مقال تحت عنوان {{ابليس قال أنه خير من آدم}} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{لطرش بوثلجة عمر}}

ابليس قال أنه خير من آدم فهو في نظره يصلح لخلافة الله في الأرض مقارنة مع آدم و هو أفضل منه في المادة التي خلقه الله منها..

الخيرية التي رجع اليها إبليس ليست هي الخيرية التي تبني الانسان و الحياة و العالم و هي ماثلة أمامنا اليوم في هذا العالم الذي نعيش في رحابه..

فكل الصراعات بين المجوعات البشرية منذ هبوط آدم و حواء و إبليس على الأرض لا تتوقف بل تسبب إعتداءات و إحتلالات وحروبا و أزمات الخ..

الخيرية الحقيقية هي عبادة الله والأخوة بين كل بني آدم و حواء فيه عز و جل و هي خيرية بالعبودية و الأخوة و التعاون و الوحدة و فعل الخير و العمل الصالح و التقارب الدائم الذي لا يدع أسبابا للتناحر و التفرق و التحارب والتقاتل و ما يبتعه من سلب و سبي و تدمير و إحتلال و إستعباد..

الخيرية الحقيقية هي أن يكون الانسان أخا لغيره الإنسان و معمرا للحياة والأرض حتى يستحق أن يكون مثلما أراد ربه خليفة لها..

أما ما قام به إبليس فهو شيء آخر و قد علم الله ما سوف يكون منه كونه منح الحق في ذلك لآدم و ليس لإبليس فهو الفساد في الأرض و لا نجد له تفسيرا إلا الفساد في الأرض..

ان أتباع إبليس يتصرفون مثله في العالم فهم يختطفون ما ليس لهم فيه حق من أهله و هم الذين يكونون الأمة الإسلامية و ليس كل من في الأمة هو طبعا من أهل الحق في خلافة الله في الأرض..

إن الصراع اليوم و منذ عشرات القرون هو صراع بين الأمة و يغرها من الأمم الذي يبدو هذه السنوات مشتعل أكثر من أي وقت سبق و نراه في ليبيا و سورية و اليمن و في أراضي أخرى لم ينفجر بعد فقط..

سينتصر أهل الحق الذين يعرفون مثلما عرف ابليس و شهد على إنحرافه الله فهو عز وجل أراد أن يرينا حقيقته و ما سيفعله في الأرض و أنه سيكون له أتباع كثيرون و نحن نراهم بأم أعيننا و ان بدوا لنا أنهم أهل إنسانية و خدامها بل من بني جلدتنا من ينتمي إلى هؤلاء لكنهم يتخفون و يراوغون..

الله ناصر عباده برغم الذي يقع عليهم من معاناة و عذابات كبيرة و هم في ذلك غير مبالين و ليسو بمبدلين رغم الألم..

هذه هي الصورة التي عليها العالم اليوم و أن الذين يحسبون أنفسهم خير من غيرهم هم من يصنع العدوان و الألم و الدمار و الحقد و الفرقة و ليست الأمة التي يعتدون عليها بشتى الذرائع و المبررات..

لطرش بوثلجة عمر..  الجزائر