جنان
صورت لي من مأسي الدهرِ مرأة
أسمها قالت جِنان
يحتفي فيها الدَلال
ترتقي فيها الأناقة
وبها من مبلغِ الحُسنِ مثال
وتأست منها تبكيها الأنوثة
جاشَ منها كل ما يُغري النبال
في ترانيمٍ بها تحكي العيون
غنت الأهاتُ فيها من سجال
رغم عسر الحالِ منها
وتراتيلٍ بها يثري الهزال
تنحتُ الامالَ في صخر التأسي
جدَّ منها للردى اشرس قتال
في مثاراتٍ لنا نشدو ابتهال
فرَّق الحقُ وقال
في حروفٍ عنها يُغنينا المقال
هل يستوي مَن كان يعلم ؟
مع مَن ليس لهُ علمٌ وحال
اين مردود الرجال ؟
لجوابٍ يحتضن هذآ آلسؤال
اصبحَ الحالُ عقيماً
وانقلب فيهِ المأل
العقلُ تحجزهُ المحاجر
والجهلُ يرزح بأبتذال
العلمُ مخنوقٌ تعللهُ الدفاتر
ويَراعُ الحقِ تبريهُ الجُهال
نكِراتٌ ترتقي فوق المنابر
والمعارفُ منها مقطوع الوصال
وعيون الكونِ تبكي
حيثما راقَ لها في الدمعِ بال
الحكمُ ينطقُ فيهِ أبكم
بأكتراثاتٍ لها نطق المُحال
ولسانُ الشرعِ طوعهُ الهوى
في جنونٍ شاقَ فيهِ الأعتدال
العدلُ مذبوحٌ على طرقِ المحافل
ويساور فيه شكٌ ويناغمهُ احتفال
مات منا كلُ معتبرٍ به كان منال
والحظوظُ قد تخطت
نالَ منها كلُ مَن يملكُ مال
وفقيرُ الحالِ مبهوتٌ على سبلِ المنى
يَرهقهُ الاملاقُ في شدٍ به تطغى الحبال
ايُ ترنيمةِ عشقٍ نطق الحبُ بها
ايُ لحنٍ من زمانٍ لا يحاورهُ الجمال
ايَ ظلمٍ عاثَ في هذا الورى
ناءَ فيهِ الحُلمُ عن حملٍ به تبكي الجبال
هل لنا من بعد هذا الحال حالٌ ؟
له نرقى في موازين الكمال ؟؟؟
عبد الكناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق