(عجوز الوادي)
قصة مسلسلة
بقلم :تيسيرالمغاصبه
------------------------------------------------------------
-٤-
،، الحب والحرب ،،
إلتف قطيع الذئاب حولنا أنا وذؤيبة ..زمجرت متعرضة على ذلك العناق ،
عواء اعتراض وزمجرة رفض ..كانت ذؤيبة مستمرة بذلك العناب بكل هدوء أعصاب بل كما
وأنها لاتهتم لذلك الغضب العارم،
ثم وبالهدو، ذاته طلبت منهم الوقوف أمامها ..
تحدثت إليهم بلغة لم أفهمها حتى هدات جميع
الذئاب ماعدى ذئب واحد ضخم كان ينظر إلي
بغضب شديد وعيناه تقدح شرارا،
من خلال حديثها معه علمت أنه العاشق المتيم
بها قبل حضوري إلى هنا ،وعلم أني قد أستحوذت
على قلبها ،
أفهمته أنه من غير الممكن أن يكون علاقة حب بينهما حتى من قبل حضوري إلى مرتفعات الجبال
وأنها كانت تعتبره الأخ الأكبر لها،
صمت الذئب لكن على مضض وثم إبتعد وهو
يرمقني بغضب شديد ،
بعد ذلك توزع قطيع الذئاب هنا وهناك ..فوق
الصخور بينما أمسكت ذؤيبة بيدي وبدأنا في
التجوال في مكان نفوذها من الجبال وأخذت
تحدثني :
-نحن هنا محاصرون منذ مدة ..وتحديدا عند
ظهور تلك الأفعى اللعينة التي إستولت على مجرى
المياه ..ولأن نبع المياه تحت الصخور فنحن
لاتستطيع الوصول إليه ؟
-وكيف تحصلون على مياه الشرب.
-الآن من خلال مياه الأمطار المتجمعة في البرك..
لكن عندما ينتهي فصل الشتاء سيكون وضعنا
حرجا جدا؟
-لكن كونك قائدة القطيع ألم تفكري بخطة للقضاء
على تلك الأفعى.
-لم تنجح جميع الخطط فكلما تسلل ذئب من
الذئاب ليزودنا بالماء كانت الأفعى تستدرجه حتى
يصل إلى القناة فتحاصرة ومن ثم تلتهمه؟
-لكن هذه الطريقة غير مجدية عزيزتي ..بل وساذجة للغاية ..كان يجب أن يكون هناك طريقة
للقضاء على الأفعى نهائيا لاالتسلل لسرقة ماء هو
في الأصل لكم انتم.
-أنت تقول الحق؟
-أن الأفعى قد إستغلت سوء التصرف لتقوم بألتهام
الذئاب واحد تلو الأخر كلما شعرت بحاجتها إلى
الطعام..أي كلما شعرتم أنتم بالعطش تكون هي قد
شعرت أيضا بالجوع .
-صدقت أن هذا مايحدث؟
-لقد غاب عنك أن سر قوة الذئاب هو في الاتحاد
وليس بالفرد وأن تشاهدوا كل فرد منكم وهو
يموت ..لقد فكرتم فقط بكيفية الحصول على الماء
بينما أستغلت الأفعى ذلك الظرف لصالحها وبالتالي
بدأت بأنتظار الذئاب واحد تلو الأخر يأتون بأنفسهم إلى الموت.
-ياإللهي؟
-لكن أنا لدي خطة للقضاء على الأفعى نهائيا؟
-ساكون شاكرة لك ذلك ياعزيزي غريب ؟
-حسنا ..أن الذئاب تعتمد في هجومها على الطريدة
بحيث تكون يد واحدة لتشل حركتها ويدب في قلبها الفزع وتشل حركتها ومن ثم تمزيقها ومن
غير الممكن الهجوم بشكل فردي.
-بكل تأكيد تابع؟
-بينما الأفعى العاصرة ومهما كانت قوتها وضخامتها
فهي لاتستطيع قتال مجموعة سوى اكانت تلك
المجموعة من الذئاب او غيرها في الوقت نفسه
لأنها كالأنسان المصارع او لاعب الجودو تعتمد على تثبيت الخصم وخنقه ومن ثم إلتهامه..
أما إذا أحاط بها أكثر من مهاجم فهي تتكور
وتحاول حماية رأسها
لأن رأسها هو المقتل بالدرجة الاولى ؟
-هذا صحيح ؟
-فما بالك عندما يحيط بها قطيع من الذئاب العطشى والغاضبة والمؤمنة بقضيتها؟
-شيء مدهش حقا؟
-والآن أستمعي إلى خطتي الهجومية.
-حسنا؟
-سأعود إلى القناة .
-ماذا قلت ..هذا مستحيل ؟
-ارجوك اسمعيني حتى أنتهي من كلامي .
-لا ..هذا غير ممكن تريد أن تجعل من نفسك طعما
لها..أرجوك إبحث عن خطة أخرى؟
-لو أستمعت إلي إلى الأخر لن تكون منزعجه.
قالت بتوتر :
-تفضل؟
-انا سأعود إلى القناة فأدخل للسباحة فيها كما
فعلت سابقا ..هنا ستخرج الأفعى وتقترب مني
وفي تلك اللحظة تدخل جميع الذئاب من نفس
المنحدر ومن ثم يحاصرون الأفعى ثم يهاحمونها
دفعة واحدة وطبعا لن تستطيع الدفاع فقد تمسك
بواحد منهم او تمسك بي انا فتقوم الذئاب على
الفور بتمزيق جسدها.
-حقا خطة رائعة ورهيبة ..لكن..؟
-لكن ماذا .
-لماذا تذهب انت ..لماذا لانرسل ذئب للتمويه بدلا
منك ..بينما انا وانت نتابع الهجوم من هنا؟
- أنا أصر على أن اذهب انا لاثبات إخلاصي لجميع
الذئاب وتنتهي موجة الغضب .
نظرت إلي وهي تبتسم بسعادة ثم تابعت:
-وممكن أيضا أن نتحد مع قطيع أخر من الذئاب
طالما أن القناة للجميع وقضيتنا هي قضية واحدة.
-حقا أنت إنسان رهيب ياغريب..لكني سأرافقك ؟
-أن ترافقيني لا ..لكن ممكن أن تكوني مع القطيع.
-موافقة المهم أن أبقى معك؟
-والأن إجمعي الذئاب.
(يتبع...)
تيسيرالمغاصبه
١٧-١-٢٠٢٢
