أرى الأطلالَ يبكيها نواكا
...
أرى الأطلالَ يبكيها نواكا
ألا توفي فتبكي مَن بكاكا
منازلُ قد خلت مذ فارقتها
ربابٌ طالما اغتالت مناكا
تريكَ كواكبَ الجوزاءِ ظهرًا
وظهرَ الأرضِ تحسبهُ السماكا
بها كانت تَدَلَّلُ مثلَ رئمٍ
تناولُ بعد ريّاها الأراكا
طغت حسنًا فقالوا نسلُ جنٍّ
وأحسبُ من محاسنها ملاكا
مريضٌ طُبَّ لا يشفي دواءٌ
ولو نلتَ الرضابَ إذًا شفاكا
ذكيُّ المسكِ صُبَّ عليهِ شهدٌ
وخمرٌ سلْ. بما طرب. السواكا
سُحرتَ بأعينٍ نجلاءَ لبًّا
ولم توصلك مَن سحرتْ رقاكا
أسودُ الحرب تغلبها ولكن
قصيرُ الطرفِ في سِّلْمٍ سباكا
وكسّرتَ الأسنّةَ والعوالي
وقارعتَ الجبابرَ مذ صباكا
وجبتَ الأرضَ غزوًا وانتصارًا
ورئمٌ من لواحظهِ رماكا
رماكَ بأسهمٍ رُيّشنَ كحلًا
وألقى فوق جانحكِ الشباكا
نفرُّ وتعجز الفرسانُ عنّا
وعينُ الرئمِ تلقانا دراكا
ركبتَ الخيلَ حربًا واستباقًا
وتسلبك الأرادة والحراكا
فكم سامرتَ من جوعٍ وخوفٍ
وقاسيتَ الشدائدَ والعِراكا
وقد نلتَ المعاليَ في ذراها
وعن نيل المها قَصُرَت يداكا
صناديدَ الرجالِ يصدنَ سحرًا
فهبها نظرةً شلَّت خطاكا
فصيحُ القولِ مصقعُهُ كقُسٍّ
وعند الغيد يرتبك ارتباكا
تغضُّ الطرفَ قسرًا عن رؤاها
وفي القلبِ عصيٌّ قد أباكا
....
🇮🇶 الشاعر عبد القادر الموصلي
🌴🌴🌴🌴🌴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق