(أنين الخيام)
ذات هطول أجتمعت السُحُب
فابيضت ثم إسودت
كأنما أوقد عليها ألفَ عام
فاستحالت بيضاء
بعد أن تجمدت الأحاسيس
بحسن الجوى وأنين الخيام
عجبا لقلبي من بياض الرؤى
فهو كَيَدِي من غير سوء
فيا لضرع الغمام
كيف ينساب منك الثلج والبرد
ويتركني مرهف الحس
خفيف الظل عصبي المزاج
إتوق لحسنك الفتان
الذي يملأني شوقا
بعد فطامي من الحنين
إلى صدر الشتاء المطير
جهرا وسرا
فيا للريح التي عصفت
رفقا بالأطفال
وتبا لمن سرق أحلامهم
وَصِدْقَهُم وحليبهم
ففي العام الذي قامت به الثوره
أصابني بعض الجنون
صحتُ وصحت بالمداءات
يا أيها الثلج بياضك عشقي
فهلا تركت للصغار بياض حليبهم
وانت ترى بالخيمه ظلي يترنح
حتى تقطت السبل بالمخيم
ولست من المهاجرين
انا من هتف لبيض الحمام حسبكن
بعد أن رددت سجعهن
فيا للسعادة الغامره
برغم كل هذا الخراب
ووقع الحراب
في ثورة أسميتهاثورة الضباب
لهف نفسي على نفسي
حيث لم أشهد لحظة الضراب
وأصوات من يهتفون
حتى لا يتلاشى كل شيء
بياض الثلج وذروة الهطول
وخطوط الطول بخط الاستواء
حتى ماعدت أشتم العبير
سوى رائحة كرائحة الموت
فيا للخيام التي مزقتها الريح
وبكاء الأطفال
ممن أبيصت سحنهم وما تهللو بِشّراً
بالزائر الابيض والصبايا البيض
بعد انحسار السحب
بين جبلين وتراكم الثلوج
واشتداد الريح
وفرحة الاطفال في الصباح
وخلف النافذه من تنتظر
عودتي من الطوى
بخبز المسيح مسمر الاخشاب
فيا لثورة الرؤى في بياض الرؤى
ففي تسع ساعات
لم تكن نار الدفيء كاللهيب
حتى مضى الجميع
الى الله الحبيب يبتهلون
ويلهجون بالدعاءبان يهدأ الهطول
حتى تتوقف ثورة الجداول
وتبدأ الحرب تضع أوزارها
فيمابعد الهطول
وبعد نسيج الخيوط من الفضه
بقلمي د. نعيم الدغيمات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق