الأحمدية في مدح
خير البرية
عليه الصلاة والسلام
...
وصلُ الأحبة بعد البين إفضالُ
ترجو الوصالَ أما في الوصل آمالُ
لا حبلُ ودّكَ مقطوعٌ فتقطعَهُ
ولا تساقيك صفوَ الودِّ مكسالُ
تحيي الأحبةَ نظراتُ المها عرَضًا
وطلعةُ الوجهِ لو قابلتهُ فالُ
لولا الأحبّةُ ما ارفضّت مدامعُنا
ولا تشمّتَ يومَ البينِ عذّالُ
وللأحبة أيام النوى ذِكَرٌ
تُسري عن الصبِّ ما غمّت به الحالُ
يبدي الضعيفُ إذا بانوا تجلُّدَهُ
والحالُ تظهرُ ما قد كتّمَ القالُ
حليمُ قلبٍ على ريب الزمانِ سوى
إن ذاق طعم الهوى منها فمجهالُ
ما تُنهِلُ الغيدُ من إلفٍ يدلّلُها
سوى المواجعِ في الأكبادِ تنهالُ
إنّ البيوتَ لَتبكى وهْيَ قائمةٌ.
كأنّ آثارمَن تهواهُ أطلالُ
ويحَ الذي سار لم يذكر أحبتَّهُ
والعينُ من بعدِهِ سحٌّ وتهمالُ
ويح الألى حطموا قلبًا برحلتهم
كأنّهم طلبوا ثأرًا وقد نالوا
ما أنسَ لا أنسَ هودجها وقد جلست
كظبيةٍ قد علاها السدرُ والضالُ
والمرءُ إن لم تفض حبًّا مشاعرُهُ
بأعين الغيد قاسي القلبِ بطّالُ
حورٌ أصابت شغافَ القلبِ نظرتُها
فظلَّ في القلبِ وسواسٌ وبلبالُ
إن نال ثغرًا فتاها عاد منتشيًا
كأنّ ريقتها شهدٌ وجريالُ
عودُ الأراكِ الذي تجلو الثغورَ بهِ
يكادُ يورقهُ عذبٌ وسلسالُ
ولستَ تنكر للحسناء سطوتها
وليس ينجيك إن قارعتَ سربالُ
وأطيبُ العيش دون العِين في نكدٍ
إذ ليس يعدلها في الدهر معدالُ
وراهبُ الطور لا تخفى صبابتُهُ
يرجو الوصالَ ولا ينفكُّ يحتالُ
مازالَ أزهد قسيسٍ بصومعةٍ
حتى رأى الأعينَ النجلاءَ تغتالُ
بين التزهّدِ في الدنيا ووصلتها
يحتارُ أهلُ النهى والقلبُ ميّالُ
أسري مجدًّا بلا هادٍ أتابعُهُ
ريّا الأحبّةِ كالأفلاكِ دلّالُ
إذا عزمتُ إلى المأمول جانبُهُ
خليلِ رب العلا تخبُّ شملالُ
لا يستردُّ عدوٌّ منهُ مأخذةً
وإن أتاهُ غريمٌ فهْو حمّالُ
ولا يخيبُ فقيرٌ أمَّ منزلَهُ
ولا يدانيهِ غيثٌ سحَّ هطّالُ
ذاك الكريم الذي يلقاك نائلهُ
ولم تعنَّ إلى جدواهُ سؤَّالُ
حياضُ كوثرهِ الرقراقِ مترعةٌ
عند الورودِ بما لم يُخطِرِ البالُ
لذَّ الشرابِ فلا ينساهُ شاربُهُ
في الدهر ما بقيتْ بالقلبِ أوصالُ
لا حاتمُ الجودِ دانى منهُ منزلةً
ولا الفوارسُ يومَ الروعِ تجتالُ
كرَّ العدا شغفًا فيهم بزعزعةٍ.
وهل تزعزعُ بالنفخاتِ أجبالُ
وقربُهُ آلهُ كالأسد صولتِها
يوم الوغى دأبُهم جريٌ وإقبالُ
الراكبون خيولَ الحرب معلمةً
وقد تنكّر يومَ الروعِ أبطالُ
خفّت عقول الألى فامّازَ فارطُهم
هوّنْ عليك فإنّ الطيشَ قتالُ
فلم تكد تنجلي غبراءُ جولتهم
حتى تردّوا وسيفُ الحقّ قصّالُ
لو لم يمت بسيوف الهند عتبتهم
لمات بالرعب إذ لاقاهُ رئبالُ
وما نجت من سيوف الآلِ هالكةٌ
إنّ السيوف بأيدي الآلِ آجالُ
راحوا لبدرٍ وحادي الشرِّ يطربُهم
شتى الأمانيّ إنّ الشرَّ ضلّالُ
منّتهمُ النفسُ والشيطانُ مأدبةً
تقامُ عُرسًا وفي الأهواء أشكالُ
كأسَ الردى شربوا للصحبِ وادّكروا
أنّ الأمانيَّ إهلاكٌ وإضلالُ
قد اشعلوا النارَ من أيديهمُ غضبًا
حتى كأنّ سيوفَ الهند مشعالُ
يسابقُ الموتُ ضربَ السيفِ مختطِفًا
أرواحَهم كبزاةِ الصيدِ تنثالُ
وفرحةُ العيد لم تكمل مسرّتُها
حتى تردّوا وفي الأعناقِ أغلالُ
يقادُ قسرًا إلى النيران واحدُهم
وليس ينجيهِ لا أهلٌ ولا مالُ
تظلُّ بدرٌ دجى الأيامِ مقمرةً
يسري بها الناسُ قصّادٌ وقُفّالُ
علا على الشرك يومَ الفتحِ بارقُهُ
فأمَّهُ الخلقُ رحّالٌ ونزّالُ
عبّدتَ دربًا منيرًا مالهُ زلَقٌ
ودربُ خصمِكَ داجٍ فيهِ أوحالُ
فربَّ سارٍ بلا مشكاةِ سيّدنا
كحاطب الليل قد ترديه أغوالُ
وآسنٌ ماءُ مَن جاراك موردُهُ
وماءُ موردِكَ الرقراقِ سيّالُ
يسيلُ راحًا فما ينفكُّ شاربُهُ
بنشوةٍ منه لا يودي به الآلُ
أتيتَ كالغيث للأقفار فارتويت
لما ظمئنَ ووجهُ الأرض ممحالُ
هل لي بكوزٍ من الرقراقِ مترعةً
حبًّا لأحمدَ يا ربّاهُ أكتالُ
...
🇮🇶 الشاعر عبد القادر الموصلي
🌴🌴🌴🌴🌴
من يحبها صوتا