.... معزوفة الصمت ....
سيدتي يا ينبوع الوفاء
أنت حلم يعانق السماء
و شهقة عشق العظماء
آيات يحتار فيها العلماء...
قوامك كصهوة النبلاء
و رشاقة الحور الشرفاء
أنت هبة الجياد الكرماء
ومحراب الزهاد الفقهاء....
عيناك معزوفة لحن صامت
تعزف في أهذاب المقل...
تراقص مناديل جوارحي
و تبادلها العناق و القبل...
تواشيحك كسوةُ فراشة
احمرت بالحشمة والخجل...
انثري عطر المحبة واسكبي
دمعا يروي العاشقين للأزل...
يا من يهيم المولع في بحرها
و يتيه الولهان دونما إتجاه...
ليلا يسري باحثا عن سرابها
و يظمأ عشقا من غير انتباه
تتعرى الأغصان من أوراقها
فتغريها جمالا حمرة الشفاه...
أنت التي يتيه السهم خلفها
تَشل أذرع الرُّماة لتفتح الجباه....
معزوفة الصمت أنت لها تراقصت
كل المشاعر و الجوارح لها تنحني
حبا وإجلالا كأوراق للورود تناثرت
وهبتك قلبي قصرا إن ضاق مسكني
فالعفو يمحو الذنوب و إن تكاثرت
لو تصفحي فحلمك هو الآن موطني...
وألحان شجن لها الأحاسيس استمعت
تنغمت لها جوارحي وأطربت شجني...
مصطفى سريتي
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق