قصص قصيرة
١-مفسد
عندما اقتحمت قوة إدارة المدرسة الإبتدائية أدركت مديرة
المدرسة على الفور أن تلك القوة بقيادة ذلك الرجل المدجج
حضرت لأمر هام جدا.
راعها ذلك المنظر الشبيه بأفلام السينما،
صعد الدم إلى وجهها..تصببت عرقا.
بلا شك أن تلك القوة تخص ذلك الطالب المشاغب..
المتنمر ،والذي يحمل جميع المساوىء،
فلا بد أنه شكاها لأبيه بسبب وقوفه طيلة الحصة
في اليوم الفائت إلى جانب سلة القمامة كعقوبة له
لتلفظه بالفاظ نابية؛ خارجة عن حدود
الأدب.
دخل الرجل بهيبته المتحدية الواثقة،
اقترب من وجهها برأسه الضخم ونظراته الحادة وشاربه الكث ..لفحتها أنفاسه
الكريهة..امسك بعصاها..
لوح بها أمام عينيها ..ثم همس إليها مهددا:
-أدرك أن ابني مشاغبا.. لكن في المرة القادمة إن هو تمادا
في المشاغبة بإمكانك أن تصفعي أي ولد يجلس إلى
جانبه فيرتدع ابني ..أنا أحذرك أتفهمين؟
نظرت إليه بدهشة ولم تنبس ببنت شفه،
بينما إبتسم الرجل إبتسامة ساخرة كاشفة عن أسنانه الصفراء
ورماها بالعصا و استدار خارجا.
٢-متسلل
استجمع شجاعته بعد أن ألح عليه الفقر
بأن يولج البوابة الضخمة إلى القصر لطلب
الإحسان.
سار متوغلا في الحديقة الواسعة ..أغقلت البوابة خلفه ..محدثة
صوتا عاليا ..تابعته الكامرات المتطورة بدقة متناهية،
صوت الزمجرة يقترب ويقترب من مختلف الاتجاهات
يرسل مع هبوب الرياح ،
لم يتنبه إلى اللافتة المكتوب عليها (احترس كلاب الحراسة)
لأنه لايجيد القراءة.
كامرات الهواتف الذكية تصور الحدث لحظة بلحظة عبر نوافذ وشرفات القصر.
وجوه فرحة مستمتعة بالضحية الجديدة،
لحظات وأحاطت به عشرات الكلاب الضخمة تستعد لوجبتها.
بقلم :تيسير المغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق