قصة
رحلت من غير وداع
الجزء الثالث
أستيقظ في صباح اليوم التالي
نفس الروتين لكل يوم القهوة والوردة والدمية سوزي كانت حاضرة .
بعد ان إنتهى من كل شيء وودع سوزي
وخرج من منزله للذهاب لعمله .
روتين قاتل وأسلوب حياة ممل للغاية لكنه كان قد إعتاد عليه وتأقلم معه .
ركن سيارته بمرأب الدائرة ودخل من البوابة الرئيسية ، ألقى بتحية الصباح على موظف الإستعلامات وبصم بصمة الحضور
القى بالتحية على كل من صادفه بطريقه
لقسم الحسابات .
دخل قسمه وصبح على الجميع ، كان كله نشاط وحيوية ، لم ينتبه لتلك الموظفة الجديدة .
بعد ان جلس على مكتبه ووضع حقيبته عليها ، أخرج بعض الاوراق والسجلات التي تهمه ووضعها جانبآ .
رفع عينيه بعفوية بإتجاه حنان .. تفاجئ .. ؟
كانت بكامل أناقتها وبدت له مختلفة عن الأمس .
ذهل مما رأى تعلثم وأصابته صدمة وقتية
إبتسم الجميع لكنهم أخفوا إبتسامتهم مراعاة له .
تمالك نفس وأخذ نفسآ عميق ليهدأ نبضه المتسارع .
طلب منهم بصوت مرتبك بأن يزاولو أعمالهم المناطة بهم .
بعد ساعة من العمل .. رن جهاز الهاتف المنضدي الداخلي الخاص بالدائرة .
محمد أنهى المكالمة بسرعة لكنه كان غير مرتاح ، وكأن ذلك الأتصال كان فيه أمر أزعجه خرج مسرعآ وبطريقة لفتت إنتباه الجميع .
حنان .. مالذي جرى للأستاذ محمد .. ؟
أجابها .. ليث .. ؟
بصراحة .. ؟
لانعلم مالذي يخبروه بتلك الإتصالات ، كل فترة يأتيه إتصال تتغير حالته ويضطرب ، ثم يخرج بعد الإتصال مباشرة ، يعود وحالته يرثى لها .. وسترين .
بعد فترة وجيزة .. عاد الأستاذ محمد وهو بأسوء حالاته .
وضع حقيبته على المنضدة ووضع مايخصه بداخلها وخرج من دون ان يتفوه بكلمة واحدة .
ليث .. ألم اقل لك أستاذة حنان هذه حالته كلما أتصلوا فيه .
حنان .. شغلها تغير وضع استاذ محمد ، عند التاسعة والنصف .. طلبت من زميلتها بأن يذهبا لإحتساء كوب قهوة بالكفتريا .
خرجا من القسم وبالكفتريا .. قالت حديثني عن الأستاذ محمد ..
زميلتها ..
قالت لما أحدثك عنه .. ؟
حنان ..
قالت .. أجده مختلف عن البقية
وكأنه من كوكب آخر .. ؟
زميلتها ..
نعم .. بالتأكيد هو مختلف
نادرآ مايتكلم وبصعوبة يضحك
كتوم وكله غموض .. لانعرف عنه شيء
لايحبذ العلاقات الإجتماعية ، منطوي على الذات ..
مختصر مفيد ..
كله غموض وطلامسم أسراره لاتقرأ ولاتفهم .
لكن .. هناك بعض الأمور .. ؟
لكن هناك بعض الأمور التي يمتاز فيها
يعشق القراءة ويكتب الخواطر ويهوى الموسيقى .. والقهوة عشقه .
هذا كل ماأعرفه عنه .. ياصديقتي
حنان ..
وكيف علاقته بالجنس اللطيف .. ؟
زميلتها .. آه
لايتعامل معهم لامن قريب ولامن بعيد .. !
سأخبرك بأمر .. ؟
حنان .. ؟
إخبريني عزيزتي
زميلتها ..
ياصديقتي الغالية .. هو مسؤول قسمنا منذ خمسة أعوام ، لانعرف عنوان سكنه ولا رقم جواله . مارأيك .. ؟
حنان ..
لم تصدق ماسمعت .. هي مذهولة من شخصية هذا الرجل .
زميلتها ..
هيا بنا لنعود لغرفتنا للنهي ماكلفنا فيه
إن عاد اليوم أو غدآ ولم ننجز العمل
سترين وجهآ لم ترين مثله من قبل .
يتبع
جاسم الشهواني
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق