ضلعي ..وقد أصاب الغدر ذلك
الضلع الذي تتشبثين به كلما أردت أن أتخذ وضعا
أخر أريح به جسدي المنهك، فأبقى كما أنا أرهق نفسي بسعادة
لأمنحك الراحة في نومك .
أخرجتني المضيفة ثانية من أحلامي الجميلة وقالت:
-هههههه لاتزال نائمة ؟
إبتسمت لها وأنا في حيرة من أمري ولم أجيب ،
قدمت لي كاسة النسكافيه وقالت بأستغراب:
-ماهذا النوم العميق في ذلك الطقس البارد ؟
رأت الحرج والخجل باديان على وجهي وقالت
ممازحة بجرأة:
-بالرغم من إنها تحتضن يدك هكذا إلا أني أظن
أنك قد أغضبتها ..إنها ترتجف ..لماذا لاتدفئها
بمعطفك ؟
-اخشى إزعاجها بنهوضي ؟
-أنت رائع..ونادر في ذلك الزمن ههههههه أنا احسدها كثيرا..حسنا سوف اضعه أنا عليها .
أنزلت معطفي من الرف العلوي وغطتها به فالتصقت
بي أكثر وأكثر كالطفلة الخائفة ،قالت المضيفة
الظريفة :
-الله ...يا حبيبتي ..لا أظنك أغضبتها..قبلها ..قبلها بلطف
وستصحو كما تصحو الجميلة النائمة ..أنا أمراة
واعرف النساء جيدا..إنها تتدلل عليك ؟
-............................... .
-ههههههه قد تكون تتظاهر بالنوم ههههه لاتتظاهر باللا مبالاة هههه لاأحد يراكما ..إنها أفضل اللحظات لكما ههه لحظات لاتعوض ،أما عني أنا فسأذهب الأن ههههه ؟
لازلت أبتسم وانا أسمع الكلام الجميل ولااجيب ،
لاأعلم أأغضب من تلك المضيفة التي تصر على
أن تعيشني في حلم جميل..؟ أم أشكرها..؟فأنا ماذا
كنت أريد من الحياة غير ذلك ..قلب يحب بصدق
كما أحب..وهل من الممكن أن أغضب فتاة بتلك
الرقة والجمال والإنوثة،
بالرغم من إنتشار رائحة النسكافيه والجو الرومنسي الجميل إلا أني تمنيت أن أعرف نهاية ذلك الوضع
وخصوصا مع مرور الوقت السريع وأنه قد تبقى
على نهاية الرحلة أقل من ساعة ،
حضرت المضيفة لتأخذ حساب الطلبات من
المسافرين..دفعت لها ثمن النسكافيه..ضحكت
وقالت :
-يبدو أنك ستكون مضطر في نهاية تلك الرحلة إلى حملها كالطفلة الصغيرة إثناء الخروج هههههههه أن حجمها صغير تبدو كالطفة
هههههههه كم أنت مدللة أيتها الجميلة ..الله يحفظها لك .."دير بالك عليها"؟
قبل أن تغادر المضيفة لمحت قرب قدمينا
شريط أقراص ملونة فتراجعت..رفعت شريط الاقراص وقالت :
-ماهذه ..حلوى ..الله ؟
أعطتني ألأقراص..وضعتها في جيبي ثم غادرت
المضيفة ،أخرجت من جيبي شريط الأقراص..
تأملته جيدا ..أغراني كثيرا .قلت لجميلتي بصوت خفيض :
"بعد أذنك ؟"
وضعت في فمي
قرص منها ..قمت بمضغه في فمي حتى ذاب
وكان أخره مر المذاق ،لم أعلم هل هي حلوى ..؟
أم دواء ..فمن المستحيل أن تكون الحلوى كذلك،ياترى هل كانت تحتفظ بها..؟هلى سقطت منها ..؟لكن ماهي ..؟ولماذا هي معها؟؟
أخذت أمسح شعرها من جديد لعلها تصحو .
حاولت رفع يدي عنها لكنها تشبثت بها من جديد،
بل قالت بصوت ضعيف وهي تلتصق بي أكثر
وتتشبث بيدي بذراعيها الاثنتين:
-لا..لا؟
أخيرا سمعت صوتها ،لكن بعد أن ثقل رأسي وشعرت بشعور غريب كما وأني أنتظر تأثير المخدر للذهاب في غيبوبة طويلة .
إستندت إلى الوراء ..ثقل رأسي أكثر..فبدا
الغباش يزداد على عيني ..فبدأت اقاوم النعاس ..ملت
إليها بتكاسل ..لثمت وجنتها بقبلة طويلة سكير بأنفاسها الساخنة ..إبتسمت..
فتحت عينيها قليلا وعادت وأغمضتهما من جديد.......................
نهضت من سريرنا الدافىء وكانت لاتزال مستغرقة في نوم عميق بعد لقاءنا الحميمي في ليلتنا الأولى معا بعد تتويج حبنا بالزواج.
توجهت إلى المطبخ ..أعددت النسكافيه ووضعته على الطاولة في الصالة وعدت إليها لإزعاجها بقبلاتي:
-حبيبتي..حياتي ..النسكافيه جاهز ..لقد أعددته بنفسي لك ياأميرتي ...................
بعد ذلك بدأت أرى اشباحا أمامي في الثياب البيضاء ..اشباحا تجذب الفتاة بعنف بينما هي
تبكي وتتشبث بي .........
وانتهى المشهد .
أفقت على لمسات يد المضيفة الباردة على وجهي
وهي تحاول إيقاظي :
-يالطيف ماحكاية النوم عندكم ؟
--هل وصلنا.
قالت بأشفاق مصاحب لنظرات خيبة أمل كما وأنها صدمت بي :
-نعم وصلنا ياعزيزي وحدثت كارثة إثناء نومك ؟
ثم تنبهت على أن الفتاة لم تعد موجودة فقلت لها:
-أين ذهبت ؟
-تقصد فتاتك ياعزيزي ..آه..أنا ..آسفة ..حاولت أن أوقظك
لكنك لم تستيقظ ..و..؟
-ماذا حدث.
كانت عربة المصحة تنتظرنا هنا ودخل رجلان وامرأة..
وقد أخذوها معهم بعد أن كبلوها بالقماش ؟
-مصحة ..أتعرفين إلى أين.
-أ..وهل حقا أنك لاتعلم ..!! بالطبع أخذوها إلى مصحة ألأمراض العصبية والعقلية التي هربت منها لتأتي إليك ..قالوا
إنها قد هربت من هناك ..ه..لقد أدخلت المصحة بعد أن غدر بها حبيبها ..أنت..!!هل حقا غدرت بها ..؟! قد خذلتني ..خذلتني ايها الرجل ..جميعكم متشابهون ؟
قلت وأنا أتركها وأنزل من الحافلة دون أن أوضح لها الأمر:
-إلى مصحة !!ياإلهي والله لاتستحق ذلك ..لاتستحق ذلك أبدا.
"إنتهت القصة"
وإلى قصة أخرى
تيسيرالمغاصبه