نكبة غزة
*************
ضاعتِ الكرامةُ وغابتِ الامانةُ وتغيَّرَ البشرُ
فأمةُ الإسلامِ لأتعني شيئاً غيرَ الورقِ والحبرِ
مثلَ اكوامِ الحجارةِ صارتِ المشاعرُ
لأشيءَ يكسرُ عطفَها أو منه تعتبرُ
فبعضُ الحجارةِ روحٌ تولدُ الحياةَ
إن مسَّها غيثُ السماءِ الشمسُ و المطرُ
إلا سما الإنسانِ مليئةٌ بالخذلانِ
لآهٍ بطائرهِ بدنيا الشهوةِ والخمرِ
تقدمتْ فيه الحضارةُ واخرتْ فيه
الخصالُ الطيباتُ وزادتْ الأمَرّ
وألبسَتهُ من الخلاعةِ ثوباً فضفاضاً
من الصنعِ الحقيرِ الفاضحِ القصرِ
بعدما كانت تفوحُ من مظاهرهِ
العفةُ والحياءُ والجلبابُ والوبرُ
أما عن الأخلاقِ وما أعطتهُ الحضارةُ
فمن قلةِ الأدابِ ضاعَ الخلقُ واندثرَ
تغيرتْ تلكَ السجايا الصالحاتِ التي
أرتوتْ من أبحُرِ الفطرةِ السليمةِ والأنهرِ
وما يعيبُ العصرَ أن الناسَ قد سِلبوا
الرحمةَ ونصرةَ المظلومِ والفقيرِ
وتستمرُ مع الرعونةِ حياةُ الناسِ
من كثرِ ما ابتدعَ من التفاهةِ وابتكرَ
تتلمذ المزاجُ تحتَ يدي الأجرامِ
ودعاةِ الأمنِ قد غابوا ولاطالباً حضرَ
وأنزوى الإنسانُ عن نصرةِ الاخوانِ
مقتنعٌ حيوانَ نفسهِ بالفرار من الخطرِ
وإمةُ الأسلامِ مع حضارةِ الغجرِ
أنتابها الخذلانُ وقلةُ الأيمانِ والصبرِ
وقلَّ بهآ البأسُ والذودُ والجهادُ ضدَّ
اليهودِ فغزةَ دُمِّرتْ وحالها أبكى الحجرَ
والمسلمونَ لم يبالوا كأنهم سرابٌ
وهنوا وذلوا منذُ السابعِ من اكتوبرَ
وبدتْ ترقُّ مهجُ السماءِ لغزةَ
وبمشيئةِ اللهِ يلوِّحُ الحق بالثأر والنصر
