إضطراب .. قلم
بعد أن كان قلمي لساني حالي ومترجم
أفكاري ، تمرد علي وتركني في أصعب
ظرف مري بي وحيد .
طلبت منه الإنصياع لأمري لكنه عنيد ولم
يأبه لكلامي .
تغيرت ملامحه وفقد سلاسته على سطور
أوراقي .
لم يعد يروق له المكوث بين أناملي .. ؟
أكتب للحزن ويكتب هو عن أفراحي .. ؟
أحاول أن أعبر لصاحبة النبض عن مشاعري
يكتب لها عن خيانتي ونقض عهودي .. ؟
مابالك قلمي .. ؟
تسلتقي فوق ورقي مضطرب حزين .. ؟
هل طعنك نصل الدهر البارد الصامت .. ؟
أم أنت عاشق .. ؟
سأدعك لأيام وليالي لتصارح نفسك وتحسم
أمرك .
هذا ورق وحبر .. فكتب مابدا لك .. ؟
تطايرت الأوراق كنوارس بيضاء وسكب
الحبر ليغرق السطور .. ؟
كتب القلم بجنون وبإضطراب غير مسبوق
طلاسم وأحجيات وحكايات من سالف الأزمان .. ؟
رسم خطوط وحدد حدود ونزف فوقها
بحرقة .. !
أختلطت الحروف بالأشكال لتظهر
لوحة يعجز عن رسمها رسام .. !
لايفهم مضمونها ولايمكن لأي أحد أن
يفك شفرتها .. ؟
لكن قلمي كان قد إنحنى فوقها بكل ود وحنان ولهفة .. !
كتب بعد طول بكاء .. ؟
هذا وجعي وأس عذابي .. ؟
كتبت لسنين طوال حروف شكلها رأسي
لتكون كلمات .
يقرأها هذا وذاك .. حب وغرام وقطع
أرحام .. جمال وطبيعة وألم فراق .. !
أرفع هذا ليعانق السماء .. !
وأنزل من كان على عرشه سلطان زمان .. !
كل ماأنتم تتنعمون فيه يخرج من رأسي
المدبب .. ؟
وفي نهاية المطاف لاأذكر .. !
أنا مجرد أداة .. ؟
ليطبق على رأسي غطائي المقيت
وأقبع في ذلك القبر المعلق فوق الأضلاع .
سأكتب بمزاجي .. ؟
وسأقلب الموازين رأسآ على عقب . ؟
وقولوا عني قلم مضطرب .. ؟
وها أنا ذا أعلن عصياني ولن أرضخ لأحد
أكتبوا برؤوس أناملكم .. ؟
لقد تمرد خادمك المطيع والقرار قراري .
إضطراب .. قلم
بقلم
جاسم الشهواني
العراق
