تحيّرني ..
بأفقي سحابٌ ينجلي ويعودُ
وبرقٌ وعصفٌ في دمي ورعودُ
جيوش من الأحزان تغزو مرافئي
وشطآن قلبي والهمومُ وفودُ
رماني زماني صائبات سهامه
وإنّي على ريب الزّمان جلودُ
وإنّي لأرثي للفؤادِ فإنّهُ
يلاقي جيوش الهمّ وهو وحيدُ
أيا من دعا للحبّ والحُلْمِ خافقا
قديمًا تأذّى واعتراه جمودُ
سقاني الهوى من دنّه كأسَ علقمٍ
فكيفَ فؤادي للغرامِ يعودُ
أراك تعاديني .. تلوم وتشتكي
كفاني زماني بالخطوب يجودُ
كسجنٍ بقضبانٍ هواك وإنّني
تعبت وتدمي معصميّ قيودُ
وتذبل أزهار بقلبي زرعتها
وما من ربيع كي ترفّ ورودُ
إذا لم أخنْ عهدا ففيمَ تلومني
تحيّرني .. ماذا بذاك تريدُ
وإنّي لأخطو في السّرابِ كتائهٍ
ودربُ حياتي ظلمة ونكودُ
وبتّ عن الحبّ الفؤاد أصدّهُ
وأعرضتُ لمّا كان منك صدودُ
وتَعْلَمُني صَعْبٌ على من يقودني
وتعلمُ كمْ هذا الفؤادُ عنيدُ
عتادي لرفع الغمّ حرفٌ أصوغه
وشاعرة نظم الحروفُ أجيدُ
سأرسمُ دربًا للقريض أجوبه
وأنثر حرفا بالبيانِ يجودُ
رفا الأشعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق