(إياك والظلم)
علمت بما أفضت إليه تجاربي
بأن إله الكون ليس بغائب
فكم بغرور النفس أحجم معتد
ودنياك ملىء من عجيب الغرائب
ومن يظلم الواهي سيجز بظلمه
وإن كان في حصن عظيم الكتائب
فلا تجترأ بالغي تظلم جاهدا
وإياك مغترا بعز المناصب
وحاذر من المظلوم إن بدعوة
عليك إلى المولى أتت بالمصائب
وأدرك لما فيه السلامة دائماً
وعد للهدى إن كنت لست بصائب
وإياك من كبر يردك جاهلا
عن الحق واجنح في جميع الرغائب
وصبرا إذا يوما ظلمت ولم يكن
نصير لما واجهت دون النوائب
وسلم لمن سوى العباد بقدرة
بها يملك الأرزاق رب المواهب
وإن كنت مغلوبا لضعفك في الورى
وعمت على الدنيا جميع الشوائب
فثق بالذي لا شيء يعجز أمره
وإن شاء أمرا كان رغم المصاعب
وإياك تولي اليأس أمرك مرغما
فتغد بلا عزم لنيل المطالب
فما الياس أفضى بالمصاب لغاية
سوى حتفه جهلا بسعي لخائب
محمد طه عرجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق