نص نثري نحت عنوان {{رمقتها بنظرات التأمل}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ {{أحمد أحمد}}

رمقتها بنظرات التأمل ومضيت في دربي

صراع الافكار نشبت حروبه بداخلي وصارت سيوف الرغبة ورماح الاقتراب وسهام الحلم وحراب الظفر يتقاتلون والهدف واحد والضحية حسناء تفترش الارض دون حصير وترتدي ملابس  بالية خشنة ألوانها قاتمة .

تخيط بأناملها وتحيك خيوط صوف تبتاعهم بعد حين 

صراع الافكار اهتدى الى هدنة.. ان اعيد النظر واعيد التفكير 

أبحرت بنظري واهملت تفكيري فرحلت في رحلة معها دون ان ترمش عيني لحظة او تغيب 

صورة جميلة كانت تغازل عيني 

شعرها الذهبي على الكتفين يغازل شعاع الشمس الساقط فينعكس منه ضياء ذهبية كانها جواهر وحلي ثمينة 

على وجهها رُسمت ملامح الجمال فكان الوجه كالقمر المنير والعين بحجم فنجان كبير والانف مسقط على راس هرم انيق والجبين ساطع زين بلؤلؤ يشع نورا.. 

صورة اكتملت عندي وان زينتها بحروفي فذاك عنه ما اجبرتني لغة المعجبين  

قاومت فضولي لحظة وانفجر بعدها بقليل 

أسرعت اليها وبادرتها التحية واهديتها تعظيم 

بكل الكلمات المباحة وبكل حروف اللغة وبكل الاساليب مدحتها غازلتها حتى اخجلتها وصارت تبكي بعمق الباكين 

اهآت هزت كيانها نبرات حزينة خطفت جمالها دموع غزيرة روت مكانها صدى صوتها تردد قبل ان تتكلم 

سمعته بعمق المستمع انتبهت لها بقوة تلميذ في الحب يريد ان يتفوق على اترابه

قالت في حياتي وداخلي اشياء تهزم الحزن وتقتل الفقر وتموت قبل ان يصبح الخوف سيدا للجبناء الخائفين

عن حالي لا تسأل فالاسئلة لن تعرف الاجابة بعد ان مات الضمير في قلوب البشر  .

وقلبي مخطوف لا يفكر الا في جمالها 

بشبه ابتسامة رسمتها التعاسة قالت ..

انا فتاة الفقر والجوع والحرمان انا خدش الحياء عندما تموت الحياة في قلوب الناس انا فراغ وضعته امي وتركه ابي وهجره الاحبة والاخوة والاعمام انا يتيمة مسني الجوع في بيوت الفقر والحرمان انا في مساكن الطرقات

وبيوت الحدائق العامة انا على فراش الاعشاب وغطاء الاشجار انا برد الشتاء وحرارة الصيف وجوع الليل وعطش النهار انا كومة من الضياع انا انسانة هرمت بنبرات المعاناة الى هذا المكان انا انتظر رحمة من الرحمان وسوف تأتي.. فاختصر الكلام 

ارحل عني ودع الحزن ينخر قلبي لعله يصبح قلب وحش ويفترس الاحقاد 

أارحل؟

بعد ان سمعت منك ما كان .

انت ملاك بعثني لك الرحمان رحمة وسوف اكون لك الانسان بثوب ابيض وطهر عظيم يفترس  عنكي كل الاحزان

انت فراسة الحياة التي شقت كل هذه الاتعاب انت الجلد وانت الصبر وانت القوة والثبات 

بمنتهى الصدق اتكلم واقول كل ما في خاطري فانت الجمال لروح تملكين الخطاب وفي الوجه علامات تبهر كل انس وجان والجسد حور العين ليس لهم معك جمال

ابتهل قلبي بذكر خلجاته فاصبح يظهرألحان ويتكلم لغة تعبير  وحسن بيان .

من نظرة اولى نظرتها لك بأتقان فكيف تريديني اليوم ان اترككِ للوحوش وعواصف الايام 

لملمي احزانك واركبي فرسي لنغادر سوية إلى واحة اسمها الاقتران 

فقد وجد القلب ضالته ووجد في الدنيا انسان.. 

نهاية حزن وقلب عاش الحرمان .

احمد احمد